تحتفل دولة قطر الشقيقة يوم غد الجمعة بذكرى يوم الإستقلال الثالث والثلاثون والذي بزغ يوم 3 سبتمبر1971م وهي الذكرى التي يزداد تألقها على جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نقلت دولة قطر تحت قيادة ورعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى الى مرحلة متقدمة ونوعية مضطردة. ومما لاشك فيه ان دولة قطر وهى تحتفل بهذه الذكرى تحتفل ايضاً بالإنجازات التى حققتها خلال الثلاثة العقود الماضية للحاق بركب المجتمعات المتقدمة بخطى ثابتة واستراتيجية واعدة تؤهلها للخوض في معترك الحياة بثقة وحزم شديدين. ففي هذا اليوم انتقل الشعب القطري الشقيق نقلة نوعية وحققت له نهضة شاملة شملت شتى مناحي الحياة وحررته من الاستبداد والتبعية للاجنبي 0 وتأتي احتفالات هذا العام بهذه المناسبة العزيزة والغالية على كل قطري وعربي وقد تسارعت خطوات التطوير والتحديث فى بناء الدولة العصرية لتواكب كافة التطوارت فى جميع المجالات وفى مختلف الحقول والميادين0 وقد احتلت دولة قطر مكانا مرموقا بين دول وشعوب العالم بفضل السياسة الحكيمة التى انتهجتها القيادة القطرية بقيادة الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى امير الدولة 0 ففي المجال السياسي بدأت قطر اولى خطواتها على طريق الاصلاح السياسى باجراءاول انتخابات بلدية فى تاريخ البلاد عام 1999 لتشكيل مجلس بلدى وهى التجربةالتى حظيت فيها المرأة القطرية بحق الانتخاب والترشيح وان كانت لم تتمكن من الفوز بأى مقعد فى المجلس فى حين حققت ذلك امرأة واحدة فى الانتخابات التى جرت خلال العام المنصرم 0 وشهدت قطر العام الماضي حدثا محوريا تمثل في صدور الدستورالقائم على الفصل بين السلطات الثلاث والذي توج بالاستفتاء عليه في التاسع والعشرين من شهر ابريل 2003م لينتقل بعد ذلك القطريون الى حقبة جديدة من تاريخهم الحديث من خلال هذا الدستور الذي عمق مبدأ كفالة الحرية الشخصية وتكافؤ الفرص وصون الملكية الخاصة وتساوي المواطنين في الحقوق والواجبات بالاضافة الى زيادة مساحة حرية الصحافة والنشر0 وقد أتت نتيجة الاستفتاء لتبين مدى وعي الشعب القطري بحقوقه حيث بلغت نسبة الموافقين على الدستور6ر96 في المائة والمتمثلة في عدد 168 الفا و987 صوتا فيما بلغ عدد غير الموافقين 2145 صوتا فقط. وترجع أهمية هذه الخطوة فى رأى المراقبين والمهتمين بالشان القطرى الى ان هذا الدستور ينص على اجراء انتخابات تشريعية عامة لتشكيل مجلس شورى منتخب بصورة ديمقراطية ليحل محل مجلس الشورى وتكون من اختصاصات هذا المجلس الرقابة على الحكومة والموازنة ومساءلة الوزراء . وعلى الصعيد الاقتصادي شهدت دولة قطر نموا اقتصاديا شاملا اعتبر الاسرع والاعلى من نوعه على مستوى العالم كما ان خطوات الاصلاح الاقتصادى تسارعت فى السنوات القليلة الماضية لتدفع بدولة قطر نحو تطوير الاقتصاد الوطنى وتحريره وتمثل ذلك فى احد جوانبه بتشكيل مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة قطر عن طريق الانتخابات المباشرة للمرة الاولى فى تاريخ البلاد الى جانب العديد من الخطوات السائرة فى نهج الانفتاح الاقتصادى وتحرير التبادل والاسواق المالية وتشجيع الاستثمار الاجنبى. وقد اختطت قطر سياسة واعية فيما يتعلق بالانجازات الداخلية واعتمدت على الخطط الطموحة المرتكزة على تنمية الامكانيات الصناعية وبناء الانسان القطرى, وتجسد المشروعات والاستثمارات طويلة المدى فى مجالات النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية اهتمام حكومة قطر بتطوير الدعامتين الاساسيتين فى الاقتصاد الوطني . ففى مجال التوسع فى الصناعات البتروكيماوية القائمة أدى انجاز مشروع توسعة مجمع البتروكيماويات الى زيادة انتاج الايثلين الى / 525 / الف طن مترى سنويا وزيادة انتاج البولى ايثلين منخفض الكثافة الى / 360 / الف طن مترى سنويا كما أدى انجاز مشروع توسعة مجمع الاسمدة الكيماوية / قافكو / الى زيادة الطاقة الانتاجية لمصانع الامونيا الى / 1418587 / طن مترى ولمصانع اليوريا الى / 1736172 / طن مترى سنويا 0 أما ما يتعلق بالجانب التعليمي والثقافي فالاحصاءات تشير الى أن مجموع الطلاب والطالبات فى مختلف المراحل الدراسية في دولة قطر الشقيقة بلغ عام 2001 / 2002 نحو / 73 / الف طالبا وطالبة وبلغ اعضاء هيئة التدريس / 8583 / معلما فيما بلغ عدد المدارس/ 121 / مدرسة ابتدائية و / 62 / مدرسة اعدادية و / 41 / ثانوية بالاضافة الى أربع مدارس تخصصية وبلغ مجموع الطلبة فى الدراسات الجامعية / 7948 / طالبا وطالبة 0 وقد حظى القطاع الزراعى باهتمام كبير باعتباره احد الدعامات فى بناء الهيكل الاقتصادى للبلاد فتواصلت الجهود المكثفة لتطوير الانتاج الزراعى وتشجيعه رغم صعوبة الظروف البيئية 0 وحققت دولة قطر في مسيرة الانجازات المتتابعة تطورات هائلة فى جميع المجالات الصحية والمواصلات والكهرباء والنقل والماء و الشباب والرياضة والاعلام لتشكل قفزة حضارية فى حياة الشعب القطري الشقيق 0 اما على الصعيد الخارجي فقد استطاع هذا البلد ان ينحت له اسما لامعا على خارطة العالم وصنع له مكانته الرفيعة على المستويين الاقليمي والعالمي لينال بذلك احترام جميع البلدان الشقيقة والصديقة .. فقد استضافت دولة قطر عام 2002 قمتين متميزتين جرى عقدهما والمنطقة والعالم يشهدان تحولات وتغيرات جذرية هما القمة الثالثة والعشرين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي المنعقدة في 21 ديسمبر والتي سعى من خلالها القادة الخليجيون الى توسيع مجالات عمل المجلس وتطوير اداء مؤسساته للارتقاء بالتعاون الى مستوى التكامل ولاسيما في المجالات الحيوية التي تعكس اثارها بشكل مباشر على مواطني دول المجلس لتظهر اولى ثمارها والمتمثلة في الاتحا د الجمركي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية, اما القمة الثانية فهي القمة الطارئة لقادة دول منظمة المؤتمر الاسلامي التي عقدت والامة الاسلامية تواجة تحديات متصاعدة من اهمها مايتعرض له العرب والمسلمون من هجمة شرسة تطال عقيدتهم وتهدف الى اللصاق تهمة ما يسمى بالارهاب بهم وتضع حضارتهم في موضع صدام مع الحضارات الاخرى وهو مادفع هذه القمة والتي كان لدولة قطر شرف استضافتها وتوفير الاجواء المناسبة لنجاحها الى التوصل الى بعض القرارات المهمة لدعم مسيرة الشعوب الاسلامية في مواجهة هذه التحديات0 ويتفق موقف دولة قطر تجاه الصراع العربي الصهيوني مع كافة مواقف الدول العربية التي تدعم الشعب الفلسطيني في نضالة المشروع ضد الاحتلال الصهيوني البغيض للحصول على حقوقه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..كما تدعم الشعبين العربيين السوري واللبناني في تحرير الاجزاء المحتلة من اراضيهما 0 ولم تقتصر مسيرة المشاركة في تحقيق التقدم والتطور على الرجال فقط بل اصبحت المرأة القطرية تشارك بحماس في صنع كل ذلك في كافة المجالات فقد اصبحت تتربع على منصب وزيرة وكذلك مديرة جامعة . وقد شكلت انطلاقة السابع والعشرين من يونيو عام 1995عندما بارك الشعب القطرى تولى الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى امير دولة قطر مقاليد الحكم فى البلاد منعطفا تاريخيا رسم معالمها بنظرة معاصرة منفتحة على افاق وطموحات عريضة كان ابرزها ذلك الافق الواسع من الحريات العامة مثل اطلاق حرية التعبير ورفع الرقابة عن وسائل الاعلام والغاء جهازها الرسمى 0 وفيما يتعلق بعلاقات قطر مع العالم فقد باتت هذه العلاقات في تطور ونماء ملحوظ حيث ترتبط بلادنا بالشقيقة قطر علاقات أخوية متينة في ظل القياده الحكيمه للبلدين الشقيقين ممثلة بفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى وهذه العلاقة الاخوية الحميمة ذات خصوصية وتميز يعكس روح الاخاء والاحترام المتبادل من خلال لزيارات المتبادلة والاتصالات المستمرة للتباحث في مختلف القضايا والرؤى التي تهم البلدين الشقيقين والعالم0 سبا