يأتي ذلك في إطار المساعي الحثيثة والناجحة التي بذلها ويبذلها المركز منذ تأسيسه قبل 13 عاماً، لتطوير أدائه واعتماد الوسائل الحديثة والمتطورة في مجال حفظ واسترجاع الوثائق وتسهيل طرق الاستفادة منها أسوة بما هو معمول به في أكبر الأرشيفات العربية والعالمية. وأوضح الأخ علي أحمد أبو الرجال رئيس المركز، ان تجهيز شبكة الحاسوب يتم في إطار مشروع لتحديث وتطوير المركز يجري تنفيذه بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية. وقال في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان الشبكة الجديدة ستحل محل الشبكة القديمة، بمزاياأكثر تطوراً ، حيث تشمل 11 وحدة حاسوباً، وجهاز معلومات مركزي"سيرفر" تصل سعته إلى 1000جيجا، بالإضافة الى المكونات الرئيسية للشبكة يوفر المشروع أربعة ماسحات ضوئية وآلتي تصوير حديثة لتسهيل إدخال الوثائق للشبكة. وأضاف إن المركز سيشرع في ظل توفر الإمكانيات التقنية الجديدة في إنشاء قاعدة بيانات حديثة ومتطورة وأكثر مرونة ستهدف في المرحلة الأولى إلى إدخال فهارس الوثائق التي يشتمل عليها المركز والتي تصل إلى نحو 5 آلاف متراً طولياً، وستهدف في المرحلة التالية إلى إدخال مرحلي للوثائق عبر الماسحات الضوئية، وذلك بهدف تسهيل الحصول على الوثائق، كما سيجري حفظ تلك البيانات والوثائق في أقراص سيجري أرشفتها وفق الطرق الحديثة والآمنة بحيث توفر أرشيفاً موازياًً. وتحدث أبوالرجال عن خطوات أخرى يجري اتخاذها في إطار تطوير وتحديث المركز الوطني للوثائق، وتتعلق بتأمين أجهزة ومعدات أكثر تطوراً لأرشفة الوثائق بواسطة تقنية الميكروفيلم، بدعم من الحكومة اليابانية. مشيراً إلى أن ما يتحقق على هذا الصعيد يؤمن بيئة ملائمة للعناية بالكم الهائل من الوثائق التي تنتظر الفرز والصيانة والحفظ من قبل المركز سواء تلك التي بحوزة المركز أو تلك التي لا زالت في حوزة الوزارات والهيئات والمصالح والمؤسسات الحكومية. معبراً عن ارتياحه للنتائج التي تحققت في إطار مشروع المسح الوثائقي الذي ينفذه المركز، والذي قال إنه أسفر عن تنظيم الوثائق الوسيطة لعدد من الجهات الحكومية، كماأسفر عن ترحيل كم كبير من وثائق تلك الجهات إلى المركز. وأكد أبو الرجال، حرص المركز الوطني للوثائق على تحقيق التكامل في عملية التطوير والتحديث بحيث لا تقتصر على توفير الأجهزة والتقنيات الحديثة، بل تشمل أيضاً تأهيل الكوادر البشرية بما يؤدي إلى تحقيق أفضل وسائل حفظ وإدارة الوثائق سواء على مستوى المركز أوالجهات الحكومية، وقال إن ذلك يتم من خلال عقد الدورات التدريبية على المستويين الداخلي والخارجي وبإشراف خبراء ومختصين من الوطن العربي والعالم ومختصين من المركز أيضاً والتي استفاد منها المئات من كوادر الأرشيف في مختلف الجهات. وعبر في ختام تصريحه عن شكره للصندوق الاجتماعي للتنمية ممثلاً بمديره التنفيذي الأخ عبد الكريم الأرحبي وزير الشئون الاجتماعية والعمل، على الدعم الذي يقدمه للمركز للحفاظ على الوثائق وتوفير المعدات والتجهيزات اللازمة لذلك.. كما عبر عن تقديره للرعاية التي يحظى بها المركز من قبل الأخ علي محمد الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية. وقال إن ذلك يترجم الاهتمام الكبير الذي يبديه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بالوثائق والمركز. إلى ذلك تجري حالياً في إطار المركز الوطني للوثائق الترتيبات لاستقبال العام المقبل 2005م الذي اعتبر رسمياً عام للوثائق بناء على التوصية التي خرجت بها "ندوة التاريخ اليمني بين التدوين والتوثيق" المنعقدة في وقت سابق من هذا العام. ومن المقرر أن يشهد العام المقبل تنفيذ العديد من الفعاليات التي ستكرس من أجل التوعية بأهمية الوثائق، كما ستشهد تنفيذ العديد من برامج التأهيل والتدريب بالإضافة إلى الندوات النوعية المتصلة بالجانب الوثائقي.