أكدت المملكة العربية السعودية أن السياسات الطائفية والتدخل لمحاولة مسخ الهوية و الاستبداد السياسي والقمع ..عوامل أدت إلى إرساء أرضية خصبة تنامى فيها الإرهاب العابر للحدود والقارات الذي نشهده اليوم و الذي يمثل تنظيم " داعش " أحد شواهده . مشيرة إلى أن ما يقوم به " داعش " من أعمال إرهابية وحشية لا يمت إلى الإسلام بصلة والإسلام منه براء. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن السفير عبدالله بن يحيى المعلمي مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك كلمته الليلة الماضية أمام جلسة مجلس الأمن حول العراق .. تجديد ترحيب الرياض بإعلان الحكومة العراقية الجديدة .. مؤملة أن تنتهي اللمسات الأخيرة لتشكيلها بشكل يضمن الشمولية والتوازن السياسي الذي يمكنها من مواجهة التحديات السياسية والأمنية الخطيرة. وشددت على أنه آن للعراق أن يستعيد عافيته و من الواجب على المجتمع الدولي ألا يفوت هذه الفرصة ليقدم له المساعدة لإيجاد البيئة المناسبة لنجاح الإصلاح السياسي وتكريس قواعد العدالة والمساواة. كما جددت المملكة تأكيدها مواصلة جهود نصرة الأشقاء في العراق و تقديم العون لهم في كل مجال حتى يسترد عافيته و يمارس دوره الطبيعي والتاريخي مع أشقائه من الدول العربية. وقال المعلمي..منذ أن بدأ العراق أولى خطواته نحو الابتعاد عن الإقصاء والطائفية و توجه نحو صد التدخل الأجنبي في شؤونه ونحو العودة إلى محيطه العربي وأشقائه..بادرت المملكة العربية السعودية إلى الترحيب به و مدت يد العون إلى الشعب العراقي .. وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن تقديم تبرع مقداره / 500 / مليون دولار إلى الأممالمتحدة لتصرف منه على المتضررين واللاجئين والنازحين من أبناء الشعب العراقي بمختلف فئاتهم العرقية والدينية والمذهبية. وأضاف أن مواجهة تنظيم " داعش " وما شابهه من جماعات ضالة تستخدم الدين مسوغا لها .. يجب أن يتضمن تفنيد الفكر الذي تستند عليه و من هذا المنطلق فإن كبار العلماء والمفكرين في المملكة العربية السعودية دأبوا على التحذير من خطر الفكر المنحرف المؤدي للإرهاب وتجريم أساليبه ووسائل تمويله . وأكدت المملكة أنها كانت في مقدمة الدول التي تعمل على مكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره منذ عقود وكانت أحد ضحاياه وما زالت أحد أهم أهدافه مشيرة إلى دعمها مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب بمبلغ / 100 / مليون دولار ودعوة خادم الحرمين الشريفين بقية الدول للتبرع للمركز والإسهام في فعالياته نظرا لكونه أحد الآليات المهمة للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وشددت على أنه دون أن يكون لمجلس الأمن وللمجتمع الدولي استراتيجية شاملة تتخطى الأعراض لتصل إلى الجذور .. فإن الجهود المبذولة لن تكون كافية لدحر هذا الخطر المتنامي .. لافتة إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان هو من أكبر العناصر المؤدية إلى نمو الفكر الإرهابي الذي يتدثر بعباءة إزالة الاحتلال..كما أن سياسات الإقصاء و الطائفية كانت عاملا رئيسا في ظهور تنظيم " داعش " في العراق. وقال " إن استمرار آلة القتل للنظام السوري في ترويع وتشريد أبناء الشعب السوري ..أوجد فراغا سعى الإرهابيون إلى شغله و بناء عليه فإن أي عمل جماعي ضد الإرهاب لا بد أن تشمل عملياته أماكن تمركز الإرهابيين حيثما كانوا وأن تطال المصدر الأول للعنف والقتل وهو النظام السوري ف" داعش " وهذا النظام وجهان لعملة واحدة كلاهما يمثل الطائفية والتطرف والإقصاء والعدوان. وأكد أن هذا الجهد المتناسق يتطلب أيضا دعم المعارضة السورية الشرعية المتمثلة في الائتلاف الوطني الحر لتمكينها من التصدي المزدوج لتنظيم " داعش " ونظام يعمل على تغذية هذا التنظيم والاستفادة منه بل والتنسيق معه في بعض الأحوال.