احتفلت الجمهورية اليمنية مع سائر دول العالم اليوم الإثنين، باليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصاف الثامن من سبتمبر من كل عام، تحت شعار "محو الأمية والتنمية المستدامة". ونقلت صحيفة "الثورة" على موقعها الإلكتروني اليوم عن رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار أحمد عبدالله أحمد قوله: "إن الاحتفال بهذه المناسبة أصبح تقليداً راسخاً لكثير من البلدان والشعوب تقف من خلاله وقفة تقويمية لأنشطتها وبرامجها وتعمل على تدعيمها وتطويرها بالوسائل المختلفة". وأكد أن جهاز محو الأمية وتعليم الكبار كجهاز فني تربوي تعليمي يعنى بمشكلة الأمية في بلادنا لم يدخر جهداً وسعى في تنشيط برامجه وفعالياته في مجال محو الأمية وتعليم الكبار من خلال العمل على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار وكذا تنفيذاً لقانون محو الأمية وتعليم الكبار رقم (28) لسنة 1998م. وأشار إلى جملة من الأنشطة والبرامج التي تم تنفيذها على صعيد مواجهة الأمية في الجمهورية اليمنية حيث بلغ إجمالي عدد الدارسين في مراكز محو الأمية وتعليم الكبار لعام 2013-2014م نحو 192605 دارسين ودارسات. وبهذه المناسبة تحيي منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم /اليونسكو/ فعالية واسعة اليوم تحت شعار /محو الأمية والتنمية المستدامة/. وقالت المنظمة على موقعها الإلكتروني إن هذا اليوم يهدف إلى ترسيخ فكرة أن القراءة والكتابة هي واحدة من العناصر الأساسية اللازمة لتعزيز التنمية المستدامة. وتم اختيار هذا الشعار وفقًا لما ذكرته المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا للصلة بين محو الأمية والتنمية المستدامة.. مضيفة "هذا ما يمثل فرصة سانحة للتذكير بالحقيقة البسيطة التالية". وتشير الأرقام الصادرة عن معهد الإحصاء لليونسكو إلى أن عدد الأميين في العالم يقدرون بنحو 800 مليون أمي، أما في العالم العربي فلا تزال المعدلات مرتفعة حيث ناهز عدد الأميين 70 مليونا بين من بلغوا سن الرشد ثلثاهم من النساء. وتقدر اليونسكو أن 84 في المائة من سكان العالم اليوم قادرون على القراءة والكتابة، مقابل 76 في المائة في العام 1990. في حين ذكرت تقارير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألسكو/ أن عدد الأميين في المنطقة العربية في العام 2013 بلغ 97.2 مليون شخص من أصل حوالي 340 مليون نسمة، أي نسبة 27.9 في المائة من مجموع السكان. ودقت المنظمة ناقوس الخطر مشيرة إلى أن الدول العربية لم تحقق تقدمًا حقيقيًا على طريق محو الأمية على مدى السنة الماضية، حيث بلغت نسبة النساء من الأميين العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عامًا 60 في المائة. وكشف تقرير المنظمة أن أكثر من 6 ملايين طفل في العالم العربي ممن هم في سن الدراسة غير منخرطين في سلك التعليم، كما أن نسبة 20 في المائة من الأطفال الذين يلتحقون بالتعليم الأساسي يتخلفون عنه خلال المرحلة الدراسية الأولى، بل وتبلغ هذه النسبة 30 في المائة ببعض الدول العربية. وبذلت العديد من الدول العربية جهودًا كبيرة في مجال مكافحة الأمية خلال العقد الماضي، وقدمت تعليمًا قويًا ونوعيًا ومتميزًا؛ مما أدى إلى انخفاض نسبة الأميين من إجمالي عدد سكان الوطن العربي من 73 في المائة العام 1970 إلى 28 في المائة العام الجاري. وأبدت /الألسكو/ مخاوفها من عدم وجود تقدم حقيقي بالنسبة لمحو الأمية في الوطن العربي؛ حيث تشير الإحصاءات إلى أن مجموع عدد الأميين العرب في الفئة العمرية 15 - 45 يبلغ قرابة 67 مليون أمي وأمية منهم قرابة 60 في المائة من الأميات. كما تشير الإحصاءات إلى أن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الكبار في الفئة 15 سنة وما فوق يصل إلى 72.1 في المائة وهذا يعني أن قرابة 27.9 في المائة من سكان الوطن العربي أميون، كما يعني أن عدد الأميين في الدول العربية يصل إلى قرابة 97.2 مليون أمي وأمية. إلى ذلك يشير تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع لعام 2011 إلى وجود 6.188 مليون طفل وطفلة غير ملتحقين في التعليم في الدول العربية ممن هم في سن الالتحاق بالتعليم، وهذه الأرقام لاشك تشكل واحدًا من أكبر الأخطار التي تعترض التنمية البشرية والاقتصادية والإنسانية في الوطن العربي. ويخصص هذا اليوم العالمي للتعريف بأن القراءة والكتابة هي واحدة من العناصر الأساسية اللازمة لتعزيز التنمية المستدامة، كما أنها تمكن الناس حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات الصائبة في مجالات النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والتكامل البيئي. وكان قد تم لأول مرة اقتراح تخصيص يوم كل عام لتعزيز محو الأمية إبان (المؤتمر الدولي لوزراء التربية والتعليم حول محو الأمية) في طهران خلال الفترة 8-19سبتمبر 1965.. وبعد مرور عام في نوفمبر 1966، أعلنت اليونسكو يوم 8 سبتمبر اليوم الدولي لمحو الأمية. وطوال أكثر من 40 عاماً، تحتفل اليونسكو باليوم الدولي لمحو الأمية وتذكر المجتمع الدولي بأن محو الأمية إنما يشكل حقاً من حقوق الإنسان وأساساً لكل عملية تعلم. ومنذ عام 1967، تكافئ اليونسكو أنشطة المنظمات والممارسين والبرامج في أكثر من 100 بلد في جميع أرجاء العالم، وذلك من خلال منح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية. وكانت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا قد أعلنت بفوز كل من الجزائر وبوركينا فاسو والاكوادور وجنوب أفريقيا وإسبانيا بجوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية لعام 2014 في حفل تقرر تنظيمه في دكا /بنجلاديش/. هذا وسيتم الاحتفال هذا العام باليوم الدولي لمحو الأمية في جميع أرجاء العالم.. أما الاحتفال الرئيسي فسوف يجري في مدينة /دكا/ حيث تنظم حكومة بنغلاديش بالتعاون مع اليونسكو مؤتمراً دولياً تحت عنوان "محو أمية وتعليم الفتيات والنساء: إرساء أسس للتنمية المستدامة ومنح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية"، وذلك دعماً للمبادرة العالمية /لتعليم أولاً/ التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة. ويمنح اليونسكو كل عام جوائز محو الأمية الخمس وهى جوائز "اليونسكو - كونفوشيوس لمحو الأمية" الثلاث التي أنشئت في عام 2005 بدعم من حكومة جمهورية الصين الشعبية، وجائزتا "اليونسكو - الملك سيجونغ لمحو الأمية" اللتان أنشئتا في عام 1989 بدعم من حكومة جمهورية كوريا. ويمثل محو الأمية قوة دافعة رئيسية للتغيير وأداة عملية للتمكين في ما يخص كل دعامة من الدعائم الرئيسية الثلاث التي تستند إليها التنمية المستدامة، وهي: التنمية الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية، وحماية البيئة. وتؤكد الدراسات أن الآباء المتعلمين هم أكثر عزماً على إرسال أطفالهم إلى المدرسة، وأن الأشخاص المتعلمين هم أكثر قدرةً على الانتفاع بفرص التعليم المستمر، وأن المجتمعات المتعلمة هي أكثر فعاليةً في تلبية الاحتياجات الإنمائية الملحّة.