اظهر الهجوم الاخير الذي شنه تنظيم القاعدة في اليمن ضد مبنى المخابرات ان التنظيم حول اهتمامه عن الاهداف الغربية الى الاجهزة الحكومية البارزة.وسيكون أيضا واحدا من عدد صغير من الهجمات البارزة للقاعدة والتي تستهدف مباشرة الحكومة اليمنية التي أعلنت في وقت سابق من هذا العام الحرب على جناح القاعدة في اليمن بعد أن أعلن مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب كانت متجهة الى الولاياتالمتحدة في كانون الاول الماضي. وتشتبك القاعدة مع الحكومة اليمنية منذ سنوات عديدة لكن عمليات الجماعة التي كان لها تأثير كبير تركزت عادة على أهداف غربية مثل المحاولة الفاشلة لاغتيال السفير البريطاني في صنعاء في نيسان. حيث أسفر هجوم القاعدة على السفارة الامريكية في صنعاء في عام 2008 عن سقوط 16 قتيلا بينهم ستة مهاجمين. وفي العام الماضي حاول مفجر انتحاري من القاعدة قتل الامير السعودي محمد بن نايف الذي قاد حملة ضد الارهاب أحبطت جهود المتشددين لزعزعة استقرار المملكة بين عامي 2003 و,2006 وأعادت القاعدة تنظيم صفوفها في وقت لاحق في اليمن. وقصف الجيش اليمني أهدافا للمتشددين وخاض معارك هذا الشهر في معقل القاعدة في وادي عبيدة في محافظة مأرب التي يوجد فيها كثير من الموارد النفطية الحيوية.وتزايدت التوترات في اليمن منذ مقتل نائب المحافظ الذي كان يقوم بوساطة بين السلطات والقاعدة في مايو أيار الماضي في هجوم جوي على الجماعة أخطأ هدفه.وأثارت المعارك الاخيرة غضب القاعدة التي هددت قبل يوم واحد من هجومها في عدن بالرد على حملة الدولة ضدها في غرب اليمن ودعت القبائل المحلية الى حمل السلاح في وجه الحكومة. لكن كثيرين يرون أن نهج حكومة صنعاء في التعامل مع المتشددين غير مخلص وغير فعال اذ لا يلقى القبض على مشتبه فيهم مطلوبين كما يستطيع متشددون أجانب حضور معسكرات تدريب في جبال وصحاري اليمن المنيعة حيث يمكن للمتشددين أن يستفيدوا من حماية القبائل. ويقول بعض المسؤولين بينهم حمود الهتار وزير الاوقاف والشؤون الدينية ان صنعاء يجب أن تعود الى سياسة التواصل مع القاعدة من خلال الحوار بدلا من الاعتماد على القوة وحدها والذي قال انها اكسبت الجماعة تعاطفا شعبيا أكبر. وقال المحلل السياسي اليمني ناصر الربيعي ان اليمن لا يزال يستخدم نفس الخطط السابقة.. وهي العصا والجزرة. لا زال يستخدم هذه السياسة لكن هي الان تتجه نحو القوة اكثر من ذي قبل. وقال معلقا على أعمال العنف بين الانفصاليين الجنوبيين وقوات الامن "لا استطيع ان أقول انها القاعدة اصبحت أكثر قوة.. لكنها استغلت الوضع الدائر في الجنوب". وكان مبنى ما يعرف بالفرع الجنوبي لجهاز الامن السياسي الذي تعرض للهجوم يوم السبت الماضي هدفا مهما وسهلا للقاعدة. وجهاز الامن السياسي أداة رئيسية في ملاحقة صنعاء للمتشددين لكن فرعه الجنوبي كان مشغولا في الفترة الاخيرة بالتعامل مع النزعة الانفصالية. وشهد المقر نفسه في عام 2003 فرار عشرة سجناء بينهم أشخاص يشتبه في أنهم على صلة بالهجوم على المدمرة الامريكية كول. الى ذلك اعتقلت السلطات اليمنية في مدينة عدن الساحلية بجنوب البلاد 30 شخصا في اطار ملاحقة على مدى يومين لاشخاص يعتقد أنهم نشطاء في تنظيم القاعدة يقفون وراء هجوم على مبنى للمخابرات.وقالت وزارة الدفاع في بيان ان العمليات ستتواصل بعد أن قامت قوات الامن بمداهمات من بيت الى بيت في حي السعادة في مدينة عدن بحثا عن متشددين مشتبه فيهم. ولقي أحد المعتقلين حتفه. وقالت مسؤولون أمنيون ان الرجل توفي بعد أن أصيب بأزمة ربو بينما قال موقع الصحوة الالكتروني التابع للمعارضة ان الرجل توفي متأثرا بجروحه بعد أن تعرض للتعذيب.وقالت وزارة الدفاع ان قوات الامن حصلت على معلومات من غودل محمد صالح ناجي وهو عضو في القاعدة اعتقل في وقت سابق بأن المسؤولين عن هجوم الاسبوع الماضي سيعقدون اجتماعا يوم الجمعة