- ولا يزال هذا الجيل شاهداً على أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد تحمل مقاليد المسؤولية في وقت كان فيه الوطن يموج بالإشكاليات والمصاعب والاحتقانات التي يستحيل فهمها من خلال النظرة التبسيطية التي يختزل بها البعض تفاصيل وتعقيدات المشهد اليمني آنذاك. - ولعلها الحقيقة التي جعلت الكثيرين يعتبرون أن مجرد الاقتراب من كرسي الحكم مخاطرة قد يدفع الإنسان حياته ثمناً لها. - ورغم كل تلك الظروف الملبدة بالمخاوف وغيوم القلق والمصير الغامض التي كانت تكتنف أوضاع البلاد فلم يكن أمام هذا القائد الشجاع والجندي الذي نذر حياته من أجل وطنه وشعبه، سوى تلبية نداء الواجب الوطني والديني سيما وقد رأى فيه الجميع صمام الأمان والربان الماهر الذي بإمكانه قيادة سفينة الوطن ليجتاز بها كل المخاوف والعواصف والأنواء التي كانت تحيق بها من كل جانب.. - ومنذ اللحظة الأولى لانتخاب الرئيس علي عبدالله صالح من قبل مجلس الشعب التأسيسي فقد أدرك بحنكته أن لكل شيء هدفاً وأن لكل هدف بدايته وصيرورته وأولوياته.. ولذلك فقد اتجه فخامته إلى ترسيخ مفهوم جديد للحكم يقوم على وضوح الرؤية ونبل المقاصد وصدقية التوجه وسلامة الهدف والغاية.. لإيمانه بأن إجراء مثل هذه المقاربة هي خطوة ضرورية لإعادة ترتيب المهام وفق ما يقتضيه سلم أولويات البناء للدولة الحديثة، في الوقت الذي سعى فيه إلى خلق فكر سياسي وطني لا تتنازعه الشمولية والصراعات العنيفة ودورات العنف المليئة بالدم والخراب والأحقاد.. - ولأن الرجل كان يعلم سلفاً أن التنمية والوحدة والديمقراطية هي إرادة هذا الشعب الذي كثيراً ما ضحى وناضل وقدم قوافل متتالية من الشهداء الأبرار من خيرة أبنائه في سبيل تلك الأهداف الغالية.. فإنه الذي لم يتردد أو يدخر جهداً في ميدان العمل الدؤوب والمتفاني من أجل تحقيق وإنجاز تلك المنظومة من التحولات الكبرى التي انتصرت لطموحات كل اليمنيين في التنمية والبناء والوحدة والديمقراطية وقيم الحرية والاستقرار.. - ومن هذه الشواهد مجتمعة يكتسب السابع عشر من يوليو من كل عام دلالاته العميقة التي يتمثلها الوجدان اليمني ويستلهم من مساراتها الإنسانية والحضارية الحافز والدافع القوي لمزيد من البذل والعطاء في ميادين النهوض والتحديث . - ومن الإنصاف القول هنا بأن اليمن قد حققت من الإنجازات والمكاسب في ظل ابنها البار وقائدها الأمين الرئيس علي عبدالله صالح ما يفوق كل التوقعات حيث امتدت شبكة الطرق الحديثة ومشاريع الاتصالات والمياه والتعليم والصحة والكهرباء والسدود والحواجز المائية وبرامج الرعاية الاجتماعية إلى كل قرية وعزلة على طول وعرض الوطن اليمني في نهضة تنموية ملموسة لا مجال فيها للمقارنة بين واقع اليوم وبين ما كانت عليه اليمن قبل ستة وعشرين عاماً من تمزق وتخلف وانشطار وواقع مجهول.. ولاينكر ذلك إلا جاحد أو جاهل أو مريض أو أعمى البصر والبصيرة. - لقد استلهم الرئيس علي عبدالله صالح حركة التاريخ بوعي صادق بالتاريخ وأثره ولذلك فقد استطاع أن يغير مجرى التاريخ لمصلحة شعبه ويضع اليمن بين الكبار وأن يرسي فيها نظاماً ديمقراطياً يضاهي أرقى الديمقراطيات المعاصرة في العالم وأن يجد الحلول والمخارج لكل المعضلات الداخلية بالحوار وروح التسامح والحنكة السياسية التي صقلتها الخبرة والأصالة. - وليس هذا وحسب بل إن هذا الزعيم هو من حمل على عاتقه مسؤولية التغيير بكل جوانبها ليشكل بوعيه ورؤيته ومواقفه واستعداداته منظومة فكرية وسياسية هي اليوم تشكل أنموذجاً يستقطب اهتمام وإعجاب العالم كله. - فتحية للزعيم علي عبدالله صالح الذي جعل من ابعاد الماضي مرتكزا لتشييد مقومات الحاضر واستشراف المستقبل ليصنع بهذه الرؤية المنجزات العظيمة لشعبه الذي يبادله الحب بالحب والوفاء بالوفاء. افتتاحية الثورة