تحتفل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يوم غد الثلاثاء بالذكرى ال60 لليوم العالمي للأرصاد الجوية الذي يصادف ال23 من مارس من كل عام. ويعد الاحتفال بهذا اليوم تخليداً لذكرى بدء سريان اتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي أنُشئت بموجبها المنظمة في العام 1950، بعد 30 يوماً بالتحديد من اليوم الذي أودعت فيه البلدان التي ترغب في الانضمام إلى المنظمة الجديدة الصك الثلاثين للتصديق على الاتفاقية. وكان قد وافق على نص الاتفاقية من قبل بالإجماع في 11 أكتوبر 1947 من قبل ممثلي 31 بلداً في مؤتمر عقد في واشنطن العاصمة لمديري المرافق الوطنية للأرصاد الجوية أو الأرصاد الجوية الهيدرولوجية، وبعد ذلك بعام، أي في عام 1951 ، سُميت المنظمة وكالة متخصصة في منظومة الأممالمتحدة. وقد جرت العادة على تركيز الاحتفال باليوم العالمي السنوي للأرصاد الجوية على موضوع معين، وقد قرر المجلس التنفيذي للمنظمة أن يكون موضوع هذا العام هو "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية - 60 عاماً من العمل من أجل سلامتكم ورفاهكم"، والذي يراه الكثيرين بأنه ملائم بصفة خاصة في وقت تسعى فيه الدول في كافة أنحاء المعمورة إلى تحقيق أهداف الأممالمتحدة الإنمائية للألفية، لاسيما فيما يتعلق بالصحة والغذاء وأمن إمدادات المياه، والتخفيف من حدة الفقر، وكذلك من أجل تحسين مرونة هذه المجتمعات في مواجهة الكوارث الطبيعية المتكررة، ومساعدتها على الاستجابة بطريقة استباقية وإيجابية للتأثيرات المتصاعدة لتقلبات المناخ وتغيره. وقد قدمت عدة برامج وأنشطة أخرى للمنظمة أمثلة ممتازة خلال هذه العقود الستة على الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن تحققها قطاعات كثيرة من خلال التعاون في مجال الأرصاد الجوية، لاسيما من حيث سلامة البشر ورفاههم، كالزراعة والأمن الغذائي، والصحة، والنقل، والسياحة، والبناء، والطاقة. والهدف من الاحتفال بهذا اليوم هو تشجيع التعاون بين الدول في مجالات توحيد المقاييس, وعمليات المراقبة الجوية, وتشجيع التبادل السريع للمعلومات, وتشجيع البحث العلمي والتدريب في علم الأرصاد الجوية والموضوعات ذات الصلة. ويتوقع الكثير من المختصون بعلوم الأرصاد الجوية الاستفادة الكبيرة من الإنجازات الباهرة للعلوم في مجال الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا على مر الأعوام السابقة، لاسيما في العقود الأخيرة، حيث تشير هذه التوقعات بالاعتراف بأن الاقتصاد العالمي يتأثر بصورة متزايدة تجاه الطقس والمناخ، فكل الأنشطة البشرية تتأثر بعوامل الطقس والمناخ والمياه. والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية هي منظمة دولية متخصصة تابعة للأمم المتحدة، وتتكون عضوية المنظمة من 189 دولة بعد انضمام جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية في 4 ديسمبر 2009، وقد انبثقت من المنظمة الدولية للأرصاد الجوية والمنظمة البحرية الدولية، والتي أسست في 1873. وتأسست المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في عام 1950، وفي 1951 أصبحت هيئه متخصصة للأمم المتحدة في علم الطقس (أي الطقس والمناخ)، وعلم المياه العملية وعلوم الجيوفيزياء التي لها صلة. وتتخذ المنظمة من مدينة جنيف بسويسرا مقرا لها ويرأسها أمين عام ينتخب من قبل برلمان المنظمة كل أربع سنوات، والرئيس الحالي هو الروسي الكسندر بيدريتسكى، أما الأمين العام الحالي فهو ميشيل جيرارد. في يونيو من العام 1976، وبناءاً على تقارير صحفية توقعت حدثاً مماثلاً للعصر الجليدي الصغير، أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيراً هاماً للغاية من ظاهرة احترار المناخ العالمي (الاحتباس الحراري) المحتملة. وبالإضافة إلى دورها الرئيسي في التوحيد القياسي للرصدات، قدمت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إسهامات بارزة في البحوث العلمية، لاسيما في تنظيم السنتين القطبيتين الدوليتين الأوليين أثناء الفترات 1882- 1883 و1932- 1933، على نطاق تجاوز قدرات أي دولة منفردة. وقد اعتُرف بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية منذ البداية باعتبارها نموذجاً للتعاون الدولي الناجح، فحتى الحرب الباردة لم تشكل عقبة في وجهها نظراً لأن الأحوال الجوية لا تميز بين الحدود السياسية، ولذلك ازدهر التعاون أثناء تلك السنوات الصعبة، وامتدت شبكات الرصد لتغطي عملياً المعمورة بأسرها، واتسعت القياسات لتشمل جميع البارامترات البيئية التقليدية وحتى بعض البارامترات غير التقليدية. إلا أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أدركت على الدوام المخاطر المحدقة، وستظل الوثيقة الفنية للمنظمة رقم 99 لعام 1986 - حول العواقب المناخية المحتملة لحرب نووية كبرى- مرجعاً تاريخياً للأجيال المقبلة. ويشكل سيناريو الشتاء النووي حالياً شاغلاً كبيراً، لكن منذ ذلك الوقت أصدرت المنظمة بيانها الموثوق لعام 1976 بشأن تراكم ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وتأثيراته المحتملة على مناخ الأرض الذي أسهم في تركيز الانتباه على الاحترار العالمي وتغير المناخ الذي يُنظر إليه اليوم بصورة واضحة باعتباره تهديداً رئيسياً للتنمية المستدامة بل ولبقاء البشرية ذاتها، والذي حدده بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة باعتباره "التحدي البارز المحدد لعصرنا".