قدم رئيس الحكومة المصرية عصام شرف استقالة حكومته مساء امس، بعد اجتماع لجنة إدارة الأزمات التي تضم 11 وزيراً وبعد لقاء مع المجلس العسكري، وذلك على خلفية المواجهات التي يشهدها ميدان التحرير بوسط القاهرة والإسكندرية والتي أسفرت عن سقوط 24 قتيلا و1900 جريح منذ يوم السبت الماضي. وتأتي استقالة حكومة شرف عشية المظاهرة المليونية التي أعلنت القوى السياسية باستثناء الاخوان المسلمين السلفين المشاركة فيها اليوم الثلاثاء، للمطالبة باستقالة حكومة شرف. وقال الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري السفير محمد حجازي أن حكومة الدكتور عصام شرف وضعت استقالتها أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة اعتبارا من الأمس. وقال انه تقديرا للظروف الصعبة التي تجتازها البلاد في الوقت الراهن فإن الحكومة مستمرة في أداء مهامها كاملة لحين البت في الاستقالة. وأوضح الناطق ان حكومة شرف إذ تستشعر المسؤولية السياسية، فإنها تعرب عن شديد أسفها تجاه هذه الأحداث المؤلمة، موضحا انه من منطلق هذا الشعور، فقد وضعت استقالتها تحت تصرف المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأضاف أن “الحكومة تناشد المواطنين ضبط النفس والالتزام بالهدوء لاستعادة استقرار الأمور في البلاد تمهيدا لإجراء أولى مراحل الديمقراطية بإتمام الانتخابات البرلمانية في مصر”. إلا أن المجلس العسكري رفض استقالة حكومة شرف. من جهة أخرى دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية كل القوى السياسية والوطنية إلى حوار عاجل لدراسة أسباب تفاقم الأزمة الحالية ووضع تصورات الخروج منها في أسرع وقت ممكن حرصا على سلامة الوطن. كما دعا المجلس في بيان له أمس كل القوى السياسية الوطنية وجميع المواطنين الالتزام بالهدوء وخلق مناخ من الاستقرار بهدف مواصلة العملية السياسية التي تتم من أجل الوصول الى نظام ديمقراطي يضع مصر في المكانة اللائقة لها بين الأمم.