لجميع الأدوية محاذير وتأثيرات جانبية يكتشفها الباحثون أحياناً، كحالهم في هذه الدراسة التي وجدوا فيها أن بعض أدوية ارتفاع الضغط تزيد خطر الإصابة بسرطان الشفة. وفي هذه الدراسة التي نُشرت البارحة في مجلة "أرشيف الطب الباطني" وجد الباحثون أن أدوية الضغط ومنها تلك التي تحتوي المادة الدوائية النيفيدبين تزيد خطر الإصابة بسرطان الشفة لدى ذوي البشرة البيضاء وذلك يعود غالباً لأنها تزيد حساسيتهم لضوء الشمس. ولكن الباحثين يحذرون من أن هذا السرطان نادر بكل الأحوال حتى لدى الذين يتناولون هذه الأدوية، ويجب ألا تؤخذ النتائج كحجةٍ تقنع المرضى بالتوقف عن تناول أدوية ارتفاع الضغط. يذكر الدكتور غاري فريدمان الباحث المساعد في جامعة نورث كاليفورنيا في أوكلاند "يجب أن يتناول المرضى الأدوية فهذا المرض بالنهاية ليس خطيراً جداً بل نوع نادر من السرطان سهل العلاج وليس قاتلاً". ويضيف الباحث بأن الحماية الجيدة من الأشعة فوق البنفسجية عن طريق الواقيات الشمسية والقبعات التي تحجب تأثيرها عن الوجه قد تلعب دوراً مهماً في الوقاية من هذا السرطان. وفي هذه الدراسة قام الباحثون بمقارنة حالة 700 مصاباً بسرطان الشفة ب23 ألف شخصاً سليماً، ووجدوا بأن ذوي البشرة البيضاء من متناولي هذه الأدوية أكثر عرضة بأربع مراتٍ من غيرهم للإصابة بسرطان الشفة. وقد بقي هذا الخطر قائماً بنفس النسبة حتى بعد أن قام الباحثون باستبعاد تأثير التدخين المعروف مسبقاً بكون يسبب سرطان الشفة. وسرطان الشفة الذي يصنف ضمن السرطانات الفموية، تبلغ نسبة الإصابة به بين عامة السكان 1 لكل مئة ألف شخص، وهو نادراً ما ينتشر ويعتبر نوعاً من السرطانات شائكة الخلايا التي تصيب الجلد، كما أنه سهل العلاج وفقاً لما ذكر فريدمان. هذا وقد اكتشف الباحثون هذه العلاقة بين النيفيدبين وسرطان الشفة خلال بحثهم عما إذا كانت أدوية ارتفاع الضغط تسبب زيادة خطر الإصابة بسرطاناتٍ معينة، وخلال بحثهم قاموا باستقصاء مجموعة متنوعةٍ من هذه الأدوية ومنها هيدروكلورثيازيد وحاصرات الإنزيم محول الانجيوتنسين، كما وجد الباحثون أن أحد أدوية الضغط "الأتينولول" الذي لا يتسبب بزيادة الحساسية لأشعة الشمس لا يزيد خطر الإصابة بسرطان الشفة. يضيف الدكتور فريدمان "لا بد من إجراء المزيد من الدراسات وهذه النتائج الحالية يجب أن لا تقلق أولئك المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية".(إيفارمانيوز)