توصل علماء أمريكيون إلى أن التصادم والاندماج الذي حدث في قديم الأزل بين قمرين كانا يدوران حول الأرض يفسر السبب الذي يجعل القمر الحالي منبعجا نوعا ما وأن جانبه البعيد عن الارض يحتوي على صخور أكثر من الجانب الذي يواجه الأرض. وقال الخبراء ان الأبحاث التي نشرت في دورية (نيتشر) العلمية تشير إلى أن القمر الحالي كان يرافقه في قديم الازل قمر آخر أصغر يبلغ نحو واحد على ثلاثين من كتلته. وكان القمران يدوران حول الارض الواحد تلو الآخر قبل أكثر من أربعة مليارات سنة. وأضافوا إنه مع دوران القمرين بعيدا عن الارض تعرضا لتأثير أكبر من قوة الجاذبية الشمسية مما أدى الى اختلال مدارهما المُشترك والتسبب في وضعهما في مسار تصادمي وأنه بعد نحو 100 مليون سنة من التعايش اصطدم القمر الأصغر في نهاية الأمر بالقمر الأكبر في تصادم استمر لعدة ساعات وأدى الى اندماج الكتلتين. ووقعت كل هذه الأحداث على بعد نحو 129 ألف كيلومتر فقط من الارض أي نحو ثلث المسافة الحالية من القمر والتي تبلغ نحو 400 ألف كيلومتر. وخلص العلماء الى أن هذا الاتحاد العنيف يفسر الكثير فيما يتعلق بالاختلاف الواضح في القمر الحالي بين جانبه الجبلي البعيد عن الارض والجانب الآخر القريب من الارض والذي يحتوي على سهول شاسعة يمكن رؤيتها في السماء ليلا من على الارض. كما يفسر التصادم بين القمرين عدم اتساق شكل القمر نظرا لانبعاجه اكثر على الجانب البعيد من الارض وهي مسألة لم تكن تفسرها بشكل مقنع قوة المد المنبعثة من الارض. كما يدلل على حدوث التصادم تنوع تركيبة قشرة القمر اذ يحتوي الجانب القريب من الارض على كميات أكبر بكثير من البوتاسيوم والمعادن النادرة والفوسفور. سبأ+ وكالات