أكد وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي أهمية وحجم التطورات الكبيرة التي حققها الإعلام اليمني خلال ال20 عاما الماضية من مسيرة الوحدة المباركة. ودلل على ذلك بأنه بات تعمل في الساحة حاليا ثمان مؤسسات إعلامية وصحفية وأربع قنوات فضائية وقناتان أرضيتان وإذاعتان رئيسيتان، وإذاعة للشباب و13 إذاعة محلية إلى جانب 54 صحيفة ومجلة رسمية و 65 صحيفة ومجلة حزبية و 269 صحيفة ومجلة أهلية و 94 صحيفة ومجلة تابعة لمنظمات مجتمع مدني. وأشار في افتتاحه اليوم ندوة "تطور الإعلام اليمني خلال 20 عاما" التي تنظمها وزارة الإعلام على مدي يومي إلى أن هناك أربعة مراكز إعلامية لليمن في الخارج وأن عدد العاملين في قطاع الإعلام خمسة آلاف و 542 عاملا وعاملة. ولفت وزير الإعلام إلى أن الإعلام اليمني انتقل من مرحلة إعلام الثورة والدولة الثورية إلى إعلام الدولة الدستورية وهو ما يمثل أكبر مكتسب تحقق للإعلاميين باختيارهم ونهجهم. ونوه بأن ذلك كله ما كان له أن يتحقق لولا العزيمة الصادقة لفخامة رئيس الجمهورية ودوره في تجميع عناصر قوة تماسك اللحمة الوطنية . وقدم الوزير اللوزي عرضا تاريخيا موجزا لواقع الإعلام و الصحافة في الفترة القريبة قبل قيام الوحدة في ال22 من مايو عام 1990م، وما مثله الإعلام فيها ضمن عوامل التهيئة للوحدة. وقال الوزير : كانت الشهور الأولى التي سبقت إعلان الوحدة دقيقة وحاسمة بالنسبة للعمل الإعلامي وتحققت الوحدة الإعلامية بين الشطرين قبل إعادة تحقيق الوحدة الوطنية. و ذكر أن من الأعمال الإعلامية التي بدأت في تلك الفترة بث نشرة مشتركة عبر شبكة الميكرويف تنقل من خلالها أهم الأخبار من استديوهات صنعاءوعدن، هيأت المجتمع لتقبل الوحدة. وأفاد بأنه خلال لجنة التربية والثقافة والإعلام التي كان اللوزي أحد أعضائها برئاسة عبد العزيز عبد الغني وياسين سعيد نعمان تم إنشاء وتوسيع عدد من المؤسسات الإعلامية، فضلا عن ضم مطابع دار الهمداني بعدن إلى صحيفة 14 أكتوبر . وقال : كنا نناقش في اللجنة كافة المواضيع الثقافية ووصلنا إلى اتفاق حول مشروع خطة التنمية الثقافية وفيه تم إقرار إنشاء سبع مؤسسات ثقافية وعدد من المؤسسات الإعلامية. واستطرد اللوزي: أن الوضع المؤسسي الجديد للمكونات الإعلامية خلق وضعا جديدا كنا نطمح إليه، وكانت رعاية القيادة السياسية معنا واستطاعت المؤسسات أن تناضل وتمارس مهامها وتواصل إصداراتها. وتوقف الوزير أمام ملامح التطور في الإعلام الرسمي في شقه المرئي وما أنجزته اليمن خلال السنوات الأخيرة من تطورات تمثلت في إنشاء عدد من القنوات الفضائية بصورة خاصة فضلا عن التوسع الكبير في الإعلام الإلكتروني والصحافة المطبوعة من خلال إصدار التراخيص للمئات من الصحف والمجلات الرسمية والحزبية والأهلية والخاصة. من جانبه أوضح وكيل وزارة الإعلام لشئون الصحافة محمد شاهر أن الندوة تهدف إلى التعريف عن كثب من خلال المشاركين بالتقييم الذي يأتي من الإطراف المتعددة خاصة من الأساتذة المختصين في مجال الإعلام . وأكد شاهر انه بالحوار في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية سنظل على وعد مع كل جديد من شانه تعزيز حرية الرأي والرأي الأخر. وفي جلسة العمل التي ترأسها الزميل الصحفي صادق ناشر قُدمت ورقتي عمل الأولى بعنوان " تطور الإعلام اليمني في ظل الوحدة اليمنية" والثانية بعنوان " متغيرات الصحافة اليمنية في ظل التعددية السياسية والحزبية " . وأكدت ورقة العمل الأولى المقدمة من عميد كلية الإعلام الدكتور احمد محمد العجل الانجازات الكبيرة التي شهدتها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة خلال العقدين الماضيين منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 90م .. منوها في هذا الصدد بأهمية إنشاء إذاعة الشباب وتفعيل بثها وتطوير أدائها وبرامجها إلى جانب إنشاء العديد من الإذاعات المحلية في المحافظات وتطوير التقنية للإذاعتين في كل من صنعاءوعدن فضلا عن أنشاء قنوات تلفزيونية حكومية . وتناول العجل التطور الصحفي الإعلامي الحكومي والحزبي والأهلي خلال العشرين سنة من قيام الوحدة المباركة سواء من حيث البنية التحتية او المؤسسية أو من حيث حرية التعبير أو التعددية الصحفية السياسية باعتبار أن الوحدة اليمنية قامت على النهج الديمقراطي الشوروي في مناخ من الحرية وحقوق الإنسان وسيادة النظام والقانون . وتحدث العجل في ورقته عن التطور الكبير الذي شهده الإعلام العسكري والأمني عبر دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة وكذا تطور الإعلام الالكتروني الحكومي والحزبي والأهلي متطرقا إلى التأهيل الأكاديمي والتدريب الإعلامي المتمثل في كلية الإعلام بجامعة صنعاء بأقسامها الثلاثة الصحافة، الإذاعة والتلفزيون، والعلاقات العامة الإعلان، وقسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة عدن . فيما تناولت ورقة العمل الثانية متغيرات الصحافة اليمنية في ظل التعددية السياسية والحزبية لرئيس تحرير صحيفة الجمهورية سمير رشاد اليوسفي منوها بما شهدته الصحافة اليمنية منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة من نقلة نوعية تمثلت في صدور عشرات الصحف الحكومية والحزبية والأهلية والنقابية في ظل أجواء ديمقراطية ومساحة حرية واسعة منحت الصحافة حق النشر دون أي رقيب رسمي كما كان متبعا قبل عام 90م حيث صار ضمير الناشر الرقيب على ما ينشر فيما يصدره سواء أكان صحيفة أو مجله أو منشور أو خلاف ذلك . وقال اليوسفي في ورقته أن عدد الإصدارات الصحافية صار يزيد عن 400 إصدار بين صحيفة ومجلة ونشرة .. موضحا أن هذا العدد الهائل من الإصدارات الصحافية يعبر عن مصداقية التوجه الديمقراطي لليمن في تشجيع حرية التعبير مقارنة بما كان قبل 90م . وتطرق رئيس تحرير الجمهورية إلى قانون الصحافة والمطبوعات النافذ، وعدم مواكبته للتطورات التي شهدتها السلطة الرابعة خلال العشرين سنة الماضية خاصة مع انتشار وسائل وتقنيات الاتصالات الحديثة والانترنت.. داعيا في روقته إلى تغيير قانون الصحافة النافذ مع تغيير المواد التي تجرم الكُتَّاب والناشرين في قانون الجرائم والعقوبات الجزائية وتتضمن عقوبات جسدية صارمة متعلقة بجرائم العلنية والتشهير. وقد أثريت ورقتا العمل بالمداخلات والآراء من قبل رجال الإعلام والصحافة والمهتمين بالشأن الإعلامي .