يبدو أن ميت روماني المرشح المحتمل حاكم ماساتشوستس السابق سيبلي بلاء حسنا لا محالة ان لم يفز بأول مرحلة في السباق داخل الحزب الجمهوري لطرح مرشحين لانتخابات الرئاسة الامريكية وذلك بعد أن زاد عدد المؤيدين له من الحزب الجمهوري ومع اقتراب المؤتمر الحزبي يوم الثلاثاء المقبل في ولاية أيوا. وعلى الرغم من أن رومني بات فيما يبدو في وضع يسمح له بالسيطرة على السباق الجمهوري إلا أن هناك تساؤلا يثار يتعلق بحملته فهل يمكن أن يتواصل مع الناخبين على مستوى شخصي أفضل مما فعل خلال حملته عام 2008 التي خسر فيها السباق أو حتى يكون قادرا على التأثير فيهم؟ وكشفت جولة رومني خلال نحو ثلاثة أيام في أيوا عن مرشح أدخل تحسينات بصورة كبيرة على مستوى التواصل الشخصي مع الناخبين لكنه لايزال يجد صعوبة في أن يؤثر فيهم. وكانت الجماهير الداعمة لرومني لا بأس بها لكن ليس بالعدد الذي يمكن تصوره بالنسبة للمرشح الاوفر حظا. وقال عدد من مؤيديه هذا الاسبوع ان من أسباب اعجابهم به هو ما يقول وأيضا لانهم يعتقدون أنه سيفوز على الارجح بترشيح الحزب الجمهوري ليواجه الرئيس الحالي باراك أوباما في الانتخابات التي تجرى في نوفمبر تشرين الثاني. ويقول محللون ان تحقيق تواصل شخصي مع الناخبين كثيرا ما يكون حيويا لمرشحي الرئاسة. ويشيرون الى أنه رغم التفاؤل المحيط بحملة رومني هذا العام فان نسبة التأييد التي حصل عليها في أحدث استطلاعات للرأي وهي نحو 25 في المئة هي تقريبا ما حصل عليه قبل أربع سنوات عندما حصل على المركز الثاني في المؤتمرات الحزبية للحزب الجمهوري في أيوا بعد حاكم أركنسو السابق مايك هاكابي. ويتحدث المحللون عن الديمقراطي بيل كلينتون والجمهوري جورج بوش وهما رئيسان تولى كل منهما فترتي رئاسة على مدى العقدين المنصرمين باعتبارهما سياسيين قادرين على التأثير في الناخبين مما ساعد على توليهما المنصب واجتيازهما لازمات عديدة. ويقول محللون ان مكانة أوباما في التاريخ باعتباره أول رئيس أمريكي من أصل افريقي يمكن ان تؤثر على الناخبين حتى على الرغم من أن الرجل نفسه كثيرا ما ينظر له على أنه بعيد عن الجماهير. وهناك سمات لدى رومني شبيهة بالمرشحين الديمقراطيين السابقين ال جور وجون كيري اذ انه يظهر في بعض الاحيان انفصالا عن الجماهير كما كانت الحال مع جور أو الافتعال كما كان يوصف كيري. ورومني هو ابن جورج رومني الذي تولى مناصب عدة مثل حاكم ولاية ميشيجان ورئيس تنفيذي لامريكان موتورز ووزير للاسكان والتنمية الحضرية لذلك فانه شأنه شأن جور وكيري يمكن عدم الاقتناع بمحاولة رومني المواءمة مع الطبقات الوسطى التي تحصل على مزايا أقل كثيرا مما تحصل عليه الطبقة التي ينتمي اليها هو. وانتخابات الرئاسة الامريكية تجرى كل أربع سنوات. ولا يتم اختيار الرئيس بالتصويت المباشر للناخبين، بل يتم انتخابه من قبل المجمع الانتخابي، المقسم بين الولاياتالأمريكية. وفي غالبية الولايات من يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في إحدى الولايات يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الانتخابي الممثلين لهذه الولاية. وهناك 538 صوتا في المجمع الانتخابي، وتقسم هذه الأصوات على الولاياتالأمريكية وفقا لتعداد سكانها وتماثل نظريا عدد ممثلي الولاية في الكونجرس بالإضافة لعدد أعضائها في مجلس الشيوخ (عضوين لكل ولاية). وهذا يمنح الولايات الصغيرة بعض المميزات. ويعود عدم انتخاب الرئيس الامريكي بشكل مباشر لبداية العمل بدستور الولاياتالمتحدة الذي وضع عام 1787. ففي هذا الوقت دافعت الولايات الثلاث عشرة التي كانت موجودة في ذلك الوقت بشراسة عن حقوقها، ولم تكن متحمسة لترك مسألة انتخاب الرئيس للشعب. لذا أوكلت هذه المهمة للمجمع الانتخابي ومنح المجلس التشريعي لكل ولاية الحق في اختيار الأعضاء الذين يمثلونها في المجمع. ثم أصبحت الأحزاب هي التي تختار الأعضاء، ثم أصبح اختيارهم بالانتخاب وهو ما يحدث اليوم. وإذا لم يتمكن المجمع الانتخابي من التوصل لأغلبية، يمكن إحالة القرار إلى مجلس النواب لاختيار الرئيس. ويتم تنصيب الفائز بالانتخابات رئيسا للبلاد في 20 يناير . وفي الفترة التي تربط بين انتهاء الانتخابات وتنصيب الرئيس تتولى الإدارة الحالية شؤون البلاد.