أكد وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل في كلمة الجمهورية اليمنية في مؤتمر وزراء الثقافة في الدول العربية و دول امريكا الجنوبية المنعقد في الرياض - على أهمية أن يخرج المؤتمر ببرامج عملية لتقوية الروابط الثقافية والعلمية بين الدول العربية ودول امريكا الجنوبية . وأوضح في كلمته التي القاها اليوم أن من أهم تلك البرامج قيام مشروع للترجمة والتبادل الثقافي وإنشاء مراكز للبحث والدراسات الثقافية والتاريخية والسياسية وتنظيم المؤتمرات والندوات الثقافية الفكرية وإنشاء الجمعيات الثقافية والإبداعية المشتركة وتعزيز علاقات التعارف والتواصل بين المثقفين في البلاد العربية وبلدان امريكا اللاتينية . واستهل كلمته بالثناء والتقدير للأشقاء في المملكة العربية السعودية على استضافة هذا المؤتمر المهم الذي يعبر عن تلاقي الثقافات وتفاعلها وتحاورها وعن الارادة في تجاوز المسافات وعبور القارات بحثا عن المشترك والمؤتلف بين الثقافات والشعوب وتعبيرا عن التنوع في الثقافات الانسانية . وأشار إلى الميراث الثقافي والحضاري الذي يجمع بين الثقافة العربية والثقافة في بلدان امريكا اللاتينية ذلك الميراث الاندلسي الرائع الذي يجمع بين ثقافاتنا وشعوبنا منذ اكثر من خمسة قرون . واستدرك قائلا : لكني ابدا كلامي من الحاضر والراهن من التفاعل التاريخي بن الشعوب الذي تمثل في الهجرات العربية الحديثة الى البرازيل والأرجنتين والمكسيك وغيرها من بلدان امريكا اللاتينية حيث تأسس للمهاجرين العرب وطن وتكونت ثقافة وأدب المهجر الذي عاد الى بلادنا حاملا اثارا عظيمة لطاقات الشعوب . وقال : هذه الهجرة العربية التي تمت في القرنين التاسع عشر والعشرين مدت جسورا هائلة للتواصل بين الشعوب في المنطقتين ولعل اهم ما تميزت به هذه الهجرة هو اندماج هؤلاء المهاجرين في اوساط المجتمعات التي رحلوا اليها . وأضاف: لقد تلقت شعوب امريكا اللاتينية هؤلاء العرب الوافدين بكل انفتاح وترحاب وما هي سوى سنوات قليلة حتى اصبحوا مندمجين وفاعلين في هذه البلدان التي لم تعد ديار غربة بل صارت وطنا لهم وأصبحوا جزءا من نسيجها الاجتماعي المتنوع وثقافتنا المتسمة بالتعددية والانفتاح وظهر من بين العرب والمهاجرين اجيال متكاملة الاندماج في هذه المجتمعات اللاتينية وقد اسهموا في كل مناحي الحياة من التجارة الى السياسة الى الثقافة والإبداع ونجد من بين هؤلاء المبدعين اسماء كثيرة تعود في جذورها الى اصول عربية . وتابع : ولا يقتصر التواصل الثقافي بين الثقافة العربية وثقافات امريكا اللاتينية على اؤلئك المثقفين والمبدعين ذو ي الاصول العربية بل على العكس يظهر التواصل اكثر قوة وتفاعلا في اوساط ادباء امريكا اللاتينية الذين اصبحت رواياتهم وأشعارهم وكتاباتهم النقدية والفكرية منتشرة بصورة واسعة وعميقة في العالم العربي وقد ترجم كثير منها الى اللغة العربية . وأشار الى بعض الاسماء كمثال على هذا التفاعل مثل غابريل غارسيا ماركيز الذي حظيت بانتشار كبير في الثقافة العربية وكان لها اثر واضح في الكتابات الروائية العربية كما ادهشت اعمال بورخيس المثقفين والأدباء العرب حيث يظهر فيها تأثره بالثقافة العربية وقراءاته العميقة للتراث العربي برؤية معاصرة ... و أسماء أخرى كثيرة مثل جورج أمادو وباولو وكويلو وإيزبيلا . ولفت الى ما عاشته امريكا اللاتينية من تغيرات وتطورات في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها مما يجعلها محط اهتمام ثقافات العالم . وقال : استطاعت شعوب هذه البلدان ان تسقط العديد من الديكتاتوريات وتحقق العديد من مظاهر التطور في مجال الاصلاح والتطور السياسي . وأشار الى العلاقات العلمية بين اليمنوكوبا التي تمتد الى نهاية سبعينيات القرن الماضي وقد اسهم الاصدقاء في كوبا في انشاء كلية الطب بجامعة عدن وقامت بدعمها في كافة المجالات العلمية كما قامت كوبا بإيفاد كثير من البعثات الطبية الى اليمن وهي مستمرة الى اليوم.