يبدو أن مفاوضات السلام في الشرق الأوسط ستتعثر في ظل اصرار حكومة زعيم ''اليمين'' الإسرائيلي المتطرف''بنيامين نتنياهو'' على ان يكون الاعتراف بيهودية اسرائيل بندا اساسيا في أي اتفاق سلام محتمل مع الفلسطينيين بعد استئناف المفاوضات في يوليو الماضي برعاية اميركية. ويرفض الفلسطينيين رفضا قاطعا هذا المطلب مؤكدين ان ذلك يمس "بحق العودة" للاجئين الفلسطينيين. وهناك أيضا صعوبات وقضايا آخرى معقدة أمام مفاوضات السلام وهو ما يعني أن تحقيق أية اختراقات في المفاوضات بين الجانبين سيمثل رحلة طويلة وشاقة من الدبلوماسية المكوكية الامريكية، وخصوصا على ضوء التخطيط الامريكي لتحقيق سلام '' مستمر ودائم في المنطقة''. وتصر حكومة نتنياهو على الاستمرار في البناء الاستيطاني في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة وتهويد مدينة القدس. وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس غداة إعلان إسرائيل بناء مستوطنات جديدة في القدسالمحتلة، على أن الفلسطينيين لن يعترفوا بيهودية دولة إسرائيل ولن يقبلوا بها، بينما شددت الرئاسة الفلسطينية على أنه لا سلام ولا اتفاق مع الدولة العبرية دون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. وقال عباس في خطاب ألقاه أمس في مقر الرئاسة في مدينة رام اللهبالضفة الغربية أمام شخصيات وفعاليات تمثل مدينة القدس "لن نعترف ولن نقبل بيهودية إسرائيل". وأضاف "يقولون (الإسرائيليون) إذا لم تعترفوا بيهودية إسرائيل فلن يكون هناك حل ونحن نقول لن نعترف ولن نقبل ولدينا حجج وأسباب كثيرة لرفض هذا الحديث الذي لم نسمعه إلا منذ سنتين". وتابع عباس "قلنا لهم ولكل العالم إن هناك أسبابا كثيرة تمنعنا من ذلك ونحن قدمنا أسبابنا لإسرائيل". وخلال زيارته الأخيرة للمنطقة، مارس وزير الخارجية الأميركي جون كيري "ضغوطا كبيرة" على الرئيس الفلسطيني للقبول باتفاق إطار يتضمن الاعتراف ب"يهودية إسرائيل" وفق ما كشف مسؤول فلسطيني. وأضاف المسؤول أن كيري "أبلغ الجانب الفلسطيني أن موضوع يهودية الدولة ليس موقفا إسرائيليا فقط بل هو موقف الإدارة الأميركية أيضا". وتابع المصدر نفسه أن عباس "جدد رفضه الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية خصوصا أن منظمة التحرير قدمت الاعتراف المتبادل بدولة إسرائيل" من خلال اتفاقية أوسلو عام 1993. وفي غضون ذلك، شدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان على أنه لا سلام ولا اتفاق مع إسرائيل دون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. وقال أبو ردينة في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "لا يمكن بأي حال من الأحوال التوصل لأي اتفاق دون القدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين". وأضاف"لن نقبل بأقل من عودة القدس الشرقية فلسطينية خالصة، ولن نقبل بحذف لا القدس ولا اللاجئين ولا أي ملف من ملفات المفاوضات إلى جانب إطلاق سراح جميع الأسرى". وجاء ذلك غداة كشف إسرائيل خططا لبناء أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية وأكثر من 800 في الضفة الغربيةالمحتلة، في خطوة قال الفلسطينيون إنها "رسالة" من إسرائيل إلى واشنطن بالتخلي عن جهود السلام في المنطقة. واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أن العطاءات الإسرائيلية الجديدة للبناء الاستيطاني "تشكل لطمة قوية" لجهود كيري وللمجتمع الدولي. وقال عريقات في بيان صحفي إن "الحكومة الإسرائيلية تؤكد أن خيارها أولا وأخيرا هو المستوطنات والإملاءات وليس السلام والمفاوضات". من جانبه وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، اقتراحات كيري بشأن وضع القدس، بأنها "في غاية الغرابة". وقال في بيان صحفي، إن كيري تجاهل أن شرقي القدس مدينة محتلة منذ يونيو (حزيران) 1967 وتجاهل عند حديثه عن حل الدولتين الإشارة إلى مدينة "القدس الشرقية" باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين. وأضاف أن كل ما جاد به كيري أنه أشار إلى أن اتفاق الإطار الذي يدعو إليه يلحظ طموحات الفلسطينيين بأن يكون لهم عاصمة في القدس، معتبرا أن "هذا شيء والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين شيء آخر مختلف تماما". وتابع المسؤول الفلسطيني قائلا "عاصمة في القدس قد تعني بيت حنينا أو شعفاط مثلا وربما العيسوية أو حي من الأحياء الفلسطينية الأخرى وهذا لا يمكن قبوله فلسطينيا على الإطلاق لأننا لن نتنازل عن كامل القدس الشرقية".