سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ختام الندوة الخاصة بالذكر الخمسين لوفاة الحكيمي .. باحثون واكاديميون يطالبون بتضمين مناهج التاريخ للتعليم الاساسي نماذج من حياة وتاريخ وفكر رموز الحركة الوطنية
وشددوا في ختام أعمال الندوة الوطنية الخاصة بإحياء الذكرى الخمسين لوفاة الشيخ المناضل عبدالله علي الحكيمي ، على ضرورة تضمين مناهج التاريخ للتعليم الاساسي نماذج من حياة وتاريخ وفكر رموز الحركة الوطنية وروادها وفي مقدمتهم الشيخ الحكيمي. و أكد المشاركون في الندوة التي استمرت ثلاثة ايام على ضرورة تدريس مؤلفات الحكيمي في المدارس والجامعات اليمنية ، وإدماجها في المنهج الدراسي من أجل تربية الناس على قيم التسامح والحوار. وأوصوا باطلاق اسم الشيخ عبدالله علي الحكيمي على إحدى الجامعات اليمنية ، وحثوا علماء اليمن على مواصلة نهج الحكيمي في الحوار الاسلامي المسيحي من أجل ابراز عظمة الاسلام كدين يرفض الاستبداد ويحترم الاديان السماوية. وشجعوا وزارة الاوقاف والارشاد على إقامة ندوة حول المنهج الدعوي والارشادي للشيخ عبدالله بن علي الحكيمي والاستفادة من خصائصه الدعوية والارشادية في تربية الوعاظ والمرشدين اليمنيين وفي اعداد مناهج المعهد العالي للارشاد. وطالبت التوصيات التي خرجت بها الندوة، وزارة الاتصالات بعمل طابع بريدي يحمل صورة شيخ الاحرار اليمنيين الحكيمي بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيله. وقد رفع المشاركون في ختام اعمال الندوة برقية شكر إلى فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، عبروا فيها عن عميق شكرهم وتقديرهم لفخامته على رعايته هذه الندوة ، ووفائه لرموز الحركة الوطنية، ودعمه لكل من ساهم في خدمة الوطن . إلى ذلك، أعتبر الدكتور عبدالعزيز المقالح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية ، رئيس مركز لدراسات والبحوث اليمني الندوة الوطنية الخاصة بالذكرى الخمسين لوفاة الحكيمي ، أهم ندوة علمية تناولت الحركة الوطنية من خلال احد رموزها الكبار وهو المناضل والمتصوف والمفكر الشيخ عبدالله علي الحكيمي. وأكد الدكتور المقالح الذي رأس اللجنة التحضيرية للاحتفاء بالذكرى الخمسينية لوفاة شيخ الاحرار اليمنيين المناضل عبد الله علي الحكيمي في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن الابحاث التي تم عرض جوانب منها في هذه الندوة بالاضافة الى المناقشات والتعقيبات سوف تظهر قريبا في كتاب أوكتابين لتعميم الفائدة وحتى يتمكن القراء والمهتمين والباحثين الذين لم يسعدهم حضور الندوة ومتابعتها من الاطلاع على الاوراق المقدمة وما دار حولها من مناقشات عميقة ومستفيضة . واضاف المقالح" وما احوجنا في هذه المرحلة الى العودة الى جيل الرواد لمعرفة الهموم والمشكلات التي تركزت عليها أهتماماتهم .. مشيرا الى ان بعض تلك الهموم والمشكلات ما تزال تواجه الاجيال الراهنة وتدفعها الى البحث عن حلول مناسبة ، من خلال تجربة ذلك الرعيل العظيم الذي قدم من اجل الوطن الكثير وضحى بوقته وماله غير منتظر لجزاء زائل سوى ما ينتظره في عالم الخلود من جزاء حقيقي لاينفذ . وكان المشاركون في الندوة قد استكملوا جلسات أعمال يومهم الثالث بمناقشة أوراق عمل ، تناولت الورقة الاولى والمقدمة من الباحث قادري أحمد حيدر مفاهيم الحداثة في فكر الحكيمي ، حيث اشار الى ان الشيخ الحكيمي هو احد ابرز شخصيات الاحرار الحداثيين . وقال " ان فكر الحكيمي اتسم بالجدية والعمق وتجلى دفاعه ونشاطه العملي بالاتساق والترابط والتكامل مع ما يؤمن به ، لذا جاءت طروحاته وكتاباته تتسم بالموضوعية والمسؤولية التاريخية ".. مستعرضا مفاهيم الحداثة السياسية والفكرية عند الحكيمي من خلاله كفاحه المباشر ، وخطابه التعليمي واعترافه بالاخر وغير من الصفات التي يتصف بها شيخ الاحرار اليمنيين عبدالله الحكيمي. فيما تحدث الباحث عبد الحليم سيف في ورقته للندوة عن دور صحافة الحكيمي في التنوير ويقضة الامة ، حيث إعتبر الشيخ الحكيمي من ابرز رجال اليمن ورجال القلم ، حيث تبوأ مكانة مرموقة في الصحافة اليمنية والعربية في بلاد المهجر. وأكد أن الحكيمي كان بحق ملحمة انسانية وفكرية وصحفية رائعة جسدها من خلال صحيفة السلام التي اصدرها في كارديف في ديسمبر 1948م.. واشار الى ما إهتمت به صحيفة السلام من قضايا وطنية وإقليمية وإنسانية ، حيث كانت منبر مفتوح للعرب والمسلمين ، بالاضافة الى ماشهدته الصحيفة من إنتشار وتطور فني سواء من حيث الاخراج أو المضمون. وقدم الدكتور ناظم سعيد من جامعة صنعاء نبذه عن تعاطي الشيخ الحكيمي مع الصوفية ، من خلال تعريفه للصوفية ووممارسته لها .. مهتما بالقضايا العامة والانسانية بشكل عام . وتحدثت الورقة الاخيرة والمقدمة من الباحث محمد شمسان عن دور الحكيمي السياسي والنضالي ، باعتباره واحدا من رواد الحركة الوطنية اليمنية الذين كان لهم شرف النضال ضد الحكم الامامي والتسلط الاستعماري ، وكذا دوره في تأسيس حركة الاحرار اليمنيين في عدن عام 1944م ، الى جانب الزعيمين النعمان والزبيري. وقد اثريت اوراق العمل بالمداخلات والتعقيبات والنقاشات من قبل المشاركين في الندوة ، اكدت على اهمية تنظيم مثل هذه الندوات العلمية والتي يشارك فيها نخبة من الباحثين وأصحاب الفكر لما من شأنه اثراء الواقع بحقائق تاريخية وعلمية تستلهم منها الاجيال المأثر النضالية لابائهم وأجدادهم والمتوخية الرقي باليمن وابناءه الى مصاف الدول المتقدمة لمواصلة المشوار بالجد والثابرة.