الإسلاميون بصدد اعتلاء الحكم في أكثر من بلد عربي ، والسيناريوهات التي كانت ، قبل عام، من الآن ضرب خيال،ولم تدر بخلد أكبر المحللين والمراقبين و حتى مراكز البحوث والدراسات و علوم الإستراتيجيات في العالم قد أصبحت أمرا مقضيا . و ليعيد الجميع صياغة السؤال: هل ينجح الإسلاميون في الحكم ؟ و هل أن مرورهم من موقع المعارضة إلى موقع السلطة سيكون سلسا خاصة أنهم يفتقرون إلى الخبرة في شؤون القيادة والحكم عكس خبرتهم الطويلة في الممانعة والمعارضة؟ و الأهم من ذلك، و على اعتبار أنهم قد ينجحون في المنظور العاجل في معالجة الملفات العالقة و إدارة الشأن الحياتي اليومي ، فإن التساؤل يبقى عن الآجل من السياسات ، و تحديدا هل ينجحون في إزالة الصورة النمطية التقليدية الساكنة في أذهان العديد سواء في الغرب أو حتى في الأمة عن الإسلاميين الذين يرون الأشياء إما حلالا مشروعا أو حراما ممنوعا ، وأن الجنة موعودة لمن أطاع و النار الموقدة لمن أضاع ؟ .. واليمن البلد العربي ليس بعيدا عن ذاك سوف تشهد اليمن صراعات شديدة في الانتخابات القادمة وذلك لأن الاخوان او حزب الاصلاح سوف يسخر مجهودته وتنظيمة القوي لإظهار شخصيات اسلامية توسطية مستقلة للمنافسة في الانتخابات الرئاسية بالرغم انها سوف تكون ملتزمة قانونيا على بمرشحها التوافقي بحسب المبادرة الخليجية . وقد يتسأل القارىْ ماجدوى ان يتم دعم احد الشخصيات الاسلامية لمنافسة المرشح التوافقي .
والاجابة تكمن في الحكمة القديمة لا تضع البيض كله في سلة واحدة , سوف يتنصل المد الاسلامي من المشترك عاجلاً او اجلاً لذا هو يحتاج لبناء رموز تملك قاعدة شعبية وليس هناك افضل من هذه التجربة حيث انها سوف تدعم من وراء الكواليس بعض الشخصيات وحتى وان فشلت سوف يكون لها دور معارض في مرحلة مابعد الانتخابات وسيتم تجهيز هذه الشخصيات للانتخابات بعد مرور السنتين المتفق عليها حينها ,سوف يكون المشترك قد ضعف وصارت انحللات وانقسمات كبيرة في داخلة وحينها سوف يبداء عهد الدولة الاسلامية خاصة بعد تراجع المد "القومي" منذ وفاة جمال عبد الناصر و تصدع نظرية الوطن العربي الواحد بفعل الشرخ الذي أحدثه دخول العراق إلى الكويت أوائل تسعينات القرن الماضي ، وما نتج عن حرب الخليج من انقسام في الجسد العربي ، لتكتمل الصورة بالإجهاز على "حزب البعث" في العراق وتراجع دور الأحزاب القومية . وبعد تجربة اليسار في بعض الدول العربية و إن بتفاوت.و هو يسار"متيتم" منذ السقوط المدوي للإتحاد السوفيتي . و أخيرا بداية النهاية لليبرالية في عقر دارها التي تجسدها التحركات الأخيرة في أكثر من عاصمة أوروبية و أمريكية.
لكن في اليمن سوف تطفو قضية الحراك الجنوبي بقوة, لن تعاني التهميش لكن سوف تكون هي القوة الوحيدة التي سوف تصنع التوازن في داخل اليمن لما فيها من مطالب مشروعة تنصدم مع طموحات الاسلاميين وقد تشبع الجنوبيين بالارادة والفكر والمثالية وبناء الصفوف والتمترس وراء الاهداف النبيلة وهذا هو السلاح الوحيد الذي يقف نداً للمد الأخواني . * [email protected]