صنعاء - تحتفل دولة قطر الشقيقة اليوم بالذكرى الثانية والثلاثون للاستقلال كدولة حديثة تخطو بقوة على طريق التطور الديمقراطى والسياسى وبناء المؤسسات. ويبدوا ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى الذى تولى مقاليد الحكم فى منتصب عام 1995 م متحمسا بقوة لاجراء اصلاحات سياسية واجتماعية فى البلاد بما يمكنها من مواكبة المتغيرات الدولية والاقليمية الراهنة ومتطلبات عصر العولمة . واستشعارا بمقدار الحب والاحترام الذي يكنه الشعب اليمني قيادة وشعبا لهذا القطر العربي الشقيق حرصت وكالة الانباء اليمنية(سبأ)على مشاركته في احتفالاته بهذه الذكرى واعداد هذا التقرير الذي حاولنا من خلاله استشراف اهم المنجزات الكثيرة والمتعددة التي شهدتها دولة قطر الشقيقة. ففي المجال السياسي بدأت قطر اولى خطواتها على طريق الاصلاح السياسى باجراء اول انتخابات بلدية فى تاريخ البلاد عام 1999 لتشكيل مجلس بلدى وهى التجربة التى حظيت فيها المرأة القطرية بحق الانتخاب والترشيح وان كانت لم تتمكن من الفوز بأى مقعد فى المجلس فى حين حققت ذلك امراة واحدة فى الانتخابات التى جرت خلال العام الحالى . وشهدة قطر خلال هذا العام حدثا محوريا تمثل في صدور الدستورالقائم على الفصل بين السلطات الثلاث والذي توج بالاستفتاء عليه في التاسع والعشرين من شهر ابريل الماضي لينتقل بعد ذلك القطريون الى حقبة جديدة من تاريخهم الحديث من خلال هذا الدستور الذي عمق مبدأ كفالة الحرية الشخصية وتكافؤ الفرص وصون الملكية الخاصة وتساوي المواطنين في الحقوق والواجبات بالاضافة الى زيادة مساحة حرية الصحافة والنشر0 وجاءت نتيجة الاستفتاء لتبين مدى وعي الشعب القطري بحقوقه حيث بلغت نسبة الموافقين على الدستور6ر96 في المائة والمتمثلة في عدد 168 الفا و987 صوتا فيما بلغ عدد غير الموافقين 2145 صوتا فقط0 وترجع أهمية هذه الخطوة فى رأى المراقبين والمهتمين بالشان القطرى ان هذا الدستور ينص على اجراء انتخابات تشريعية عامة لتشكيل مجلس شورى منتخب بصورة ديمقراطية ليحل محل مجلس الشورى الحالى وتكون من اختصاصات هذا المجلس الرقابة على الحكومة والموازنة ومساءلة الوزراء . وسيكون هذا المجلس فى حال تشكيله اول مجلس تشريعى منتخب فى تاريخ قطر . وعلى الصعيد الاقتصادي شهدت دولة قطر نموا اقتصاديا شاملا اعتبر الاسرع والاعلى من نوعه على مستوى العالم فقد سعت الى زيادة حجم الاستثمارات في المشاريع الضخمة في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات التي تعتبر من اهم المقومات التي يرتكز عليها الاقتصاد القطري0 كما سعت الى تطوير البنية التحتية وتوفير المناخ الاستثماري المناسب للقطاع الخاص لتعزيز الثقة القائمة في الاقتصاد القطري لتحقيق المزيد من الاستثمارات الجديدة وليعود ريع كل ذلك لمافية خدمة المواطن القطري عن طريق توفير المستوى المعيشي اللائق وتوفير الحياة الكريمة المماثلة لحياة المواطنين في البلدان المتقدمة وخاصة في مجالات البنية التحتية التي تعد اساس اية نهضة حضارية في كافة القطاعات الصناعية والتجارية وشبكات الكهرباء والموانئ والمطارات وشبكة الطرق والاتصالات التي ربطت كل المناطق في الداخل وكذلك ربطت الدولة بكافة دول العالم 0 ولعل اهم هذه المشروعات مشرو ع / غاز الخليج -1/الذي اطلق في شهر مارس الماضي على ان يبدأ تشغيله في الربع الخير من عام 2005م وترتكز فكرة المشروع على استخراج 750 مليون قدم مكعب يوميا كمرحلة اولى بتكلفة مالية مقدارها 1ر1 ملياردولار امريكي0 اما في المرحلة الثانية من المشروع فستزيد كمية الغاز المستخرج الى مليار و750مليون قدم مكعب بهدف تصدير جزء منه الى البلدان المجاورة كما يجرى كذلك العمل بخطى حثيثة في مشروع/ دولفين/ الخاص بتزويد دولة الامارات العربية المتحدة بكمية قدرها ملياران قدم مكعب يوميا من الغازعن طريق الانابيب والذي كان قد بدا حفر الابار لهذا المشروع في الرابع من شهر ديسمبر الماضي0 ويذكر ان التكلفة الاجمالية لمشروع / دولفين/ تبلغ /5ر3/ مليار دولارامريكي على ان بيدا التسليم لدولة الامارات العربية المتحدة في عام 2005 وذلك بعد عزل المكثفات وسوائل الغاز ومادة الايثين من هذه الكمية من خلال اقامة مصنع لهذا الغرض في مدينة راس لفان الصناعية0 كما تاتي ايضا الذكرى ال32 لاستقلال دولة قطر هذا العام وقد اقتربت كميات الغاز المسيل التي تصدر الى مختلف دول العالم من شركتي / قطرغاز/ و/ را س غاز/ من/ 15/ مليون طن سنويا0 كما واكب هذه التطورات الاقتصادية الكبيرة في قطر تطور هام شهدته سوق الدوحة للارواق المالية حيث تضاعف المؤشر العام للسوق عدة مرات والذي يقترب الان من حوالي/4000/ نقطة مقارنة بحوالي / 2323 // نقطة العام الماضي00 في حين ارتفع عدد الشركات المدرجة اسهمها في السوق من /18/ شركة الى /28/ شركة بعد بعد ادراج عدد من الشركات الحكومية الكبرى الى جانب عدد من شركات القطاع الخاص والتي تتمتع هذه الشركات بمكانة كبيرة على المستويين المحلى والخارجي0 وانطلاقا من هذه التطورات التي يشهدها الاقتصاد القطري توقع قبل ايام مدير عام بنك قطر الوطني سعيد عبدالله المسند ان يرتفع دخل الفرد القطري من مستواه الحالي والبالغ حوالي /28/ الف دولار الى حوالي /50/ الف دولار بعد حوالي خمس سنوات من الان وذلك في ظل النمو الاقتصادي المتواصل الذي تشهده دولة قطر0 اما على الصعيد الخارجي فقد استطاع هذا البلد ان يحفر له اسما لامعا على خارطة العالم وصنع له مكانته الرفيعة على المستويين الاقليمي والعالمي لينال بذلك احترام جميع البلدان الشقيقة والصديقة . فقد استضافت دولة قطر خلال العام الماضي قمتين متميزتين جرى عقدهما والمنطقة والعالم يشهدان تحولات وتغيرات جذرية هما القمة الثالثة والعشرين لقادة دول دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي المنعقدة في 21 ديسمبر الماضي والتي سعى من خلاله القادة الخليجيون الى توسيع مجالات عمل المجلس وتطوير اداء مؤسساته للارتقاء بالتعاون الى مستوى التكامل ولاسيما في المجالات الحيوية التي تعكس اثارها بشكل مباشر على مواطني دول المجلس لتظهر اولى ثمارها والمتمثلة في الاتحا د الجمركي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية0 اما القمة الثانية فهي القمة الطارئة لقادة دول منظمة المؤتمر الاسلامي التي عقدت والامة الاسلامية تواجة تحديات متصاعدة من اهمها مايتعرض له العرب والمسلمون من هجمة شرسة تطال عقيدتهم وتهدف الى اللصاق تهمة ما يسمى بالارهاب بهم وتضع حضارتهم في موضع صدام مع الحضارات الاخرى وهو مادفع هذه القمة والتي كان لدولة قطر شرف استضافتها وتوفير الاجواء المناسبة لنجاحها الى التوصل الى بعض القرارات المهمة لدعم مسيرة الشعوب الاسلامية في مواجهة هذه التحديات 0 اما بالنسبة لموقف دولة قطر من اهم القضايا وهو الصراع العربي الصهيوني فهو يتفق مع كافة مواقف الدول العربية التي تدعم الشعب الفلسطيني في نضالة المشروع ضد الاحتلال الصهيوني البغيض للحصول على حقوقه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..كما تدعم الشعبين العربيين السوري واللبناني في تحرير الاجزاء المحتلة من اراضيهما0 ولم تقتصر مسيرة المشاركة في تحقيق التقدم والتطور على الرجال فقط بل اصبحت المراءة القطرية تشارك بحماس في صنع كل ذلك في كافة المجالات فقد اصبحت تتربع على منصب وزيرة وكذلك مديرة جامعة0 ان الحديث عن النجاحات والانجازات الهائلة التي حققتها دولة قطر بلا حدود ولا يتسع المجال هنا لحصرها او عدها ولكن يكفيها انها تكتسب خصوصية مختلفة بالنظر الى كيفيتها ونوعها ومحيطها0 ولا يفوتنا في الاخير ان ننوه الى متانة العلاقات الاخوية القائمة على الاحترام والتفاهم وتوحد الرؤى تجاه معظم القضايا الاقليمية والدولية بين الشعبين اليمني والقطري والتي تحرص قيادة كلا البلدين على توثيق عراها وتواصلها عن طريق الزيارات الاخوية المتبادلة والاتصالات المستمرة0 وكالة الأنباء اليمنية(سبأ)