ساعات وينقضي العام 2014 بكل أحداثه وكوارثه المأساوية التي كانت مفجعة في أكثرها ،فلقد شهد هذا العام حوادث طيران كثيرة في مناطق مختلفة من العالم لكن اختفاء الطائرة الماليزية "إم. إتش 370" وعلى متنها 239 شخصا يعد الأبرز في حوادث الطيران بعد البحث المستمر لأشهر طويلة عن حطام الطائرة المفقودة دون الوصول لأية نتائج ايجابية. وكان العام 2014 هو الأسوأ على الأرجح تاريخيا على صعيد الطيران, حيث شهد العديد من كوارث تحطم الطائرات الكبيرة والتي راح ضحيتها مئات الأشخاص, وقد كان لماليزيا نصيب الأسد في هذه الكوارث. وأقلعت بالطائرة الماليزية "إم إتش 370" في 8 مارس 2014 من مطار كوالالامبور متوجهة إلى الصين، وقبل وصولها انقطع الاتصال عنها وأثار اختفاءها العديد من التكهنات حول مصيرها، بين من يقول انها انفجرت أو سقطت بسبب مشاكل تقنية أو أنها وقعت فريسة لعملية إرهابية . ومنذ لحظة سقوط الطائرة الماليزية لا توجد عنها أية معلومات, ولا يوجد لها أثر, وحتى تلك اللحظة لا زال البحث جاريا. وكانت الطائرة الماليزية تحمل على متنها 227 راكب بالإضافة إلى طاقمها المكون من 12 فرد. وبينما العالم يستعد لاستقبال العام الجديد جاء حادث طائرة "أير آسيا" 8501 صباح الأحد، أثناء رحلتها من مدينة "سورابايا" بإندونيسيا إلى سنغافورة، وعلى متنها 162 شخصاً، وكأن العام 2004 أبى إلا أن يودعنا على وقع كارثة جديدة. وشهد العام 2014 أقل معدل لحوادث تحطم الطائرات على مدار ال80 عاماً الماضية، بحسب مكتب توثيق حوادث الطيران، الذي يتخذ من مدينة جنيفبسويسرا، مقراً له. واعتبر المركز حادث اختفاء طائرة "أير آسيا" على أنه يدخل ضمن حوادث التحطم، وهو ما يرفع عدد الطائرات التي لقيت ذلك المصير خلال هذا العام، إلى 111 حادث.وآخر مرة تم تسجيل فيها هذا العدد من حوادث تحطم الطائرات كانت في عام 1927. لكن أعداد ضحايا كوارث تحطم الطائرات للعام 2014، ترسم صورة تبدو قاتمة، حيث حصدت حوادث الطيران هذا العام، وقبل حادث الأحد، أرواح 1158 شخصاً دون حالة تحطم طائرة "أير آسيا"، التي كانت تقل 162 شخصاً على متنها، وبها سيرتفع العدد إلى 1320، وهو أكبر عدد من الضحايا منذ عام 2005. ومن شأن ذلك أيضاً، أن ينهي العام 2014 حالة "التحسن المطرد" في مجال سلامة النقل الجوي، حيث أن العام الماضي 2013 سجل سقوط 265 قتيلاً، مما جعله العام "الأكثر أماناً" منذ عام 1945. ويعد العام 2014 أيضا أسوأ الأعوام بالنسبة لقطاع الطيران في آسيا، حيث كانت الخطوط الماليزية، قبل هذا العام، تمتلك واحداً من أفضل سجلات الأمان. بيد أن الوضع تغير تماماً بعد اختفاء طائرتها "إم .أتش 370"، في مارس الماضي، أثناء رحلتها من كوالالمبور إلى العاصمة الصينيةبكين. وبينما يرجح المسؤولون الماليزيون أن الطائرة تستقر في نقطة ما من قاع المحيط الهندي، إلا أنه بعد تسعة شهور من البحث والتحقيق، لم يتم العثور على الطائرة المفقودة. وفي يوليو الماضي، سقطت طائرة ماليزية أخرى "إم .إتش 17" بعد إصابتها بصاروخ أثناء تحليقها في أجواء شرق أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، وعددهم 298 شخصاً. كما أسفرت كارثتان أخريان، في يوليو الماضي، عن سقوط عشرات القتلى، إحداهما لرحلة "ترانس آسيا 222"، والتي قُتل فيها 48 شخصاً في تايوان، ولم يتضح حتى اللحظة، سبب تحطم الطائرة. وسقط 116 قتيلاً نتيجة تحطم طائرة الخطوط الجزائرية، الرحلة 5017، بينما كانت في طريقها من بوركينا فاسو إلى الجزائر العاصمة، وتحطمت الطائرة بينما كانت تحلق في أجواء مالي، ويُعتقد أن الحادث بسبب سوء الأحوال الجوية. وفي 15 فبراير 2014, أقلعت الطائرة النيبالية في رحلة داخلية رقم 183 من مطار بوكارا متجهة إلى مطار جوملا في شرق نيبال، وسقطت يعد ثلاثين دقيقة من إقلاعها بسبب سوء الأحوال الجوية, وقد لقي جميع ركاب الطائرة والبالغ عددهم 15 مصرعهم بالإضافة إلى 3 أفراد هم طاقم الطائرة. والحادثة الأكثر غرابة كانت في 16 فبراير 2014, حيث اختطف مساعد الطيار الأثيوبي الطائرة التي أقلعت من أديس أبابا متوجهة إلى روما، وقام بتحويل مسارها إلى جنيف، وعندما وصلت الطائرة بمطار جنيف, سلم نفسه وأعترف أنه فعل ذلك لأنه يريد اللجوء السياسي في سويسرا بسبب انعدام الأمن في وطنه, ولم يلحق أي أذى أو ضرر بالركاب الذين كانوا على متن الطائرة وكان عددهم 202 فردا, كما رفضت سويسرا تسليم المختطف. وفي 23 يوليو 2014, سقطت إحدى الطائرات الحديثة من الخطوط التايوانية, وقد لقى جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 48 مصرعهم, بالإضافة إلى خمسة أفراد من الأهالي عقب سقوطها على المنازل. كما سقطت الطائرة الإيرانية بعد إقلاعها في 10 أغسطس 2014 من مطار مهرباد بالعاصمة طهران, لكن حتى الآن لم تتوصل التحقيقات إلى أسباب سقوط الطائرة, في حين أن البعض أرجع الأمر إلى قدم طرز الطائرات الإيرانية وعدم خضوعها للصيانة اللازمة، وقد راح ضحية الحادث ما لا يقل عن 50 شخص كانوا على متن الطائرة. وسقطت طائرة برازيلية خلال رحلة داخلية في 13 أغسطس 2014 ما أدى إلى مقتل طاقم الطائرة بالإضافة إلى خمسة ركاب على متنها, كان من بينهم المرشح الرئاسي إدواردو كامبوس. كما سقطت طائرة مدنية صغيرة على منزل في ولاية ميريلاند الأمريكية في 8 ديسمبر 2014, وقد لقى 6 أشخاص مصرعهم, بينما شهدت قبلها الطائرات المدنية حادثة أخرى في السعودية إثر سقوط طائرة خاصة في الرياض ما أسفر عن إصابة الراكبيْن الأمريكيين. وسقطت طائرة استرالية في 8 ديسمبر 2014 في مدينة بيرث الأسترالية من ارتفاع نحو 9 آلاف متر، نتيجة مشكلات محتملة في أجهزة تكييف الهواء, وكانت قادمة من دبي الإماراتية إلى سيدني الأسترالية, ولكن دون أية إصابات للركاب, بعد أن سيطر الطيار على الوضع في الوقت المناسب. وغالبا ما تتصدر كوارث تحطم الطائرات عناوين نشرات الأخبار في مختلف وسائل الإعلام، لكنه في محصلة نهائية فإن عدد ضحايا تلك الكوارث أقل كثيراً ممن يلقون حتفهم في حوادث السيارات. وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية العام الماضي، فإن نحو مليون و240 ألف شخص يفقدون أرواحهم في حوادث الطرق بمختلف أنحاء العالم سنوياً.