اغتال مسلحون مجهولون، أمس الأحد، قائداً أمنياً في محافظة حضرموتجنوب شرق اليمن، حيث ينشط تنظيم القاعدة منذ خسارته العام الماضي معاقله الرئيسية في محافظات مجاورة. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في رسالة نصية عبر الجوال، مقتل قائد قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) في بلدة «القطن»، وسط محافظة بحضرموت، في حادثة اغتيال نفذها مسلحان مجهولان كانا على متن دراجة نارية. ولاحقاً، ذكرت الوزارة، في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني، أن قائد قوات الأمن الخاصة في بلدة «القطن» النقيب ماجد مطير، قُتل صباح الأحد بعد خروجه من منزله متوجهاً إلى عمله «عندما قام مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية بإطلاق الرصاص عليه فأردياه قتيلا على الفور». وهذه هي سابع عملية اغتيال تستهدف قادة أمنيين في محافظة حضرموت منذ يناير، والثانية التي تشهدها بلدة «القطن» بعد مقتل عنصر استخباراتي في 7 مارس الماضي. ورجح مصدر أمني في بلدة «القطن»، اتصلت به «الاتحاد»، وقوف تنظيم القاعدة وراء عملية اغتيال النقيب مطير، لكنه لم يؤكد ذلك «لأن التحقيقات لم تنته بعد»، حسب قوله. وبمقتل النقيب مطير يرتفع إلى 12 عدد الضباط اليمنيين، من بين 27 عسكرياً، الذين قتلوا في هجمات حملت بصمات تنظيم القاعدة في مختلف أنحاء البلاد منذ بداية العام الجاري، حسب إحصائية خاصة ب «الاتحاد». وفي العام الماضي، قتل 40 عنصراً أمنياً وعسكرياً في هجمات متفرقة في أنحاء البلاد، ويُعتقد أن تنظيم القاعدة يقف ورائها بعد أن استغل الاحتجاجات التي اجتاحت اليمن في 2011 في توسيع نفوذه خصوصاً في الجنوب، إلا أن القوات الحكومية استطاعت في يونيو طرد المتشددين من معاقلهم الرئيسية وبدأت تضييق الخناق عليهم. ويفاوض اليمن حالياً الولاياتالمتحدة على إطلاق سراح 56 من رعاياه معتقلين في سجن جوانتانامو الحربي الأميركي بكوبا، بعد إعلان الرئيس الأميركي، باراك أوباما رفع «تجميد» نقل المعتقلين اليمنيين الذين ألقي القبض على معظمهم منذ أكثر من عشر سنوات، ويشكلون حالياً غالبية معتقلي سجن جوانتانامو. وقال وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، أمس الأحد، إن بلاده ستبدأ التواصل مع الحكومة الأميركية «حول كيفية الاستعداد لاستلام اليمنيين المعتقلين في سجن جوانتانامو». وأوضح القربي أن «السلطات الأميركية ستسلم السجناء اليمنيين في شكل دفعات»، حسبما ذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية. إلا أن الإدارة الأميركية لا تزال متشككة فيما إذا كان اليمن مستقراً بالدرجة الكافية ليستقبل المعتقلين، حيث يخشى مسؤولون من عواقب أن يهاجم يمني تمت الموافقة على إعادته إلى بلاده الولاياتالمتحدة أو مصالحها في نهاية المطاف. لكن المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني، راجح بادي، قال ل «الاتحاد» إن تلك المخاوف «مبالغ فيها»، مشيراً إلى أن اليمن «لديه تجربة سابقة في استقبال معتقلين سابقين في جوانتانامو أفرج عنهم وعادوا وتم إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع بشكل طبيعي». وقال: «إذا كانت السلطات الأميركية تمتلك أدلة تُدين هؤلاء (المعتقلين) فعليها تقديمها للحكومة اليمنية من أجل محاكمتهم في اليمن». وذكر بادي أن الحكومة اليمنية أقرت، الشهر الفائت، مشروع قانون بشأن تشكيل لجنة حكومية عليا لمتابعة أوضاع المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو بعد الإفراج عنهم، موضحاً أن اللجنة، التي ستضم ممثلين عن وزارات الخارجية، حقوق الإنسان، الداخلية، والتربية والتعليم، «ستقوم باتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة من أجل إعادة تأهيل المفرج عنهم». وقال إن مشروع القانون «بانتظار مصادقة الرئيس عليه». وتصاعدت حدة الاضطرابات والفوضى الأمنية في اليمن منذ إطاحة الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، أواخر فبراير العام الماضي، تحت ضغط موجة احتجاج شعبي عارمة زادت من نفوذ العشائر القبلية والجماعات المسلحة الدينية، خصوصاً تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي التي تهيمن على مناطق واسعة في الشمال منذ سنوات. واتهمت صحيفة أهلية واسعة الانتشار في اليمن، أمس الأحد، السفير الإيراني في صنعاء، محمود حسن زاده، بإدارة «خلية إرهابية» تستهدف «الإضرار بالمصالح السعودية وهيئاتها الدبلوماسية في اليمن». ونقلت صحيفة «أخبار اليوم»، عن مصدر حكومي لم تكشف عن هويته، أن أفراد هذه الخلية ينتمون إلى جماعة الحوثي، التي التقى رئيس مكتبها السياسي، صالح هبرة، السفير الإيراني بمبنى السفارة الإيرانية في صنعاء في 10 مايو الجاري، في أول لقاء علني بين الطرفين منذ نشأة الجماعة المذهبية بداية العقد الماضي. وقال المصدر الحكومي إن «الشبهات التي تحيط بالسفير الإيراني ونشاطاته المهددة للأمن والاستقرار باليمن بشواهدها المادية والمعلومات الاستخباراتية باتت تفرض على الحكومة اتخاذ إجراءات مسؤولة ترقى إلى مستوى التهديد الذي بات يمثله السفير على أمن واستقرار اليمن والدبلوماسيين الأشقاء والأصدقاء»، حسب صحيفة «أخبار اليوم»، المقربة جداً من المستشار الرئاسي والجنرال السابق بالجيش اليمني، علي محسن الأحمر، الذي قاد ست جولات من القتال ضد «الحوثيين» في معقلهم الرئيسي بمحافظة صعدة (شمال) خلال الفترة ما بين 2004 و2009. وأشار المصدر إلى أن مخطط «خلايا» جماعة الحوثي يتركز في الوقت الراهن على «المصالح السعودية والخليجية بشكل عام»، وذلك بالتزامن مع تكثيف «الحوثيين» نشاطهم الإعلامي والسياسي لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. يُشار إلى أن اليمن اتهم مراراً إيران بالتدخل في شؤونه الداخلية، كان آخرها في فبراير الماضي بعد أيام من ضبط سفينة إيرانية محملة ب 40 طناً من الأسلحة والمتفجرات، بينها صواريخ مضادة للطائرات، كانت في طريقها إلى جماعة الحوثي، حسبما أعلن مسؤول حكومي في حينه. الاتحاد