بعد جمعة الكرامة عقد الرئيس اليمني علي عبدا لله صالح مؤتمرا صحفيا وبحسب إحدى الزميلات الحاضرات العاملات في قناة اليمن الفضائية فأن الرئيس صالح دخل قاعة المؤتمر في وضع نفسي سيء هذا يؤكد بصورة قاطعة بأن الرئيس تفاجأ من هول وعظمة وجسامة القتل الذي طال الأبرياء يصوره وحشية تسيء للرئيس بل وتدينه مما يؤكد وجود أياد تريد إدانة الرئيس من ثم إزاحته عن المشهد السياسي وهذه الأيادي قريبة من القصر الرئاسي ولم تعد خافية على احد..هذا احتمال وارد أو ان الرئيس ضالع حتى العظم في تلك الحادثة ولكنه لم يتوقع بشاعتها او لم يتفق على تلك الوحشية التي طالت الأبرياء لا نبرأ صالح من ساحات قتل كثيرة قبل هذه الحادثة في أبين وعدن وردفان جرائم قتل لم يحرك قيادات المعارضة أو المؤتمر المستقيلون ساكنا لان مطالب فك الارتباط تدحض حقوق أبناء الجنوب وتدينهم بدلا من الوقوف إلى جانبهم والتعاطف معهم. السياسات التي استخدمها نظام صالح كثيرة لإفشال الثورة ومازلت لكن صالح ظل في الفترة الأخيرة يشكل عائق أمام جيل الأبناء الحكام حتى وهو يراوغ أمام الزياني ويحبك تلك المسرحية الهزيلة التي تم فيها حصار الوفد في السفارة الإماراتية , وهو يعاني من ضغوطات خارجية للتوقيع على المبادرة الخليجية حتى وهو يهدد من مقر إقامته في المملكة, كلها سياسة عبثية تتخذ صالح ليقوم بدوره المنوط به , فيما هو انتهى سياسيا أمام الولاياتالأمريكية والمملكة السعودية وفي نظر أولاده وأولاد أخيه حتى وهو يظهر أمام العالم بوجه لم يتعافى بعد كلها لأجل إخماد ثورة الغضب وإسكات وطمأنة أنصاره ..نستطيع القول أن صالح لايعد كونه ورقة رابحة ليس إلا في يد نجله وأولاد آخيه وفي يد السعودية والولاياتالأمريكية لأهداف لابد أن تتحقق ولن تتحقق إلا بوجوده ولو صوريا لطالما استمرأ اللعب باستخدام مناوئيه ورق كلينكس وقت يستنفذ مصالحه منهم يرميهم كورق الكلينكس فأن الدائرة تدر عليه ويشرب حاليا من نفس الكأس وان ظهرت الأمور بشكل مغاير شكليا إلا أن المبدأ واحد. كثيرون سيقولون إن صالح عنيد ولا يستطيع احد تطويعه أو ارضاخه لكن الرجل بعد الدماء التي سالت و خاصة جمعة الكرامة التي أقدمت الكثير من القيادات إلى تقديم استقالتها وقرر صالح إقالة الحكومة ,فيما أمر صالح اللواء علي محسن بحماية المعتصمين من ثم الانقلاب عليه بمخططات لتصفيته وهذه كلها من أفعال صالح لكنه لايعتبر الحاكم الفعلي بقدر مايشكل وجوده وبقاءه أهمية قصوى للتمهيد لعلمية التوريث لنجله وبقاء الأسرة الحاكمة وبدعم من المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حتى لاتنتقل عدوى الثورات إلى بلدانهم. إن نزول اللواء على محسن الأحمر إلى ساحة الحرية آثار الكثير من التباينات والاختلافات ففي الوقت الذي استنكر البعض وجوده باعتباره احد أهم رموز نظام صالح واليد اليمنى له يرى البعض الآخر أن وجوده حماية للمعتصمين من اعتداءات النظام ومكسب للثورة لما يتمتع به اللواء على محسن من كاريزما الصفات القيادية بالإضافة إلى انه صاحب كلمة إذا وعد صدق" من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "صدق الله العظيم" ,لايكذب ولايرواغ وهذه الصفات لصيقة بالرئيس صالح وأصبحت من أكثر صفاته وأبرزها.. خاض اللواء علي محسن الكثير من الجولات في حياة الرئيس وقادها بنجاح فكافأه بمحاولات اغتياله وكانت آخرها عندما أرسل النظام وساطة إليه من قبائل بلاد الروس وسنحان. وصف المحلل السياسي الدكتور عبد الله الفقيه "عصابة الأربعة" وهم نجل الرئيس وأولاد أخيه الثلاثة بالعمل سوية على إزاحة الأب الرئيس وقياداته التاريخية التي ستنتهي حقبة صالح بانتهائهم من دبر حادثة مسجد النهدين . إن تلك الحادثة ستعمل على وأد المبادرة التي أهم بنودها نقل السلطة إلى النائب ,لان احد إطراف الموقعين على المبادرة في عداد الموتى ,من ثم الانقلاب الأسود وتأهيل احمد علي خاصة وان بقايا النظام يروجون له بإيعاز من السعودية والإمارات العربية المتحدة لبقاء بقايا النظام أو إذا لم تنجح تلك المؤامرة لوأد الثورة بأي الطرق الأسلم. لكن هل ستحقق لهم الظروف مايطمحون إليه أمام إرادة الشعب , أن إرادة الشباب وتقديمهم الشهداء لابد أن تقف عائق أمام مايخططون له ونقول ونؤكد إرادة الشباب الحر وليس المملوك لجهة وفق أجندة ما حتى لو أن كائنات حزب المؤتمر وكائنات بعض النافذين الذين يسمون أنفسهم الشباب الذي سيحمي الوطن من كيد الكائدين ومكر الحاقدين وقفوا ندا لشباب الساحات والحرية فأنهم سيظلون مجرد كائنات لا اثر لها؟ إن تحول الحوثي إلى جانب النظام, نكاية بحزب الإصلاح يدلل مبدأ السياسة التي يرتكز عليها النظام والمعارضة ولو أن النظام بقيادة صالح استهلكها كثيرا أثناء فترة حكمه" فرق تسد" تلك السياسة التي عفى عليها الزمن وحتى بريطانيا التي استخدمتها في سياستها الاستعمارية في اليمن لم تعد تستخدمها في الزمن الحالي لكنها بقيت إحدى الموروثات لنا وظل الرئيس صالح يستخدمها طيلة فترة حكمه. اليوم وصالح يقبع بعيدا عن أنظار المشهد السياسي تدخل البلد بقيادة أولاد ه حربا مع شباب ساحات الحرية ومع الفرقة ,يقول المراقبون أن المشهد العسكري هو الذي سيحسم الوضع ...اليوم صالح يشاهد ماجناه وما جنته يداه حين أوعز لأولاده وأولاد أخيه ان الأرض تورث وان حكم اليمن من حقه وحق أبنائه اليوم صالح يجني ثمار مازرعته أفكاره دماء أطفال أبرياء أنهار من دماء أبناء اليمن تغطي شوارع صنعاء وأرحب ونهم وتعز وأبين. اليوم صالح يضع أولاده أمام محكمة الشعب ومحكمة الأبرياء وستأتي بعد تلك التصفيات عدالة السماء ,, لم يتعظ من حادثة النهدين لكن ستكويه نار الحرب التي هدد بها وظل يهدد بها حتى بعد نجاته من بين براثن الموت...