من المرجح أن يحقق المعسكر الموالي للغرب بقيادة الرئيس بترو بوروشنكو فوزا سهلا في الانتخابات التشريعية التي ستنظم الأحد المقبل في أوكرانيا من دون التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في الشرق ولا لحل للنزاع حول الغاز مع روسيا. وتدور معارك بصورة شبه يومية في شرق أوكرانيا عند بعض النقاط الساخنة على خط الجبهة. وسمع دوي قصف مدفعي طيلة نهار الثلاثاء وخلال الليل، ما ادى الى مقتل مدني وجرح خمسة اخرين، بحسب بلدية دونيتسك، كبرى المدن التي يسيطر عليها المسلحون الموالون لروسيا. والنزاع الذي اوقع بحسب الاممالمتحدة اكثر من 3700 قتيل، يبدو انه يتفاقم من دون ان يحل السلام الذي وعد به الرئيس بترو بوروشنكو عندما انتخب في مايو الماضي من الدورة الاولى. ويخوض على الرغم من كل شيء الانتخابات التشريعية المبكرة الاحد وهو في طليعة الاستطلاعات كما اكد تحقيق نشره الاربعاء معهد علم الاجتماع في كييف ومؤسسة "مبادرات ديموقراطية". وحصل تكتل بترو بوروشنكو على 30,4 بالمئة من نوايا التصويت لدى الناخبين الذين حسموا خيارهم. وهذا الاستطلاع لا يشمل سوى 225 من اصل 450 نائبا ينتخبون على اساس لوائح. والنصف الاخر ينتخب في الدوائر التي لم تنشر اي توقعات بشانها. ويأتي بعد تكتل بترو بوروشنكو الحزب المتشدد بزعامة الشعبوي اوليغ لياشكو (12,9 بالمئة) والجبهة الشعبية بزعامة رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك (10,8 بالمئة) وساموبوميتش (8,5 بالمئة) الذي يضم خصوصا ناشطين في المجتمع المدني، وبالكيفتشيتشينا (7,5 بالمئة) بزعامة رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، وكلها تشكيلات موالية للغرب. لكن قرابة ثلث الناخبين لم يقرروا موقفهم بعد، مما قد يغير النتائج بشكل كبير وخصوصا نتائج اولئك الذين يدورون حول نسبة ال5 بالمئة الضرورية لدخول البرلمان. وهذا يشمل خصوصا تشكيلين مؤلفين من ممثلين للحزب السابق الموالي لروسيا بزعامة فيكتور يانوكوفيتش الذي فاز في الانتخابات التشريعية للعام 2012، وكذلك الحزب الشيوعي. من جانب آخر حال غياب ثمن إمداد أوكرانيا شتاء بالوقود الروسي دون إتمام اتفاق ينظم العملية ويقلص بالتالي من حدوث أزمة في إمدادات الغاز إلى أوروبا شتاء. وأشار وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إلى أن ما حال دون الاتفاق، هو غياب المال لدى الجانب الأوكراني لسداد ثمن هذه التوريدات. يذكر، أن ما جرى التوصل إليه في بروكسل يتضمن الاتفاق على سعر توريدات الغاز الروسي إلى أوكرانيا خلال الفترة الشتوية اعتبارا من شهر أكتوبر الجاري إلى نهاية مارس المقبل وهو 385 دولارا لكل 1000 متر مكعب من الغاز. وفي بروكسل يدعو قادة الاتحاد الاوروبي، في قمة تعقد هذا الأسبوع على بذل المزيد لتحقيق الاستقرار في أوكرانيا وفقا لمسودة بيان لكن الدبلوماسيين لا يتوقعون تغييرا في العقوبات المفروضة على موسكو في المستقبل القريب. وتأتي دعوة زعماء الاتحاد الأوروبي قبل أيام من الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في أوكرانيا في 26 أكتوبر الجاري والتي ستأتي بمشرعين قوميين ومسؤولين مؤيدين للغرب إلى السلطة وهو أمر من المستبعد أن يلقى ترحيبا من قبل موسكو. وجاء في مسودة بيان زعماء الاتحاد الأوروبي "يتعين على الاتحاد الروسي احترام السيادة الوطنية لأوكرانيا ووحدة أراضيها وأن يسهم في الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي لأوكرانيا." وسيطالبون أيضا السلطات الروسية "باستخدام نفوذها" لضمان التزام الانفصاليين المؤيدين لموسكو بوقف إطلاق النار المتعثر في أوكرانيا. وتوصلت أوكرانيا والمسلحون في شرق أوكرانيا إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في الخامس من سبتمبر الماضي في مينسك عاصمة روسياالبيضاء في أول خطوة نحو إنهاء أسوأ أزمة بين موسكو والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة. وشدد الاتحاد الأوروبي تدريجيا العقوبات التي فرضها على روسيا في أعقاب ضمها منطقة القرم من أوكرانيا في مارس الماضي ولدعمها المسلحين في شرق أوكرانيا. وقالت الأممالمتحدة هذا الشهر إن الصراع في أوكرانيا لا يزال يحصد حوالي عشرة قتلي في اليوم على الرغم من وقف إطلاق النار. وسينص بيان زعماء الاتحاد الأوروبي الذين سيجتمعون اليوم الخميس وغدا الجمعة على أن وضع العقوبات الاقتصادية ضد روسيا بسبب /ما وصفوه/ دعمها للمسلحين مرتبط بشدة بما يحدث في شرق أوكرانيا. وقال دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إن زعماء الاتحاد لن يبحثوا إضافة أو حذف عقوبات مفروضة على روسيا في القمة. وسيراجع سفراء الاتحاد الأوروبي في الأسبوع القادم العقوبات الاقتصادية التي فرضت في يوليو الماضي لكن الدبلوماسيين لا يتوقعون تخفيفها حينئذ ايضا. وسيرحب زعماء الاتحاد الأوروبي كذلك بالانتخابات البرلمانية في مولدوفا التي ستجرى في 30 نوفمبر المقبل كخطوة أخرى لتعزيز العلاقات. والأسبوع الماضي اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة الاتحاد الاوروبي ومن ضمنهم الرئيس الأوكراني، على أن المحادثات بشأن الأزمة الأوكرانية كانت إيجابية رغم صعوبتها وذلك بعد اجتماع جانبي على هامش اجتماعات قمة أورو-آسيوية في مدينة ميلان الإيطالية. ويحاول قادة بريطانيا والمانيا وفرنسا وإيطاليا الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع حد للقتال. وقال بوتين بعد مغادرته للاجتماع "إن المحادثات كانت جيدة وإيجابية"، لكن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين قال لاحقا إنها كانت "مليئة بسوء الفهم". وقال بيسكوف: "للأسف، بعض المشاركين في الاجتماع اظهروا عدم استعداد لتقبل الواقع في جنوب شرقي أوكرانيا". وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بوتين عبر بوضوح عن عدم رغبته برؤية أوكرانيا مقسمة. لكن كاميرون اضاف ان العقوبات على روسيا ستبقى حتى تنفيذ بنود خطة السلام التي وقعت في العاصمة البلاروسية مينسك الشهر الماضي. وأهم بنود خطة السلام التي وقعت في مينسك : سحب الأسلحة الثقيلة لمسافة 15 كيلومترا عن خطة المواجهة، ما ينشأ منطقة آمنة بمقدار 30 كيلومترا. وقف العمليات الهجومية ووقف طيران الطائرات المقاتلة فوق المنطقة الآمنة وسحب "المقاتلين المرتزقة" الاجانب من منطقة الصراع. وكان الرئيس الاوكراني قد التقى المستشارة الالمانية انغيلا ميركيل، وعبر الاثنان عن اسفهما لعدم تطبيق بعض نقاط خطة السلام. والتقت ميركل الرئيس بوتين لمدة ساعتين ونصف الساعة في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي. وفي بداية الأسبوع أمر بوتين بسحب نحو 18 ألف جندي كانوا منتشرين قرب الحدود مع أوكرانيا.لكن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قال إن لا إشارة على أي انسحاب روسي رئيسي.