منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    مصادر مصرفية تحذر من كارثة وشيكة في مناطق سيطرة الحوثيين    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    لماذا إعلان عدن "تاريخي" !؟    مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    "أموال عالقة، وصراع محتدم: هل يُعطل الحوثيون شريان اليمن الاقتصادي؟"    الكشف بالصور عن تحركات عسكرية خطيرة للحوثيين على الحدود مع السعودية    "اليمن ستكون مسرحاً لحرب استنزاف قبل تلك الحرب الكبرى"..خبير استراتيجي يكشف السيناريوهات القادمة    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملامح من حياة المشير عبد الله السلال قائد ثورة 26 سبتمبر
نشر في سما يوم 01 - 10 - 2010


مولده ونشأته ودراستة:
ولد قبل عام 1920م,في قرية شعسان وأنتقل مع أسرته إلى صنعاء وقد كان يعود مع أسرته إلى شعسان بين الحين والآخر .
نشأ وترعرع في كنف والدته(رحمها الله) لأن والده توفي وهو لايزال طفلا صغيرا .
انتسب إلى مدرسة الأيتام مع كل الأيتام اليمنيين وتخرج مع الكثير من المناضلين والشهداء الأبرار أمثال الأستاذ أحمد البراق والأستاذ أحمد الحورش والأستاذ محي الدين العنسي وكثيرا من الشهداء .
أكمل دراسته الثانوية في الحديدة ,ثم سافر إلى العراق ضمن البعثة العسكرية الأولى عبر عدن ولم يصدق هو ومن معه ماشاهدوا من تقدم ,شوارع مسفلتة وكهرباء وسيارات ودور سينما , وكانت تعد من العجائب بالنسبة لهم.قضى مدة الدراسة في العراق وهي سنتان ونصف .
نضاله:
بعد عودته من العراق تولدت لديه فكرة لزيارة بعض البلدان العربية مثل سوريالبنانفلسطين – مصر
وكانت وقتها الفرصة سانحة لزيارة فلسطين.
بعد عودته إلى صنعاء كان أول من قابله الإمام يحي حيث عمل التدريبات العسكرية أمامه فصاح بة أذا أنتم ستدربون الجيش بهذه الطريقة سأمنعكم لأنكم ستحطمون الجيش ولكن عليكم تدريبهم بالطريقة التركية وعين معلما في حرس الإمام وهذا ماكان يسمى(العكفه).
عرف المشير السلال حينها أن الإمام لايريد أي شيء نافع لليمن وإنما كان ضد الحياة والحضارة وكان لايريد أن يحكم اليمن إلا بطريقته هو وبالحالة التي عليها الشعب.
تولد الشعور لدى المشير السلال بأن الإمام ظالم وأنه يحكم اليمن بخبث وكراهية لا سيما انه كان قريبا من الإمام وقد تولد نفس الشعور عند الأستاذ احمد حسين المروني ,وهو أديب و شاعر ,واختمرت نفس الفكرة عند الأستاذ أحمد البراق , وتعمقت صلة الصداقة بينهم.
وقد حبس الثلاثة لأنهم كانوا يدرسون بعض الطلاب بعد الظهر وليلا , وكانوا يلتقون بعض الأجانب فبلغ عنهم وتمت محاكمتهم وحبسوا في القلعة حبسا انفراديا.
بعد خروج المشير السلال من السجن ابعد من الجيش بحجة انه خطير هو ومن معه, وأحيل للعمل في المواصلات,وتم حبسه للمرة الثانية اثر اشتداد المنشورات هو و(المروني)و(البراق)و(الحورش)و(محي الدين العنسي)و(الأستاذ الزبيري)و(محمد قاسم أبو طالب) و(القاضي محمد الخالدي), وبعد خروجهم من الحبس
بدأو بعمل جمعية يمنية , وبدأت الحركة الوطنية في (عدن)و(صنعاء) ,وكان الأخوان في (عدن) يرسلون جريدة صوت اليمن إلى (صنعاء) ,وتصدر من مصر جريدة الصداقة تهتم بأوضاع اليمن وكان الأخوان (العنسي)و(الحورش) يرسلان تلك الصحف حيث كانا يدرسان في القاهرة .
عندئذ بدأ الناس يفيقون ويفهمون بوجود الظلم والظلام والطغيان وأن اليمن معزولة وتعيش في القرون الحجرية الأولى.
ثورة (1948م):
تنامت الحركة وتقوت إلى قيام ثورة (1948م) وكانت ثورة بمعنى الكلمة . هناك أناس يجحدونها وآخرون يقولون أنها كانت حركة,وإنها استبدلت إمام بإمام , وكان برأي المشير السلال أنها ثورة حقيقية حتى لو كانت بإمام لأنها جاءت بدستور وبميثاق وبنظام وبقوانين وجاءت في نفس الوقت بالأحرار اليمنيين سواء في الشمال أو في الجنوب حيث شاركت في تلك الثورة كل العناصر الوطنية وساعد في الثورة الفضيل الورتلاني والقائدالعراقي(جمال جميل) الذي كان له دور كبير في الثورة الأم ويجب أن نذكره لا سيما انه بذل نفسه ومال وحياته.
و اعترض تنفيذ المخطط شئ من التردد ولم ينفذ المخطط كاملا الذي كان يقضي بقتل الإمام يحيى والإمام احمد في تعز. والذين في تعز قصروا ولم يقوموا بواجبهم ولم يفعلوا شيئا أبدا.
وبعد فشل الثورة سجن السلال ومن معه في سجن (نافع) سبع سنوات ونصف وخرج المشير السلال من السجن بمعجزة وهي حركة البطل احمد يحيى الثلايا وسيف الإسلام عبدالله (1955م) ولم يتعلموا من درس (1948م).
ثورة 26 سبتمبر:
أجتمع المشير السلال والشهيد علي عبد المغني وناجي علي الاشول رحمهم الله وتحدثوا عن فكرة قيام ثورة يقوم بها الضباط الاحرار
ويعتبر المشير السلال زعيماً عظيماً وقائداً شجاعاً ومقداماً عندما قبل عرض تنظيم الضباط الأحرار لقيادة الثورة في ظروف صعبة ومعقدة وإمكانيات من المستحيل أن تضمن النجاح لهذه الثورة التي كان مفجروها ورجالها من تنظيم الضباط الأحرار لا يزيدون عن المائة والعشرين ضابطاً يعاونهم مجموعة من الشباب الوطني والمشائخ الأحرار وبعض ضباط الصف من مدرسة ضباط الصف ومدرسة الأشاره وهي أول ثورة في العالم كله لا يشارك في قيامها جيش منظم بل كانت معتمده على الإمكانيات القليلة التي وفرتها في مخازن الكلية الحربية وحسن تنظيم الضباط الأحرار كان يضم مجموعة من شجعان القوات المسلحة وضباطها البواسل الذين استهانوا بالموت وقلة الإمكانيات وعدم وجود جيش منظم لأحتلال المراكز الإستراتيجية الهامة والسيطرة على المواقع العسكرية والمدنية التي كانت الأمامه تعتمد عليها في مقاومة إفشال إي محاولة للقيام بثورة أو انقلاب عسكري لكن التنظيم كان معتمداً في الدرجة على الله ثم على قدرة القائد المشير السلال وشجاعة ضباط التنظيم وكل المشاركين في الثورة للتصدي لأي مقاومة أو محاوله لإفشال الثورة وإجهاضها وخصوصاً أن الشعب اليمني بكل فئاته كان منتظراً لقيام هذه الثورة المباركة فكان دعمه احد المراهنات التي راهن عليها تنظيم الضباط وبالفعل كان موقف الشعب اليمني داعماً للثورة ورجالها ومستعداً للتضحية دفاعاً عنها ولقد كان موقف أبناء المحافظات الجنوبية وشبابها من أفراد الحرس الوطني والقوات الشعبية من المواقف الوطنية الرائعة والشجاعة والأقدام على التضحية والفداء منذ اللحظة الأولى لقيامها حيث تظافر أفراد الحرس الوطني من كل فئات جنوب الوطن وزاد من الدعم والمساندة وصول الآلاف من أفراد القوات الشعبية من رجال القبائل من كل المحافظات والمحميات
البريطانية وعملائهم من حكام المحميات .مستهينين
بخطر منعهم والانتقام منهم من قبل القوات وقد كان الزعيم عبد الله السلال المنقذ الشجاع للثورة ورجالها عندما وصل لاستلام القيادة وبعد الإطلاع على المواقف المحرجة التي توصل لها ليلة قيام الثورة وخاصة مع قرب نفاذ الذخيرة والبترول والوقود
وهروب أسرى الجيشين النظامي والدفاعي ولجوئهما إلى مبنى المدفعية مما عرض مبنى قيادة الثورة ومقر الكلية
الحربيه المقابل للمدفعية لخطر القصف والقضاء بتنفيذ خطة الثورة والإشراف على الضباط المشاركين فيها
على القيادة ورموز الثورة الذين كانوا يشكلون مجموعة وإعطاء التعليمات وتلقي شكاوى الصعوبات والمشاكل التي واجهتهم ومن شاركوا معهم في تلك الليلة العظيمة فكان أول عمل قيادي بطولي عبقري للزعيم السلال أن أعطى قرار بفتح قصر السلاح الذي كان يضم مخازن الاسلحه والذخائر والوقود كل ما كانت الثورة تحتاج إليه لضمان استمرار عمليات التصدي للمقاومة الشرسة والمستميتة التي واجهت قوات الثورة من قصر الأمام البدر وقصور الأمراء والمسئولين ولقد كان فتح قصر السلاح بأوامر مباشره من الزعيم السلال أول فتح وانتصار للثورة فقد قام الضباط المكلفين بإخراج الذخيرة والأسلحة بتموين كل المواقع العسكرية والدبابات والمصفحات والرجال المكلفين بتنفيذ مخطط الثورة بتموينهم بما كانوا يحتاجون إليه من الذخائر والأسلحة والوقود مما بعث الأمل من جديد وشحذ الهمم لدى الثوار جميعاً فاستعادوا السيطرة على الموقف وزادت إذاعة صنعاء في بعث الحماس بعد إن سمع المذيع وهو يقول هنا إذاعة الجمهورية العربية اليمنية وأيقن الجميع أنة النصر وبدأت جموع المهنئين القريبين والموجودين في صنعاء تتوافد على مقر قيادة الثورة مقر تفجير الثورة والانطلاق منها نحو احتلال المواقع الإستراتيجية في العاصمة والمواقع العسكرية والإذاعة وقصر الأمام وبعض قصور الأمراء التي كانت تطلق النار على قوات الثورة رغم طلوع النهار وبيانات الثورة وتهاني الأحرار والثوار من كل مكان في أرض اليمن ومن خارجها والتي كانت تذاع في الإذاعة فور تلقيها الإ إن الأمام المخلوع محمد البدر تمكن من الهروب من قصره رغم الحصار المضروب حوله والتي كانت قوات الثورة الثقيلة مجموعة من الدبابات بداخلها قوات الاقتحام تحيط بالقصر ، وذلك بسبب عدم مشاركة قوات مشاه راجلة تقوم بحماية الدبابات من الخارج حتى لا تتعرض للضرب أو الحرق وفعلاً تعرضت أحداها للإحراق وإشعال النيران فيها وسقوط طاقمها ضابطين من ضباط الثورة واحد ضباط الصف من المشاركين سقطوا جميعاً قتلى بعد إن أحرقت أجسادهم الطاهرة وسجلو في انصع صفحات المجد والفخار أنهم أول شهداء الثورة ومن بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل إنقاذ شعبهم ووطنهم من الاستبداد والحكم الأمامي النظام الفردي المتخلف ، ومن حسن حظ الثورة إن هذا الحادث الأليم قد حدث بعد إن سيطرت الثورة على قصر السلاح وعلى الوضع الأمني في العاصمة صنعاء بحيث تم ألقاء القبض على الشخص الذي سكب مادة البترول على الدبابة وأشعل النار فيها وتم محاكمته وإعدامه .
فقد كان بإمكانه إن يؤلب أنصار الأمام ليقوموا بإحراق الدبابات الأخرى فيتسببوا في إلحاق خسارة كبيرة بهذا السلاح الذي كانت الثورة ورجالها يعولون على قوته وقدرته على حماية الثورة ولعب دور فاعل وحاسم في نجاحها والانتقال بعد ذلك لاستخدام هذا السلاح القوي والفاعل في الدفاع عنها ضد الأعتداءت الخارجية التي تجمعت من المحافظات الجنوبية والشمالية وتدربت لفترة قصيرة على استخدام السلاح الروسي ، هذه القوات الشابة مع من تبقى من الجيش النظامي والدفاعي وقوات المتطوعين من رجال القبائل يقودهم مشايخهم كل هذه القوات بقيادة طلائع القوات المسلحة من ضباط الثورة تلك المحاولات وأفشلوها في الوقت الذي طالب مجلس قيادة الثورة ورئيسها المشير السلال الزعيم العظيم الرئيس الراحل جمال عبدا لناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة في ذلك الوقت طالبوا بسرعة الوفاء بوعوده بمناصرة الثورة ودعمها عند حدوث أول تدخل خارجي ضدها ، فقد كان تنظيم الضباط الأحرار يضع في حسابه أن التدخل الخارجي ضد الثورة وارد مائة في المائة لأن المحيطين بوطننا نظم ملكية رجعية ولن تسكت على ثورة تقدمية عربية وقومية ستفتح المجال للشعب ليحكم نفسه بنفسه وسوف تقارن تلك الشعوب بين أوضاعها في ظل الأنظمة الملكية والفردية المستبدة وبين أوضاع شعب تحرر من ذل العبودية وحكم الفرد والأسرة والعائلة التي كانت تمثله تلك الأنظمة بما كانت تحمله من توريث للعرش وتبادل للسلطة داخل الاسره المالكة دون أعطاء فرصه للمشاركة الشعبية في الحكم وإصدار القرار .
وبالفعل فقد أوفى الزعيم العربي والوفي بوعوده وبعهده الذي قطعه لتنظيم الضباط الأحرار فأرسل قوات عسكريه مزوده بأسلحة ثقيلة وبمساعدة سلاح الطيران المصري المتطور وصلت تباشير ها .
وبدأت الانتشار في المناطق الداخلية والحدودية ولعبت دوراً مع القوات اليمنية ورجال المجلس الوطني والقوات الشعبية دوراً رئيسياً في حماية الثورة والنظام الجمهوري كما لعبت مصر دورا ايجابيا في تدريب القوات المسلحة الشابة هنا وفي مصر ساهم مساهمه فاعله للتصدي للعدوان السعودي الأردني الإيراني الإسرائيلي الذي كشفت أفلام الفيديو مشاركة القوات الإسرائيلية في تدريب المرتزقة على حرب العصابات واستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة ومهاجمة تجمعات القوات المسلحة وقطع الطرق على طرق التموين لكن كل تلك الدول فشلت فشلاً ذريعاً رغم العدة والعتاد ووفرة الذهب والمال الذي وزع على القوات المرتزقة وانتهت المعارك التي خاضتها القوات المسلحة اليمنية وقوات مصر العربية الشقيقة بالانتصار الساحق في حرب السبعين يوماً بالرغم من عودة القوات المصرية لحماية مصر بعد هزيمة 5يونيو 19 وحصول إسرائيل على نصر رخيص بفضل دعم بعض الدول العربية والأنظمة الملكية التي ساهم بعضها بدفع قيمة الأسلحة الحديثة التي استخدمتها إسرائيل لتدمير المطارات والطائرات المصرية ، لكن إسرائيل لم تهنأ بنصرها وانتصارها الرخيص لأن جيش مصر الشجاع وقواتها المسلحة تمكنت من تحقيق نصر عسكري كبير رغم الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية الرجعية فتحررت أرض مصر المحتلة واستعادت قواتها المسلحة سلاح الردع والذي أصبحت إسرائيل تحسب له ألف حساب .
كان المشير عبدا لله السلال قائد الثورة ورئيس الجمهورية منذ أول عدوان بعد قيام الثورة مشغولاً يعمل ليل نهار لمواجهة 42 جبهة عسكرية تفجرت بواسطة المرتزقة من فلول الأمام بدعم وتشجيع وتمويل وتسليح من المملكة العربية السعودية ومساعده عسكرية من الأردن وإيران وإسرائيل ولأن القائد والشعب اليمني وقواته المسلحة من أفراد الجيش والحرس الوطني من شمال الوطن وجنوبه والمتطوعين من القوة القبلية والمتطوعين ، كل هذه القوى كانت تؤمن بعد الله بقضية الثورة والنظام الجمهوري فقد استبسلت في سبيل الدفاع عنها وتصدت لكل المحاولات العدوانية الداخلية والخارجية حتى تحقق النصر على تلك القوى المعادية وعندما انسحبت القوات المصرية الباسلة بعد إن قدمت تضحيات جسيمة ، وغادر المشير عبدا لله السلال قائد الثورة السبتمبرية ورئيس الجمهورية اليمنية اليمن عام1967م في زيارة رسمية لثلاث دول لطلب العون والمدد من تلك الدول مصر والعراق والاتحاد السوفيتي بهدف حماية المكاسب الثورية والنظام الجمهوري حدث مالم يكن في الحسبان فقد قامت القوى المعادية للسلال وخطه التقدمي العروبي القومي وبقية القوى المعادية للقوات المصرية بسبب بعض التصرفات المسيئة التي حدثت أثناء وجود القوات المصرية وتحملها بمفردها في بعض الأحيان مهمة حماية الثورة ونظامها الجمهوري وحصول تجاوزات من بعض الحاقدين على الزعيم جمال عبد الناصر يمنيين ومصريين ، تلك القوى دفعها حقدها الشخصي للقيام بانقلاب عسكري في الخامس من نوفمبر 1967م مما دفع المشير عبد الله السلال للبقاء في العراق ثاني دولة زارها في طريقة لزيارة موسكو التي لم تتم نتيجة الانقلاب على عهده وعزلة من منصبة مما تسبب في قيام القوات الملكية المرتزقة بحصار صنعاء العاصمة بهدف إسقاطها وإسقاط الثورة ونظامها الجمهوري توهماً وظناً بان الثورة التي زعموا بأنها ثورة مصرية قام بها بعض الضباط الموالين للزعيم جمال عبد الناصر الذي دعمها ومولها ، هذه الثورة قد حان إسقاطها والخلاص منها ومن رجالها ، لكن قوى الثورة الجديدة من شباب القوات المسلحة وشباب القبائل والقوى الوطنية والثورية مجتمعه تدعمها المقاومة الشعبية من كل فئات الشباب المثقف والمتعلم وقفوا وقفة رجل واحد وخيبوا ظن تلك القوى العميلة من بقايا فلول الردة الملكية ومن كان يساندهم بالمال والسلاح وأثبتت تلك القوة الوطنية والثورية بوقفتها الشجاعة بان الثورة يمنية مائة في المائة وان الدعم المصري ماجاء الإ بناءا على طلب تنظيم الضباط الأحرار وبعد تدخل قوى خارجية لإسقاط الثورة ونظامها الجمهوري وان رجالات اليمن وشبابها الجديد من ضباط وجنود القوات المسلحة ووحداته المدربة قادرة على صد العدوان الخارجي المدعوم بالمال والسلاح السعودي بمفردها وهو ماحدث فعلاً أثناء التصدي لحصار صنعاء الذي امتد سبعين يوماً واستخدمت القوى المعادية كل أنواع الأسلحة وأحدثها وبذلت المستحيل لإسقاط العاصمة ودخولها حتى تتكرر تلك الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها 1948م بعد إسقاط الثورة الدستورية المباركة إباحة الأمام السفاح أحمد حميد الدين صنعاء العاصمة للقبائل حيث ارتكبوا أكبر جريمة في التاريخ فنهبوا المنازل ودمرو بيوت الدستوريين والثوريين حسب زعمهم ونقلوا كلما يوجد في العاصمة من أثاث ومقتنيات وممتلكات خلال ثلاثة أيام نقلوه إلى بلادهم وقراهم حيث علق المشير عبد الله السلال احد ثوار 1948م على الحادث بنكتة عرفت عنه في الأحداث الكبيرة والظروف الصعبة ، لقد استطاع القبائل نقل صنعاء وكلما كان يوجد بها خلال ثلاثة أيام وإن لو نقلوها نقل منظم لأستغرق نقلها سنة كاملة .
وهذه النكتة تعبر عن الهمجية والوحشية وحب النهب والسلب والسرعة في انجازه والذي يسري في دم القبائل منذ قرون .
قامت ثورة26 سبتمبر 1962ومن ثم ثورة14 اكتوبر النضال المسلح في جنوب الوطن 1963م فكان التفاعل والتوحد النضالي هو الذي أدى في النهاية إلى انتصار الثورة اليمنية وإنهاء الحكم الأمامي في الشمال وخروج المستعمر ونيل الاستقلال في الجنوب وتوج هذا الانتصار بإعلان الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرون من مايو 1990م فكانت فرحة الوحدة عند المشير السلال لا تساويها فرحة فقد حقق كما قال آخر أحلامه وبعدها سيموت سعيداً راضياً عن المسيرة النضالية
وقد جاءت الوحدة والمعجزة الكبرى لتشكل بحدثها العظيم ثورة ثالثة حيث حققت بقية أمال وطموحات شعبنا اليمني الذي يتطلع الآن لثورة تنموية رابعة وشامله تنشر الرخاء والرفاهية في عموم الوطن اليمني الموحد وتنهي مشاكل الفقر والبطالة وتضيق الفارق الهائل بين من اثروا على حساب الوطن ومن تمسكوا بالشرف والنزاهة والولاء للوطن وحافظو على مصالحه وكرسوا حياتهم وأوقاتهم منذ قيام الثورة حتى الآن لخدمة الوطن والحفاظ على الثورة وحماية النظام الجمهوري والوحدة المباركة .
مأرب برس/2007


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.