تواصل الدولة المصرية بكافة أجهزتها الأمنية والشرطية والعسكرية مواجهة ما أطلقت عليه حربها ضد الإرهاب، فبالإضافة إلى المواجهات التي تدور في شمال سيناء في المنطقة المحاذية لقطاع غزة التي ينفذها الجيش المصري، كانت مواجهات الأجهزة الأمنية في قلب العاصمة المصرية في منطقتي كرداسة وناهيا وسط محافظة الجيزة. وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية فقد أسفرت أحداث أمس الخميس التي صاحبت مواجهة قوات الأمن المصرية للعناصر التي وصفتها بالإرهابية في كرداسة عن مقتل مساعد مدير امن الجيزة اللواء نبيل فراج وإصابة 5 ضباط آخرين و4 مجندين. وتمكنت قوات الأمن المصرية خلال الحملة من اعتقال 48 مشتبها بحوزتهم 4 بنادق آلية وبندقيتين خرطوش ومن بينهم المعتقلين 3 من المتهمين الرئيسين بارتكاب مذبحة قسم شرطة كرداسة. وبعد ساعات من الحملة الأمنية على منطقة كرداسة توقفت الاشتباكات بشكل نسبى بين قوات الأمن والعناصر التي وصفتها الداخلية المصرية بالإجرامية والإرهابية ساد هدوء حذر، وانتشرت قوات الأمن بشكل مكثف بكافة الشوارع الرئيسية بمنطقة كرداسة وكذلك انتشار مكثف لقوات الجيش بمحيط المنطقة الخارجي. وفي ذات السياق نفى مصدر امني مصري صحة ما رددته بعض وسائل الإعلام عن إلقاء القبض على عاصم عبد الماجد وطارق الزمر القياديين بالجماعة الإسلامية وعصام العريان القيادي بتنظيم الإخوان. وفي تعليق بعض القوى السياسية المصرية على حملة قوات الأمن المصري على منطقة كرداسة أكدت قيادات حزبية مصرية في تصريحات صحفية مختلفة ان عمليات قوات الأمن في منطقة كرداسة وناهيا أمس الخميس "خطوة جيدة لكنها تأخرت كثيرًا"، وطالبت تلك القوى سلطات الدولة استخدام القوة في مواجهة الإرهاب. وكانت منطقة كرداسة قد شهدت أحداث دامية فيما يطلق عليه مجزرة قسم كرداسة التي راح ضحيتها 11 ضابط وفرد امن مصري أعقاب أحداث فض اعتصام رابعة والنهضة منتصف أغسطس الماضي، وهو ما دفع قوات الأمن المصري بمساندة الجيش من مداهمة منطقة كرداسة التابعة لمحافظة الجيزة، لإعادة السيطرة عليها وضبط المتورطين في أعمال العنف والإرهاب. وشارك في العملية أكثر من 40 تشكيلًا أمنيًا ومجموعات قتالية من الجيش والشرطة مدعومة بالآليات العسكرية والسيارات المدرعة وسيارات فض الشغب. ومن جانبا أخر وفيما يتصل بالمواجهات الجارية في سيناء أشار متحدث الجيش المصري أن إجمالي عدد قتلى القوات المسلحة في سيناء منذ يناير 2011 بلغ 125 فرداً بخلاف 996 إصابة بين صفوف القوات، فيما بلغ إجمالي قتلى العناصر الإرهابية منذ هذه الفترة 134 عنصراً إرهابياً. ويضيف المتحدث ان القوات المسلحة المصرية قررت توسيع عملياتها ضد العناصر الإرهابية والإجرامية في سيناء، بعد استنزاف كافة جهود الحوار الفكري ومحاولات الدعم الديني والنفسي لهذه العناصر، منوها أن القوات المسلحة توسّع عملياتها والتعامل مع هذه العناصر بكل قوة وحسم واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالتعاون مع أجهزة وزارة الداخلية وبدعم من أبناء سيناء للتصدي للإرهاب الغادر. وقال المتحدث إن عمليات ملاحقة البؤر الإرهابية والجماعات التكفيرية المسلحة في شمال سيناء مستمر خاصة مدن العريش ورفح والشيخ زويد, خلال الأيام المقبلة. ويرجع الخبير الأمني والاستراتيجي المصري اللواء سامح سيف اليزل في تصريح صحفي ان كافة المؤشرات تفيد أن تنظيم القاعدة موجود في مصر بالفعل والدليل على أن العمليات الإرهابية الأخيرة والأساليب المستخدمة تؤكد أنها أساليب ونهج تنظيم القاعدة ومنها عمليات تفخيخ السيارات والتي بدأت في واقعة محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري.