كانت القضية الجنوبية وستظل هي المعيار الفعلي,للحكم على تغير العقلية الحاكمة وغير الحاكمة في الشمال وعلى مدى قدرتها على التحرر,من ثقافة ادعاء الوصايةعلى الجنوب,والنظر الية باعتبارة"فرع من الاصل"وان الوحدة ليست اكثر من استعادةلحق تاريخي وطبيعي لفرع منسلخ (في غفلة تاريخية ما..؟)الى لحمة وحضن الجسد "الوطن الام". هذة العقلية وهذة الثقافة "الباترياركية" الابوية ترى الجنوبيين وكأنهم شعب قاصر,يعاني "حالة من اللارشد"وهي لاتعني سوى( عجز الانسان وعدم قدرتة من استخدام عقلة,دون ارشاداو توجية من الاخرين)كما يعرفها فيلسوف التنوير "عما نويل كانت". بلغة القانون,تنطبق هذة الحالةعلى الطفل "الحدث"اوالأفراد فاقدي الاهلية بسبب العجز او الاعاقةالتي قدتمنعهم من تحمل مسؤوليةانفسهم,وادارة وتوجية شؤون حياتهم دون مساعدة او تدخل من الغير. اما بلغة السياسة, وفقةالاجتماع,وبمنطق العقل الوازن والراشد, فان الامر يختلف ولايمكن تسطيحة اوفهمةوفق هذة المعادلة وهذاالتفكير,الذي اقل مايمكن وصفة:بانة غبي, ويستغبي الاخر,ويقلل من قيمتةويحتقرادميتة,ويستهين بقدراتة وطاقاتة الخلاقة. وكيف لنا ان نتصور ذلك؟وتحديدا عندما يتعلق الامر بحقوق ومصيرامة,ومستقبل اجيال شعب بكاملة..! له ارض ,وتاريخ وهويةحضاريةوثقافيةيفتخر ويعتز بانتمائة لها. وقبل هذا كلة, له اماله,واحلامه وتطلعاتة,المشروعة,مثله مثل اي شعب على وجةالارض,وقدم في سبيلها, في الماضي والحاضر التضحيات العظيمة,وتحمل شتى اصناف الظلم والقهر والاذلال والاقصاء والتهميش والمعاملة غير الانسانية التي لايقبلها اويرضاها لنفسة بشر. لاشك ان الامر يصبح اكثر استهجانا واشد غرابة.وهل يعقل ان يوضع شعب بكاملة تحت الوصاية؟أوان تسلب منة ارادتة وحريتةهكذا قسرا وجبرا؟وان يحرم من ممارسة حقة الطبيعي والمشروع في تقرير مصيرة,فقط لمجردان هناك من يرغب بفرض وصايتة علية بالقوة..؟؟ولاغراض ندرك جميعنا ابعادارتباطهاالوثيق بالحفاظ على مصالح وامتيازات شخصية,لفئات وجماعات مستفيدة من استمرار تكريس هيمنتهاعلى الجنوب ومصادرةحقوق ابنائة,دون وجة حق او مشروعية,سوى مشروعيةالفيد, وفتاوى حرب الفتوحات المقدسةالتي اباحت اجتياح الجنوب ونهب وتدمير مؤسساتة وثرواتة ومواردةومقدراتةوتقاسمها,غنائم حرب وتوزيعهاهبات,ومكافئات على شركاءوامراءالحرب,وهي تعلم علم اليقين, ان تخليها عن هذا الحق, يعني: فقدان كل هذةالامتيازات والمصالح,وعودتهاالى ايدي اصحابهاوملاكها الحقيقيين..؟. هذة العقليةهي مانرفضها,وهي من اوصل الامور الى هذا الوضع الذي لم يكن احد يتمناة..,وهي من خلق البغض واحدث هذة القطيعة,من المشاعرالوجدانية, نحوالوحدةونحو كل ماهو شمالى مرتبط بها.لقد كرست هذة العقلية,ثقافة ونمط سلوك عام, للتعامل مع الجنوب, وكانة,طرف تابع ,ملحق,ومغيب ,تم اقصائة بشكل تام, ونهائي من عملية الشراكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للوحدة,عن طريق الحرب وبالقوةالعسكرية.وبالتالي,اخضاعةرسميا لقانون الفيدوقانون الكثرةوالغلبة.بدلا من التعامل معة كطرف وشريك اساسي,كما نصت علية اتفاقية الوحدة,الموقعة من قبل القيادتين السياسيتين في "البلدين"والذي من المفترض ان تحفظ مصالح كل طرف,باعتبارها,تمثل مصالح وحقوق الشعبين في الشمال والجنوب كل على حدة. ولاتعني الوحدة,باي حال من الاحوال..ووفق اي منطق اوقانون,اوعرف او دين:ان يهيمن ويصادر طرف حقوق ومصالح الطرف الاخر,اوانة بمجرد التوقيع على الوحدة تصبح متلكات شعب تعدادة(2) مليون ملك (18)مليون. يقول شاعر اليمن الكبير:في مقابلة لة نشرتها صحيفة "السفير" البيروتيةعام 1995م."الوحدة يجب ان تقوم بين فريقين,فريق يمثل جانبا وفريق يمثل جانبا (اخر")."والوحدة لاتسمى وحدة الا اذا كانت بين اثنين توحدا.اما القول بان اليمن موحد..فالواحد لايتوحد مع تفسة ولايتوحد الا الاثنان." هذة قسمة ظالمة وغير عادلة , ومن طرف واحد, ولصالح وفائدة طرف واحد وهذا بالفعل ماحصل(فممتلكات ,الجنوبيين,اصبحت حقامباحا وملكالكل الشماليين, والعكس غيرصحيح.)اوبمعنى اخر "حقنا, لنا ولكم, وحقكم لكم وحدكم وبس...؟؟)-مع انة في الحقيقة لم يبقى لنا اي حق يذكر..!-اي منطق هذا؟ والى اي زمان اومكان ينتمي ..؟ لاادري ..!. هذة الثقافة وهذا التفكير المفرط في انا الذات وهمجيةالسيطرة وحب الاستملاك والاستفراد,يجب ان يتغيير,لانة تفكيرغريب وثقافة مدمرة,منتجة لسلوك الغائي متوحش وعدواني ,لايمت لمنطق العصر ولاللانسانيةبصلة,ويستهبل ويستهين بحقوق الاخر,ويشرعن حق استباحتة واستملاكة,وفق قانون الاقوى وشريعةالغاب. في ذات السياق قال لي:احد مثقفي واكاديميي تعز- المدينةالثائرةبعزيمة واصرارمنقطع النظير-"ان مايحصل اليوم في المحافظات الشمالية ثورة حقيقية للتحرر من عبودية وطغيان الحاكم واستبدادشيخ القبيلة,وانة بتحرير الشمال سيتحرر الجنوب(لكننا لن نفرط بالجنوب)". بالنسبة لنا في الجنوب لسنا بحاجة للتأكيد اننانحترم ارادة شعبنا في الشمال,ولايمكن ان نقف الا الى جانب الشعب والثورة,ونتمنى ان تحقق الثورة كامل اهدافها,وتنتصر لارادةوحرية واستقلال وكرامة الانسان اليمني. لكنني في الوقت نفسةاتمنى ان يتحرر الشمال كلة بحكامة وسياسييةومثقفية,من عبوديةادعاء الوصاية على الجنوب,والتعامل معة"كضيعة جغرافية خاصةومملوكة" بلا هوية,وبلا تاريخ,وبلاانسان جنوبي. ان الحرية والحق الانساني لايتجزءان ومن غير الممكن انسانيا واخلاقياالتعاطي معهما على هذا النحوالانتقائي...! ولايمكن للانسان ان ينشد الحرية لنفسة ويرفضها عن غيرة..؟. ان الحق الانساني يقوم على مبدأ "المنفعة"واحترام مصالح وحقوق الاخرين .والمنفعة هي"ساحر كلي القدرة",في ضوئها يتحدد علاقة الانسان بالاخر, وموقفة منه, وهي من يحدد تفكيرة,ويوجةسلوكة,ونظرتة نحوة,ولكل شيئ من حولة في الحياة. هكذا الامر ببساطة هو موقف الجنوبيين من الوحدة.. فلم يعد هناك شيئ مقدس امامهم الا "الحق" بعد الله جلى وعلى. فبعدهذة التجربة المريرة والمؤلمة من عمر وحدةالفيد والغدر,لم يعد باستطاعة احد مهما اورد من مبررات ومهما سرد من دعاوى او حجج..ان يقنعنا نحن الجنوبيين,ببقاء اي مصلحة او منفعة لنا تذكر من استمرار ارتباطنا بهذةالوحدة؟؟؟. لان الحق الجنوبي الضائع, ومعايشة اكثر من 20ستة من الظلم والمعاناة والحرمان والتهميش والقمع والقتل والارهاب ,الذي فاق كل تصور..اقوى من اي دليل واسطع من اي برهان. ان الحق الانساني ,حق مكفول شرعا وقانونا,وتنص علية كل القوانين والاعراف والمواثيق الدولية وتؤكدة جميع الرسالات والاديان السماوية والوضعيةدون استثناء.وهذا الحق يعطي لشعب الجنوب الدفاع عن حقة المشروع في الحفاظ على ارضة وحقوق وثروات وممتلكات ابنائة واجيالة بكل الوسائل والخيارات الممكنة. "قد يقول اخر"بعد قراءة هذا الموضوع انني متعصب,وعنصري ويتهمني بالشوفينية ومعاداة الوحدة, وبالانفصالية,والعمالة,زغير ذلك من اوصاف ومع ذلك تسقط كل هذة الاوصاف والنعوت,لانها لاتصمد امام الحق كشرع رباني,وتصلح ان تطلق جميعهاعلى من مارسها ضدي وضد كل الجنوبيين باسم وحدة مقدسة لمصلحة الاقوى والمستفيد.