طالب القيادي في المعارضة اليمنية حسن زيد بسرعة تشكيل المجلس الانتقالي اليمني، داعيا شباب الساحات إلى الاستمرار في اعتصامهم في ساحة التغيير، حتى يتنحى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من منصبه. وأكد زيد في حوار أجرته «عكاظ» أن تشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية، على أسس المبادرة الخليجية لا يحتمل التأخير في الظروف الحالية، موضحا بأن التواصل بين قيادتي السلطة والمعارضة لم ينقطع. ومضيفا أن مشكلتهم ليست مع الرئيس وإنما مع نظامه .. وإلى نص الحوار: • ما هي الفترة التي تم تحديدها لتشكيل المجلس الانتقالي ومتى سيتم الإعلان عنه ؟ في الحقيقة لم تحدد الفترة بعد، ولكن أتوقع أن الإعلان عنه سيتم قريبا، وهناك بعض الحذر من أن تؤدي فكرة تشكيل المجلس الانتقالي إلى صراع عسكري. • هل وضعتم في الحسبان إمكانية تحول الأزمة إلى صراع عسكري ؟ نحن نستبعد الصراع العسكري، لأن الجميع يعي تماما ما سينتج عن هذا الصراع من نتائج كارثية سلبية، وانفجار عام، سيهدد كل اليمن خاصة على ضوء تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير في اليمن. • إذن ما هو برنامج المعارضة في مرحلة ما بعد تشكيل المجلس الانتقالي؟ بداية نسعى لترتيب أوراقنا الداخلية، لكي نتمكن من الدخول في مرحلة تشكيل المجلس، ونحن أكثر تنظيما وجاهزية، لأن تشكيل المجلس الانتقالي، لم يعد حاجة فحسب، بل أصبح ضرورة لملء الفراغ في السلطة وإنهاء الاحتقان الداخلي. وأتمنى من شباب الثورة دعم تشكيل المجلس الانتقالي على أن يمثل هذا المجلس كل القوى السياسية والمناطق والساحات. وأعتقد أن الأحزاب السياسية سيبادرون للالتفاف حول الشباب لكي نخرج بموقف موحد. • هل أنتم مع إقصاء قيادات الحزب الحاكم؟ نحن لسنا مع إقصاء القيادات النظيفة في المؤتمر الشعبي العام الحاكم، ونرى ضرورة الاستعانة بها لأن لها مصداقية، خاصة الدكتور عبدالكريم الإرياني مستشار الرئيس والفريق عبدربه منصور هادي نائب الرئيس أبوبكر القربي وسلطان البركاني ومحمد دغر. وفي الواقع إن مشكلتنا ليست مع الأشخاص في السلطة بما فيهم الرئيس شفاه الله، وإنما مع النظام وممارسات أجهزته المختلفة التي تقف وراء إشعال الحروب. • هل هناك تواصل بين المعارضة والسلطة في ظل استمرار الوساطة؟ التواصل مع السلطة لم ينقطع، كما أن اللواء علي محسن الأحمر الذي انشق عن الجيش، حريص على أن تظل خيوط علاقاته مع السلطة، ومع قيادات حزب المؤتمر التي كانت في السابق تدين له بالولاء وأعتقد أن التواصل معهم لا يزال شبه يومي. • ماذا عن المساعي التي تبذلها الأممالمتحدة وخاصة بعد قراركم بتشكيل مجلس انتقالي؟ كنت أتمنى أن يكون دور الأممالمتحدة أكثر صرامة حول الأزمة اليمنية. ونحن مع الجهد الخليجي، لأن الخليجيين يدركون معاناة اليمن ويشعرون بحجم الأزمة وتقدموا بمبادرة إيجابية. كما أن أي تدويل للقضية اليمنية ستكون له انعكاسات سلبية والتصور الذي طرحه مبعوث الأممالمتحدة جمال عمر خطير جدا ويعود بالأزمة اليمنية إلى مربع الصفر. • إذن كيف يمكن انتزاع البلاد من الهاوية ؟ الحل هو، إما عبر إنشاء مجلس إنقاذ انتقالي، وهو ما نسعى لإنجازه في الوقت الراهن، أو تشكيل حكومة وحدة وطنية سريعة على أساس المبادرة الخليجية التي ستعمل على حقن الدماء وإنهاء الأزمة. • ما صحة ما يثار عن سيطرة المعارضة على ساحات الاحتجاجات وعلاقتكم بالشباب؟ حقيقة، العلاقة مع الشباب معقدة، وفيها كثير من الود والغضب، لأننا فعلا تحولنا إلى كابح، خصوصا بعد سيطرة قوات الفرقة أولى مدرع، على ساحة التغيير، ونتمنى أن يتم فك الارتباط بين المؤسسة العسكرية واللقاء المشترك، وكذلك مع عناصر الساحة، وأن تنتهي المعسكرات التابعة لجيش الأحمر، فالذي شوه سلمية الثورة هو إعلان الفرقة المدرعة، حماية شباب الساحة مع أنهم لم يحموها، وأعتقد أن أولئك الذين قتلوا بعد جمعة الكرامة لا يقلون عن من قتل قبلها، فتحويل الساحة إلى سجن اختياري، أو معتقل أسوأ من التهديدات التي واجهها الشباب في السابق وخلقت في داخلهم وحدة. ولا أخفيكم أيضا أن قوات الفرقة والشباب هم المسيطرون على الساحة فالحزبيون في الساحات لم يتجاوزوا ال 20 في المائة، ربما لأن الأحزاب المنظمة تمكنت من بسط سيطرتها على اللجان ومارست الكثير من السلبيات. ونحن نرى أن الثورة لم يخطط لها بشكل منظم وكأنها نسخة من ما جرى في تونس ومصر وأدت إلى خلل في الممارسة لم نقبلها، فالظروف الأمنية جعلت الكثير من قيادات المعارضة تختفي في السراديب وتوقف الاتصال فيما بينها، وتمتنع خوفا وحذرا من النزول إلى الساحة الأمر الذي سبب الكثير من المشكلات غير المقصودة التي لا يتحمل حزب الإصلاح مسؤوليتها لكونه مسؤول التنظيم في الساحة.