أقيم مساء أمس الأربعاء بدار الأوبرا المصرية حفل تأبين بمناسبة الذكرى الثانية لوفاة الراحل الدكتور عبدالرحمن البيضاني نائب رئيس مجلس قيادة الثورة اليمنية. وفي الحفل تحدث المندوب الدائم لبلادنا لدى جامعة الدول العربية والقائم بأعمال السفارة اليمنية في القاهرة السفير محمد الهيصمي بأن الفقيد البيضاني أسهم بدور بارز ومحوري في توجيه مسار الأحداث والتطورات في اليمن خلال ظروف استثنائية وأثناء مرحلة تاريخية فارقة. وقال "ان شخصية البيضاني استثنائية فقد كان جادا ومعطاء في حياته ثم تحول بعد رحيله الى قيمة تمثلت وتجلت في تعدد ممارساته وتنوع مهامه العملية فقد كان أستاذاً ومربيا وأكاديميا عظيما" ونوه الهيصمي إلى ان الراحل الدكتور عبدالرحمن البيضاني استغل قلمه منذ البداية ليكون أداة فاعله للتمهيد للثورة اليمنية من خلال كتاباته في مجلة روزاليوسف ومشاركاته في إذاعة صوت العرب. وأكد المندوب الدائم لبلادنا لدى الجامعة العربية ان البيضاني كان يؤمن بان اليمن تمتلك من القدرات البشرية والطبيعية ومن الموروثات الحضارية ما يؤهلها لمسايرة الكرب الحضاري, مشيرا الى ايمان الفقيد البيضاني بوحدة وطنه وبلاده كانت لا حدود لها. واعتبر السفير محمد الهيصمي مسيرة البيضاني نبراسا مضيئا للأجيال القادمة ونموذجا يحتذى به للعديد من المصلحين والمناضلين وبناة الأوطان أصحاب النفوس السامية والهمم العالية، أولئك الذين استطاعوا ان يغيروا مجرى التاريخ في الظروف الصعبة. من جانبه قال مفتي مصر السابق الشيخ الدكتور علي جمعه كلمته "ان الدكتور عبدالرحمن البيضاني يجسد حميمية العلاقات بين مصر واليمن، فهو مثل الجسر الحيوي بنسبه وجسده في التواصل بين اليمن ومصر". وأشار الى ان البيضاني استطاع ان يكون شاهد على العصر وعلى التاريخ الحديث بين القرنين العشرين والحادي والعشرين للاحداث التي جرت في اليمن ومصر، وهي أحداث مهمة وتاريخية. وأشاد مفتي مصر السابق بالدور الي لعبه البيضاني في حياته على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مثنيا على تراثه العلمي والفكري الذي سخر حياته من اجله. وقد ألقت ابنة الفقيد الدكتورة هناء البيضاني كلمة تناولت فيها القيم الذي رسخها الراحل البيضاني في تربية لابناءه، من خلال غرس روح الوطنية، والتأكيد على ضرورة الأخذ بالعلم سبيلا لتطوير الأمم والشعوب، مشيرة الى انها تسعى الى تقديم التراث الذي خلفه الدكتور عبدالرحمن البيضاني في إصدارات موسوعية حتى يتمكن الباحثين والمهتمين من قراءة التاريخ الحديث لليمن من واقع الرجال الذين جسدوا تلك الحقبة. كما ألقى في حفل التأبين عدد من أصدقاء الفقيد وأقاربه كلمات عبرت في مجملها عن مناقب الفقيد الوطنية والتي ساهمت بشكل جلي ومباشر في إنجاح الثورة اليمنية 26 سبتمبر، وسردت الكلمات التاريخ النضالي الذي عاشه البيضاني باعتباره احد الرموز الوطنية الذي أمضى حياته في خدمة شعبه وأمته ونصرة المظلومين كافة أينما كانوا وفي أنحاء الأرض اليمنية. وكان حفل التأبين قد بدا بعرض فيلم تسجيلي وثائقي استعرض مراحل حياة المناضل عبدالرحمن البيضاني وسيرته الذاتية والمناصب التي تقلدها، والمراحل التعليمية والسياسية والاجتماعية التي مر به على مدى خمسة وثمانون عاما، كما قام السفير محمد الهيصمي بافتتاح معرض للصور بعنوان "سطور مضيئة من تاريخ البيضاني" التي شملت على صور تستعرض مراحل تاريخ البيضاني على مدى عقود من تاريخ اليمن الحديث. الجدير ذكره ان الدكتور عبدالرحمن البيضاني ولد في القاهرة عام 1926، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، والدراسات العليا في الفلسفة والمنطق وعلم النفس من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1950، وكان أحد الشخصيات البارزة في ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالحكم الأمامي عام 1962 .. وقد شغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة اليمنية ونائب رئيس الجمهورية اليمنية ورئيس وزراء اليمن سابقاً، وله مؤلفات عديدة عن ثورة سبتمبر والخفايا السياسية التي إدارة الكثير من تفاصيلها.