وفي الحفل الذي بدأ بتلاوة آي من الذكر الحكيم القى فخامة الاخ الرئيس كلمة عبر فيها عن سعادته بحضور حفل تخرج هذه الدفع الجديدة من جامعة عدن والكليات التابعة لها في أبين وشبوة ولحج.. مهنئا الجميع بالعام الهجري الجديد. وقال : " يتصادف أثناء وجودي في عدن لأكثر من مرة حضور تخرج مثل هذه الدفع من شباب المستقبل أمل الأمة ان شاء الله الذي نعلق عليهم امالا كبيرة في التغيير والإصلاح والتصحيح, هذا الجيل الذي ترعرع في كنف ال 22 من مايو وهو جيل خالي من رواسب الماضي الأمامي الكهنوتي والماضي التشطيري.. جيل واعي ونظيف ". وأضاف فخامة الاخ الرئيس : " لقد كنت قبل يومين في المساء اتجول في مدينة عدن ورأيتها جوهرة بحق وحقيقة, مدينة نظيفة جميلة والعمل يسير فيها على قدم وساق.. معربا عن شكره لقيادة محافظة عدن والمجلس المحلي والمكاتب التنفيذية على كل الجهود التي يبذلونها من أجل أن تكون عدن جوهرة لتعوض ما فاتها في الماضي. وقال:" لقد استلمنا عدن في 22 مايو1990م وكانت خرابا ودمارا, لا في المباني فحسب, بل أيضا في العقول, واليوم نري عدن برجالها وشبابها وشاباتها تتغير تماما.. واليوم لم يتبق في عدن وفي المحافظات الجنوبية والشرقية مما خلفه الاستعمار والنظام الشمولي سوى ما نسبته 2-3 بالمائة من كل تكوين البنية التحتية ومؤسسات الدولة, كل شيء تغير تقريبا وتم بناؤه من جديد وذلك بفضل تعاون كل المواطنين الشرفاء في هذه المحافظات ". وتابع فخامته قائلا:" عندما نري هذا التعاون المنقطع النظير من قبل المواطنين في السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية والمواطنين المستفيدين, يدفع بنا ذلك الى ان نوجه الحكومة بالمزيد من الإنجازات والمشاريع تربويا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا, وهذه الإنجازات بفضل الثورة والوحدة بفضل يوم ال22 من مايو اليوم الذي أعيد فيه للوطن اعتباره بعد أن رزح في ظل التشطير اعواما كثيرة في ظل ذلك النظام الملكي الرجعي المتخلف, والنظام الاستعماري السلاطين .. أعيد الاعتبار لوطن ال 22 من مايو بفضل تلك القوافل من الشهداء والدماء الزكية والغالية التي روت شجرة الحرية والديمقراطية في الصحاري والجبال والجزر, فلنترحم على أرواح شهداء الثورة والوحدة والديمقراطية الذين ننعم اليوم بفضل تضحياتهم" . وقال : " اننا نهتم بالتعليم ومدخلات التعليم وينبغي أن ترتبط مدخلات التعليم والبحوث العلمية باحتياجات عملية التنمية, وأن تكون البحوث العلمية متلازمة مع مدخلات التنمية ومتطلباتها, وهذا الكلام تطرقت اليه في جامعة حضرموت, واكرره اليوم في جامعة عدن وكل الجامعات اليمنية, بحيث يكون هناك بحث علمي صحيح, نهتم فيه بالكيف قبل الكم, صحيح ان الكم هو تعويض عن ما فاتنا في الماضي الرجعي المتخلف, وهو ما يحفزنا لان يكون عندنا كم, ولكن ايضا يجب ان نهتم بالكيف والنوعية في مختلف التخصصات الزراعية والتربوية والثقافية والطبية". واضاف فخامته قائلا:" وانا اتحدث عن كليات القمة خريجي الطب والصيدلة يجب ان تكون ابحاثهم علمية ودقيقة، لارتباطها بحياة المواطن وبعلاقة الطبيب بالمريض وبصحة المجتمع, فهي من الضروريات لمن يعمل في مجال الطب والطبابة.. فإذا كان الطبيب ماهرا فان علاقته بالمريض تكون جيدة, قائمة على الاطمئنان والثقة, وهذا ما يسهم في الحد من السفر للعلاج في الخارج, فاذا وثقنا باطباؤنا فليس هناك حاجة لدى المرضى للسفر للخارج.. فلماذا السفر الى الخارج لان هناك انعدام ثقة في بعض الاطباء وانعدام في الكفاءة والتخصص, ولهذا يجب على الاطباء السعي نحو التخصص وبحيث لا ينحصر الطبيب كطبيب عام منذ تخرجه وحتى وفاته وعلى وزارة الصحة والنقابات ان تلعب دوراً في هذا المجال". وقال الأخ الرئيس : ان جيل الثورة وجيل الوحدة هم أمل الأمة في تغير تلك العقول الصدأة التي ورثناها من عهود الائمة والذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب عناصر تحمل في طياتها الانانية والكبر والحقد وتنظر بنظارة سوداء قاتمة لكل ما هو جميل .. ولكن هذا الجيل الجديد الذي اراه لا يلبس اي احد منهم نظارة سوداء .. لانه جيل الوحدة جيل 22 مايو الجيل الذي ترعرع في كنف الوحدة . فلقد تحققت الوحدة واخذنا بالخيار الديمقراطي التعددي وحرية الرأي والصحافة واحترام حقوق الانسان ومشاركة المرأة في كافة مجالات الحياة ، فهذا هو النظام السياسي الذي نعيش في ظله ، ونعوذ بالله من تلك الانظمة الشمولية التي تريد ان تعيدنا الى ماقبل ال 22 من مايو وتلك العقول التي لم تفقه ولن تفهم وهي لا تفهم سوى مصالحها الأنانية لكن املنا كبير في جيل المستقبل جيل التغيير . واضاف : اننا نهتم بالتعليم الفني والمهني وينبغي على الحكومة ممثلة في الوزارة المختصة الاسراع في انشاء المعاهد الفنية والمهنية وفي هذا العام تم انشاء 35 معهداًُ فنياً ومهنياً وهذا مهم جداً لخدمة التنمية.. وحيث لا يوجد من خريجي المعاهد الفنية والمهنية اي بطالة وهذا النوع من التعليم يخدم التنمية , لقد تحدثت حول ذلك في جامعة حضرموت واكثر من جامعة واكرر الحديث اليوم في جامعة عدن حول ضرورة الاهتمام بذلك واوجه الحكومة العمل من اجل تطبيق قانون التعليم الأهلي وبناء جيل معتدل ووسطي بعيداً عن التطرف والغلو والمزايدة ، فالعصر عصر المعارف والعلوم الحديثة والانفتاح والتطور والتكامل والتعاون مع الاخرين البلد يتعامل مع كل بلدان العالم ولابد ان نبني جيل وطني قوي سواء في التعليم الحكومي او التعليم الاهلي .. تعليم وسطي نظيف بعيد عن التطرف والغلو والمزايدة . وقال الاخ الرئيس ان المرأة تحتل في بلادنا مرتبة جيدة في التعليم وانا اشاهد وانا اوزع الشهادات في كل من جامعة عدن , حضرموت , الحديدة , تعز , صنعاء , إبوذمار بأن المرأة هي المتقدمة بشكل جيد وممتاز والحمد لله اننا اهتمينا بالمرأة ورعيناها وعلمناها وسنعلمها ونتيح لها المجال للمشاركة في العمل السياسي والحكومي والتربوي والصحي وفي كل المجالات بإرادة سياسية يمنية في إطار دستورنا وقانوننا ولن يفرض علينا من الخارج كيف نعلم المرأة وكيف نسمح لها بأن تدلي بصوتها او كيف تترشح او كيف تكون ناخبة , ولكن اخذنا منذ وقت مبكر بأن المرأة شريكة الرجل في شتى مجالات الحياة .. أخذنا القرار بقناعة واخواتنا وبناتنا يشاركننا هذا الرأي .. اراهن دائماً متفوقات وملتزمات ..المرأة اليمنية نظيفة محتشمة عزيزة ودون ان يقول اي واحد عنها اي قول ولا يستطيع اي شخص ان يتقول في بناتنا واخواتنا فالمرأة هي ام واخت وشريكة الرجل في الحياة ونحن نحييها ونحثها دوماً على حسن الاستقامة والاخلاق الفاضلة فهي ام واخت يجب ان تحترم وتتاح لها الفرص في شتى المجالات. واضاف :ان بلدنا بلد ديمقراطي تعددي ولكن للأسف فهم بعض القوى السياسية المصابة بقصر النظر والذين بحاجة الى تركيب نظارة لينظروا الى بعيد لأنهم للأسف لا ينظرون إلا للقريب .. يحتاجون الى نظارة تتيح لهم رؤية الافق البعيد فبلدنا بلد ديمقراطي يقوم على التعددية السياسية واحترام الدستور والقوانين والانظمة والتداول السلمي للسلطة بطرق ديمقراطي دون انفعال أو مؤامرة يخوض انتخابات محلية أو نيابية او رئاسية او مؤسسات المجتمع المدني والصندوق هو المرجع والحكم لكن للأسف الشديد ان بعض القوى عندما يحصل حزب على الاغلبية يقول ان ذلك احتيال وان الاعلام ملك السلطة والمال ملك السلطة وكل شيء حق السلطة , نحن نريد محطات إعلامية وتلفزيونية لهم ليبرزوا مواهبهم ويقولون بأنه لا يستطيع حزب ان يبني الوطن وحده ولكن يجب ان تشارك فيه كل القوى السياسية .. إذاً لماذا احتكمنا الى التعددية السياسية والصناديق وانتخبنا وقلنا بأنه من حق حزب الاغلبية ان يحكم ومن حق حزب الأقلية ان يعارض بالكلمة الهادفة والبرنامج السياسي الهادف دون الانفعال او الشطط او المزايدة والكذب لأن البعض نقل مصطلحات الآخرين ليزايد مزايدة العددية هكذا طرف يحكم وطرف يعارض بطرق سلمية ويمكنك ان تناضل حتى تصل الى السلطة بطرق سليمة دون ان تسفك قطرة دم .. يكفينا الدماء التي سفكت داخل الشطر الجنوبي اثناء التشطير او التي سفكت في الشمال او التي سفكت من الشمال والجنوب كفاية للدماء وكل هذه المؤامرات مصيرها الفشل الذريع ونحن نعرف كيف نتعامل مع هؤلاء الذين يلعبون هنا وهناك نحن ننظر لهم بمنظار جيد ونعرفهم حق المعرفة ونكشف ملفاتهم ايا كان الحزب السياسي ولكن ندعو لهم بالهداية والصلاح ان يصلح عقولهم وافكارهم لأن في صلاحهم صلاح لهذه الأمة . البلد بحاجة الى استقرار وتنمية وما أجمل هذا البلد بعد ان قفز تلك القفزة الهائلة في مجالات التنمية شاهدو معي حضرموت ، شبوه، ابين وكل المدن اليمنية صنعاء , الحديدة , ذمار , يريم , إب , تعز , صعدة , حجة , المحويت , مأرب والجوف . للأسف مجموعة مزوبعة متقوقعة في عدن او صنعاء لا يرون شيء في ما تحقق للوطن فالوسائل متوفرة وبكثرة ويمكنهم ان ينتقلوا ليشاهدوا ما يجري في الوطن من تطور ونهضة وتقدم سواء في المهرة او حضرموت ولكن المكابر سيظل على موقفه . وحيا الاخ الرئيس في ختام كلمته قيادة جامعة عدن وعمداء الكليات واعضاء هيئة التدريس على كل الجهود الطيبة التي بذلوها من اجل اعداد وتخريج الطلاب والطالبات في جامعة عدن . وكان الاخ الدكتور عبدالكريم يحي راصع رئيس جامعة عدن قد القى كلمة رحب في مستهلها بالاخ الرئيس لزيارة جامعة عدن والاطلاع على الإنجازات المحققة في هذا الصرح التعليمي .. مستعرضا ما شهدته الجامعة منذ العام 1990م حتى العام 2004 م وبالذات فيما يتعلق بعدد الكليات والتي كان عدد ها في العام 90م / 8/ كليات فيما يصل عددها اليوم 19/ كلية، وبلغ عدد المراكز والمعاهد العلميه اليوم عشرة بينما كانت في العام 1990 م مركزا واحد. واصبح اليوم عدد الملتحقين 22/ الف و/705/ طالب وطالبه بينما كان في العام 90م/ 6 / الاف و/88 / طالب وطالبه. واكد الاخ رئيس جامعة عدن ان المعترك العلمي هو المكان الصحيح للحكم على الامور وليس الكلام المنمق والمعسول وهذه المنجزات التي تقف امامنا اليوم شاهدة على الجهود المبذولة في هذا الاتجاه. وأوضح ان استيقاظ الشعور بالمسئولية والإحساس بالانصراف الى العمل ونبذ المهاترات والمماحكات السياسيه والخلافات الجانيبيه الى بناء وطن 22 مايو وتطوير اساليب الحياة في الساحة الوطنيه هو الهدف الأساسي منذ اليوم الاول لاعادة تحقيق وحدة الوطن والقضاء على محنة التشطير وتمنى في الاخير للخريجين التوفيق والنجاح في حياتهم العلميه والعمليه .. معبرا عن شكره للاساتذه بالجامعة لما يذلوه من جهود في تخريج هذه الدفع. كما القت الطالبة الهام مصطفى محمد سعيد كلمة باسم الخريجين والخريجات عبرت فيها عن سعادة الخريجين بمشاركة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفل تخرجهم ..مشيرة الى ان هذا الحفل التكريمي هذا العام يأتي وشعبنا اليمني والوطن يشهد جملة من التطورات والانجازات على مختلف الصعد تتويجاً لمسيرة الكفاح والتضحيات التي بذلها ابناء شعبنا اليمني من اقصى اليمن الى ادناه ، والتي اثمرت التحول السياسي الى النظام الجمهوري الديمقراطي ، والانفتاح الاقتصادي ، والتوسع التعليمي والثقافي ، والاستقرار الاجتماعي والامني في ربوع وطننا الحبيب. واضافت: ان تاريخ اليمن الحديث والمعاصر يسجل لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بأحرف من نور بأنكم بأني نهضة اليمن المعاصرة وربان سفينة الوحدة صوب مرافىء الاستقرار والامان ونوهت بانه ونحن نحتفل اليوم بتخرج دفعة جديدة من طلاب وطالبات جامعة عدن فأنني اوجه جزيل شكري وعظيم امتناني الى فخامتكم ، لحرصكم الكبير كل عام على تكريم اوائل الطلاب من خريجي جامعة عدن من حملة الماجستير والبكالوريوس .