دعا ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز اليوم إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب بمشاركة دول العالم كافة. وأكد الامير عبدالله في كلمة أفتتح بها أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الذي بدأ أعماله اليوم في الرياض .. أكد على ضرورة تعاون المجتمع الدولي وتنسيق الجهود لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد امن المجتمع الدولي بأسره. وقال ولي العهد السعودي ان الحرب ضد الارهاب ستستمر ولن تنتهي بين عشية وضحاها .. مؤكدا انه من خلال التعاون وتضافر جهود الجميع سيتم القضاء على الارهاب واجتثاثه من جذوره . وأشار الى الدور الريادي الذي تضطلع به السعودية في محاربة الارهاب على كافة المستويات الاقليمية والدولية .. لافتا إلى أن السعودية بلد الاسلام والسلام والاخاء والرحمة تعد من اوائل الدول التي عانت من هذه الافة. وأوضح ولي العهد السعودي في كلمته ان لاسلام هو دين الرحمة والاخوة والتسامح الذي ينبذ الارهاب والافكار المنحرفة الهادفة الى قتل الابرياء وترويع الامنين وتدمير الممتلكات . وذكر الامير عبدالله بن عبد العزيز أن الارهاب ظاهرة عالمية لا تنتمي الى حضارات معينة او دين او جنس .. مشيرا الى انها مرتبطة بشبكة الجرائم العالمية المنظمة المتمثلة في غسل الاموال وتهريب الاسلحة والمخدرات من أجل القتل والتدمير. وحث المجتمع الدولي الى الاستفادة من تجارب السعودية والدول الاخرى للخروج برؤية موحدة للتصدي للارهاب. من جانبه اكد خافير روبير مساعد الامين العام للامم المتحدة رئيس لجنة مكافحة الارهاب في الاممالمتحدة في كلمة الامين العام للامم المتحدة كوي عنان .. أكد على ضرورة بذل الجهود الدولية لمكافحة الارهاب وحماية ارواح البشر في كل دول العالم .. مشيرا إلى اهمية التصدي لتشويه الاسلام وادانة الارهاب وان ترفع الاصوات عالية في ادانة الارهاب في الداخل والخارج. وقال روبير اننا في عالم اليوم لن نستطيع التغلب على الارهاب بالاقوال بل لابد من وجود اعمال واضحة ومحددة .. موضحا ان الاعمال المشروعه يجب ان تسلك القنوات المشروعة ايضا . وطالب المسؤول الدولي باستراتيجية لمكافحة الارهاب تكفل الدفاع عن الحريات الاساسية وتحل جميع المشاكل بطرق سلمية وتؤدي الى تعزيز سيادة القانون في مجال حقوق الانسان الاساسية ..كما طالب جميع دول العالم بالوقوف صفا واحدا في مواجهة الارهاب ، وقال ان التحديات التي يواجهها العالم في مجال مكافحة الارهاب تتطلب تنفيذ استراتيجية الاممالمتحدة لمكافحة الارهاب. واشاد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور عبد الله اوغلو من جهته في كلمة مماثلة بالمبادرة السعودية لعقد المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب وطالب الاممالمتحدة بحظر استعمال أي مصطلحات تربط بين الدين والارهاب .. مشيرا الى ان هناك خلط مقصود من قبل العديد السياسيين والمنظمات في العالم بين الارهاب والاسلام .. مناشدا المجتمع الدولي التصدي للتيار الذي يحاول ان يدخل في اذهان الناس ان الاسلام والارهاب توؤمان . وأشار الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الى اهمية مكافحة الارهاب من خلال نهج متكامل ووضع تعريف دولي للارهاب والتمييز بينه وبين كفاح ونضال الشعوب المشروع . وفي السياق ذاته عبر الامين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى في كلمة له في افتتاح المؤتمر عن تأييد الجامعه العربية للمقترح السعودي بانشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب .. داعيا الى تشكيل فريق عمل دولي في مجال الاعلام يعمل تحت مظلة الاممالمتحدة للتصدي للتشوية الذي يتعرض له العرب والمسلمون في العالم الاسلام. وأكد موسى على ضرورة معاجلة قضية الارهاب معالجة شاملة من خلال معالجة جذور الارهاب جنبا الى جنب مع مكافحته والنظر الى صلاته العميقة بالجريمية المنظمة وتجارة السلاح والمخدرات .. مشيرا الى ان الارهاب جريمة عالمية لا ترتبط بدين معين . وقال نحن في العالم العربي والاسلامي غير مقتنعين بل وراضين بان الفكر الاسلامي يقف وراء الارهاب باعتبار الارهاب جريمة قتل . وأضاف عمر موسى في كلمته اننا في العالم العربي والاسلامي نقف متحدين ضد الارهاب والدول العربية من اوائل الدول التي وافقت على اتفاقية عربية لمكافحة الارهاب مؤكدا اهمية الدور المركزي للجنة مكافحة الارهاب في الاممالمتحدة وقال اننا نتطلع الى المزيد من الحوار لمكافحة الارهاب والتصدي له. من جانبه اشار عبد الرحمن بن حمد العطية الامين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى ان المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب المنعقد حاليا في الرياض ياتي تاكيدا لمواقف دول المجلس من الارهاب وتصديها له بكل الطرق والوسائل. وقال العطية الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لقد نبهت ودعت دول مجلس التعاون لتظافر الجهود الاقليمية والدولية لمكافحة الارهاب . وطالب العطية بضرورة توسيع نطاق الحوار لكسب التاييد الشعبي لمكافحة الارهاب والعمل بوتيرة عالية لتنفيذ مزيد من الاصلاحات للحاق بركب التقدم .. كما طالب بالقضاء على منابع التطرف من خل تصحيح وتطوير مناهج التربية والتعليم مستعرضا جهود دول مجلس التعاون في مكافحة الارهاب. من جانبه اكد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي في كلمة مماثلة ان الارهاب من اعظم الجرائم البشرية التي حرمها الاسلام .. مشيرا الى ان الرابطة قد بينت في بيانات عديدة لها براءة الاسلام من الارهاب والاهابيين مشيرا الى ان رابطة العالم الاسلامي تتطلع الى المزيد من التعاون مع المجتمع الدولي من اجل مكافحة الارهاب واجتثاثه من جذوره. لافتا الى ان المقترح السعودي الذي اعلنه الامير عبد الله بن عبد العزيز بانشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب سيساعد في عملية مكافحة الارهاب . يذكر ان بلادنا تشارك في المؤتمر بوفد يرأسه محي الدين الضبي وكيل اول وزارة الخارجية ويضم الوفد خبراء في مجال مكافحة الإرهاب حيث سيقدم وفد بلادنا ورقة عمل يمنية إلى المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب تتضمن عرضاً شاملاً لتجربة اليمن في مجال مكافحة الإرهاب والإجراءات التي أتخذت في كافة المناحي والنجاحات والنتائج الممتازة التي تحققت على هذا الصعيد. هذا وسيتناول المؤتمر من خلال خمس جلسات جذور الإرهاب و العلاقة بين الارهاب والمخدرات و الثقافة والفكر الارهابي و العلاقة بين الارهاب وتهريب الأسلحة وغسيل الأموال.