توالت ردود الأفعال الدولية المنددة بفض اعتصامات مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وذلك بعد أن أعلنت السلطات المصرية إحكام سيطرتها على ميدان "النهضة" بالجيزة وميدان "رابعة العدوية" بالقاهرة.. مما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل ما يزيد على 149 شخصاً وإصابة نحو 1403 آخرين. وفي أول رد فعل أمريكي ندد البيت الابيض بالتصدي العنيف للمحتجين في مصر اليوم الاربعاء وعارض بشدة اعلان حالة الطوارئ هناك. وحث المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست القادة العسكريين في مصر على احترام حقوق الانسان الاساسية للشعب المصري. واضاف ايرنست الذي كان يتحدث للصحفيين في ماساتشوستس حيث يقضي الرئيس باراك أوباما عطلة تستمر ثمانية ايام ان العنف ليس من شأنه سوى ان يزيد صعوبة عودة الاطراف الى مسار السلام والديمقراطية. فيما أعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أنها تتابع الأوضاع في مصر ببالغ القلق.. وأكدت في بيان نشره مكتبها في بروكسل أن المواجهة والعنف لا يمثلان أي طريق إلى الأمام من أجل حل القضايا السياسية الرئيسية في مصر. ودعت قوات الأمن إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وجميع المواطنين المصريين لتجنب المزيد من الاستفزازات والتصعيد. وقال البيان: "إن المستقبل الديمقراطي في مصر يعتمد على الحوار بين جميع الأطراف المعنية الساعية لتذليل الاختلافات وضمان عملية شاملة للمصالحة السياسية، مع حكومة مدنية تتمتع بكافة الصلاحيات ومؤسسات ديمقراطية عاملة". وأوضح البيان "إن العناصر الرئيسية الضرورية للمضي قدماً تم بحثها بالفعل وتتضمن الحفاظ على حقوق حرية التعبير والتظاهر السلمي وحماية جميع المواطنين وتمكين الجميع من المشاركة السياسية". وأهاب البيان الأوروبي بجميع الأطراف بتحمل المسؤولية وانتهاج السلوك المنظم في التظاهر ووضع حد للتحريض. إلى ذلك أعرب حلف شمال الاطلسي الناتو في بيان لأمينه العام عن عميق قلقه بشأن الموقف في مصر واستنكاره لاستمرار اراقة الدماء مؤكدا على أن مصر شريك مهم لحلف الناتو في منطقة المتوسط. كما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يأسف على اختيار السلطات في مصر لخيار استخدام القوة بدلا من التفاوض لحل الازمة في البلاد. وأدانت إيران تعامل السلطات المصرية مع اعتصامي أنصار مرسي.. ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن وزارة الخارجية قولها إن طهران أعلنت رفضها "استخدام العنف" وأدانت "قتل المواطنين".. كما أعربت عن "قلق بالغ إزاء التبعات الخطيرة لمثل هذه التصرفات". وأضاف البيان: "لا شك في أن المنحى الحالي للأحداث في مصر يعزز من احتمالية نشوب حرب أهلية". من جهته أعرب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، عن قلق بلاده الشديد من تصاعد العنف والاضطرابات في مصر. وقال: "أدين استخدام القوة في فض الاحتجاجات وأدعو قوات الأمن لضبط النفس.. يجب على زعماء جميع الأطراف العمل لتقليل احتمال وقوع المزيد من العنف.. حينها فقط يصبح من الممكن اتخاذ خطوات حيوية تجاه الحوار والمصالحة". وفي تركيا، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قوله: "ندين بشدة هجوم الشرطة المصرية على المحتجين. ما يجري هو جريمة كبيرة تتمثل بإطلاق الشرطة النار على محتجين مؤيدين للديمقراطية." أما الرئيس التركي، عبدالله غول، فقد قال إن ما يجري في مصر "غير مقبول".. مضيفا أن التطورات قد تؤدي إلى "نتائج خطيرة بصرف النظر عن أسبابها".. وأشار إلى أن التدخل المسلح ضد المحتجين في مصر "مرفوض تماما". ودعا غول إلى "إعمال المنطق" داعيا إلى الإفراج عن "الرئيس المنتخب ديمقراطيا في مصر،" في إشارة إلى الرئيس المعزول، محمد مرسي. بدوره دعا زير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، جميع الأطراف في مصر إلى نبذ العنف.. وقال فيستر فيله في تصريحات صحفية: "يجب منع إراقة المزيد من الدماء".. مناشدا كل القوى السياسية في مصر العودة إلى الحوار والتفاوض.. وطالب السلطات المصرية والحكومة الانتقالية بالسماح بالاحتجاجات السلمية وفي نفس الوقت توقع من القوى الأخرى أن تنأى بنفسها عن العنف". على الصعيد العربي استنكرت دولة قطر بشدة أسلوب تعامل السلطات المصرية مع المعتصمين في منطقة رابعة العدوية وميدان النهضة. ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية عن مسئول بوزارة الخارجية القطرية قوله إن قطر "تستنكر بشدة" أسلوب تعامل السلطات المصرية مع المعتصمين في منطقة رابعة العدوية وميدان النهضة.. داعية على لسان المسئول.. السلطات المصرية إلى الامتناع عن استخدام الخيار الأمني والحفاظ على أرواح المصريين.. كما حذرت الدولة الخليجية من تأثير ما يحدث على المستقبل. حركة حماس بدورها استنكرت قيام "السلطات الرسمية في مصر باستهداف المعتصمين السلميين في ميداني النهضة ورابعة العدوية بالقوة، وما نتج عنه من مجازر مروّعة وسقوط مئات الشهداء والجرحى من أبناء الشعب المصري الكريم"، بحسب بيان صادر عن الحركة. وأضاف البيان: "في هذه اللحظات العصيبة ندعو إلى التوقف عن سفك دماء الشعب المصري، والامتناع عن استخدام القوَّة والعنف في التعامل مع المعتصمين السلميين". وعلى صعيد ردة الفعل الداخلية أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا اليوم الأربعاء عبرت فيه عن استنكارها ورفضها الشديدين لبعض التصريحات الصادرة عن عدة دول وجهات خارجية .. واعتبرته تدخل صريح في الشأن الداخلي للبلاد وتبني مواقف مغلوطة تعكس عدم إلمام بحقائق الأوضاع الجارية.. ومنها تصريحات رئيس الوزراء التركي.. وكذلك تصريحات مسئول الخارجية القطرية. يذكر أن وزارة الصحة المصرية أعلنت على لسان متحدثها الرسمي الدكتور محمد فتح الله عن ارتفاع عدد حالات الوفاة والمصابين جراء الاشتباكات التى وقعت اليوم بالقاهرة وبعض المحافظات إلى 149 حالة وفاة و1403 مصابين, من بينهم 49 حالة وفاة و423 مصابا برابعة والنهضة وحلوان, فيما بلغ عدد الوفيات بباقي المحافظات 100 حالة وفاة و980 مصابا. وقام عدد من أنصار جماعة "الإخوان" بمحافظة الإسكندرية في أول رد فعل احتجاجي بقطع طريق الكورنيش بمنطقة "القائد إبراهيم"، وذلك عقب بدء قوات الجيش والشرطة في عملية فض الاعتصامين.. كما قام العشرات من مؤيدي الرئيس المعزول، عقب فض اعتصام ميدان "النهضة"، بقطع الحركة المرورية بشارع "جامعة الدول العربية"، وسط حالة من إطلاق عشوائي للأعيرة النارية. إلى ذلك أعلن المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية للشئون الدولية الدكتور محمد البرادعي أنه تقدم بخطاب استقالة من مهام منصبه لرفضه فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة.