نُظم في مدينة تعز، اليوم الخميس، حفلا جماهيريا حاشدا، وعرضا كرنفاليا، احتفاء بالذكرى ال57 لثورة ال26 من سبتمبر المجيد، بحضور رسمي كبير، وجماهير شعبية غفيرة. وقال البيان الصادر عن الحفل إن ثورة 26 سبتمبر فاتحة نور ، وبوابة كرامة حررت شعبنا من نظام متخلف وكهنوتي اسود، وفتحت الباب للتحرر من الاستعمار البريطاني عبر ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 63 وإنجاز الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر عام 67 ، إلآ أن مسيرة الثورة السبتمبرية عبر العقود الماضية تلقفتها أيادي الاستبداد وتكالبت عليها المؤامرات لمنع اليمن من التعملق والانطلاق إلى مصاف الدول المستقرة والمتقدمة بما يليق بمكانتها وتاريخها، وأكد أن الانقلاب الحوثي نكبة القرن يجب أن تزول ، ويوم اسود يجب أن يتبدد ظلامها ، كي يستعيد الشعب جمهوريته المعبرة عن كرامته وأحلامه وإرادته الحرة. وجدد البيان الوقوف إلى جانب الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، والاستمرار في خط المقاومة ضد المشروع الامامي لاستعادة الدولة والجمهورية ، مؤمنين بحتمية النصر، ولا خيار لنا سوى الانتصار في معركة الوجود والكرامة. وأدان البيان الانقلاب المصطنع في عدن باعتباره تمرداً على الدولة لتنفيذ أجندة خارجية ، وتكريساً لانقلاب الحوثي واعاقةً إضافية لعملية التحرير الوطني واعتداءً على إرادة الشعب ، داعيا إلى عودة الشرعية بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية إلى عدن كعاصمة مؤقتة، ودمج كافة التشكيلات العسكرية والأمنية في إطار مؤسستي الامن والجيش ، باعتبار أن بقائها خارج إطار الدولة يمثل خطراً على الدولة والوطن والإقليم وبؤرة لصناعة القلاقل ونشر الإرهاب والفوضى. كما دعا الدولة إلى الاستمرار في رفض التحاور مع هذا الانقلاب والعمل على إسقاطه فبقائه يُعد تمزيقاً للبلد وانتصاراً للحوثي، ويفتح أبواب الشر والفوضى على الشعب والوطن. وأدان البيان الضربات الجوية التي تعرضت لها وحدات الجيش الوطني في نقطة العلم وفي ابين من قبل طيران الامارات العربية المتحدة وتسببت في استشهاد المئات من جنود الشرعية، وفي نفس الوقت نطالب بإخراج أي دولة في التحالف العربي تقوض الشرعية وتساعد على إطالة امد الحرب وتجزئة البلد. وطالب البيان السلطة المحلية بتفعيل فروع مكاتبها التنفيذية في مديريات الساحل: المخا والوازعية وموزع وذوباب، وتنميتها ودعم منتجاتها وتحصيل إيراداتها ، وإعادة تأهيل وتشغيل ميناء المخا كمنفذ وحيد لتعز نحو العالم الخارجي ومصدر كبير لدعم موارد المحافظة. مطالبا بوضع اللبنات الأساسية لإقليم الجند ، كتشكيل مجلس للإقليم من شخصيات رسمية واجتماعية وشبابية ونسوية من محافظتي تعزوإب، والبدء بإعداد السياسات والخطط التنموية ، باعتبار أن النظام الفيدرالي بات امراً محسوماً حسب نصوص مخرجات الحوار الوطني. وأشاد البيان بكل ما حققته مؤسستي الجيش والأمن من نجاحات حتى الآن رغم شحة الامكانات ، ونقدر الجهود التي تبذلها ونجدد استعدادنا لمساندتهما، مجددا الدعوة لقيادة الجيش والشرطة بسرعة إخلاء المدارس والمكاتب الحكومية ومراكز التدريب المهني التي تتواجد فيها ، وتسليمها للجهات التابعة لها ، كي تعود لأداء خدماتها للدارسين والمواطنين ، ومعالجة أية اختلالات قد رافقت بنائهما، مع استكمال استيعاب أية جماعات عسكرية لا تزال خارج إطار الجيش. وشدد على ضرورة حل أية مشكلات طارئة قد تنشأ بين مكوناتها وأفرادها اولاً بأول ، مع اتخاذ إجراءات وقائية للحيلولة دون حدوثها، إلى جانب منع أية ممارسات تسيء إلى سمعتهما كمؤسستين وطنيتين، ووقف الخصميات غير القانونية من رواتب الأفراد. وطالب البيان الحكومة بتقديم الدعم الكافي لمؤسسات التعليم العالي كجامعة تعز ، وكذلك للمؤسسات التعليمية والتدريب المهني كي تتمكن من تحسين التعليم والتدريب وضمان جودته، وفي نفس الوقت ندعو الكادر التعليمي والجامعي إلى سرعة العودة إلى اعمالهم وقطع إجازة النزوح التي قد فقدت مبرراتها بعودة الحياة الطبيعية إلى تعز. وناشد الحكومة بإقالة الفاسدين والعابثين بحقوق الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج ومحاسبتهم ، والعناية بأسر شهداء وجرحى الحرب باعتبار ذلك مسئولية وطنية وقانونية وأخلاقية ودينية. وعبر البيان عن الامتنان والاعتزاز بالروح الوطنية العالية التي يتمتع بها الرئيس عبد ربه منصور هادي مثنيا على ثباته وصموده أمام الصلف الحوثي وكل المؤامرات التي يواجهها ونجدد دعمنا ومساندتنا له، متمنيا على هيئة الرئاسة كاملة وقيادة التحالف العربي ان يقتنعوا بأن تحرير تعز يمثل بوابة لتحرير الوطن كاملاً ويسقط كل المشاريع الصغيرة ويمنح فرصة لتأسيس الدولة الاتحادية. وأكد أن تعمُّد الاهمال وتعثُّر التحرير يخدم الحوثي ويجعل وحدة اليمن ودول الإقليم في خطر داهم إن تمكن الحوثي وتغول في الشمال ، وهذا ما يجب أن تعيه قيادتي الشرعية والتحالف وعلى أساس هذا الفهم نتمنى عليهم أن يجعلوا من استكمال تحرير تعز أولوية ويدعموا الجيش الوطني ليتمكن من القيام بذلك ويرفع الحصار الجائر عن المدينة ويتوجه الجميع نحو تحرير محافظة إب بالتعاون مع أبنائها. ودعا البيان الرئاسة لتصحيح العلاقة بينها وبين التحالف العربي على أساس من الندية وبما يصون السيادة واستقلال القرار السياسي والاداري والاقتصادي لليمن ، مهيبا بها أن تتبنى حواراً واسعاً بينها وبين المكونات المساندة لها وبين المكونات وبعضها للتوصل إلى توافق حول مختلف القضايا يدفع بالجميع لبذل أقصى طاقاتهم مما يزيد من فعالية الشرعية وسرعة انجازها لمهامها. وثمن بيان احتفالية تعز عالياً ما قدمه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لليمن في معركة استعادة الشرعية ، ونطالبه بإجراء تقييم شامل لمجريات المعركة ضد الانقلاب منذ انطلاقتها الأولى ، وتحديد الأخطاء والانحرافات وأسبابها ومنع تكرارها والعودة إلى الهدف المعلن وهو مساعدة الشرعية في اليمن على إسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة إلى جانب مساعدتها في تحسين الاقتصاد.