تحتفل اليمن وسائر دول العالم يوم غد الثلاثاء باليوم العالمي للحماية المدنية (الدفاع المدني) الذي يصادف الأول من مارس من كل عام تحت شعار (دور المرأة في الدفاع المدني). وقد تم اختيار هذا الشعار إيماناً بالدور الكبير الذي يقع على عاتق المرأة في الحماية المدنية والإسعاف والتوعية والإعلام، والحماية الكبرى للأطفال من الحوادث المنزلية كالغرق والحريق والصعق بالكهرباء، فضلا عن مساهمتها في الأنشطة والفعاليات التوعوية الهادفة لتنمية الوعي الوقائي لفئات المجتمع وخاصة لدى المرأة والطفل. ويهدف إحياء هذا اليوم إلى التعريف بواجبات ومهام وأهداف الدفاع المدني, والعمل على رفع مستوى الوعي الوقائي لدى أفراد المجتمع, وتعريفهم بالمخاطر التي تحيط بهم وكيفية الوقاية منها ومعالجتها أثناء وقوعها إضافة إلى العمل على تنمية العلاقة بين الدفاع المدني والجمهور بما يمكنه من تأدية واجبة الإنساني على أكمل وجه. وبدأ الاهتمام بالحماية المدنية في عام 1931م عندما قام الطبيب الفرنسي جورج سان بول بتأسيس جمعية في باريس بأسم جمعية (ليورد جنيف) التي أصبحت حالياً معروفة بأسم المنظمة الدولية للحماية المدنية. وفي يناير 1958، تحولت الجمعية، ذات الصبغة الخاصة إلى منظمة دولية للحماية المدنية، لذلك قامت بتجهيز نظام أساسي جديد للمنظمة يسمح للمنظمات والجمعيات الحكومية والأهلية بالانضمام إليها. ومع بداية عام 1960، عدلت المنظمة الدولية للحماية المدنية جذرياً وجهة نظرها إلى ما هو أبعد من أهداف حماية السكان في مواجهة الحرب لتعزيز مواجهتها من مشكلة الكوارث الطبيعية والفنية في زمن السلم. وفي موناكو عام 1966 وعلى إثر انعقاد المؤتمر الثاني للحماية المدنية حول الحماية من الإشعاعات، اجتمع ممثلو الدول الأعضاء للمنظمة الدولية للحماية المدنية على مستوى الجمعية التأسيسية وأقروا نصوص القانون الأساسي الحالي الذي أضفى على المنظمة وضع منظمة غير حكومية وهذا القانون هو في الواقع اتفاق دولي ربط الأطراف الموقعة والتي ستصبح عضواً في المنظمة بمجرد إيداعها لوثائق تصديقها. وتعرف ديباجة القانون الأساسي أهداف المنظمة، وتعرض فكرتها من خلال تعزيز وتنسيق النطاق العالمي، وتطوير وتحسين أعمال المنظمة والوسائل والطرق الفنية التي تسمح بتدارك وتخفيف نتائج وآثار الكوارث الطبيعية في زمن السلم أو عند استخدام السلاح في وقت النزاع. وفي الأول من مارس عام 1972م دخل دستور المنظمة حيز التنفيذ وأصبح ساري المفعول عند انعقاد الجمعية العامة للدول الأعضاء، وفي عام 1975م قامت المنظمة الدولية للحماية المدنية، بالتسجيل في أمانة الأممالمتحدة بنيويورك طبقاً للمادة 102 من الميثاق، وتم نشره في مجموعة معاهدات الأممالمتحدة. وفي العاشر من مارس 1976 وقع اتفاق بين مجلس الاتحاد السويسري والمنظمة الدولية للحماية المدنية يحدد الوضع القانوني للمنظمة في سويسرا، وفي العام 1977م شاركت المنظمة الدولية للحماية المدنية في إعداد الملاحق الإضافية لاتفاقيات جنيف، وذلك بمشاركتها في اجتماعات الخبراء التي توصلت إلى الصياغة النهائية لهذه الملاحق. وقد اعتمدت الجمعية العامة التاسعة للمنظمة الدولية للحماية المدنية في 18 ديسمبر 1990م بمقر المركز الدولي للمؤتمرات بمدينة جنيف، قرار تحديد الأول من شهر مارس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية (للدفاع المدني). واختير هذا اليوم تحديداً كونه يوافق الذكرى السنوية لبدء سريان مفعول القانون الأساسي للمنظمة بوصفها منظمة دولية، وذلك في الأول من شهر مارس 1972م. ويهدف اليوم العالمي للحماية المدنية إلى التذكير بمدى أهمية موضوع مكافحة الكوارث بكل أنواعها، والتذكير بالدور الجوهري الذي تقوم به أجهزة وإدارات الحماية المدنية (الدفاع المدني) في العالم. كما يهدف الى إشعار أجهزة الحماية المدنية بمختلف دول العالم بأهمية الترابط والتكاتف في أدائها لرسالتها، والاستفادة من أجهزة الإعلام المختلفة لنقل توجيهات وتعليمات السلامة والحماية لكافة المواطنين، بالاضافة الى تذكير جميع الدول بواجبها نحو المساندة الفعالة لمهام وواجبات المنظمة والتي تتضمن نشر وتشجيع وتنمية وتطوير الحماية المدنية على الصعيد العالمي تجاه المخاطر بشتى أنواعها. سبا