على الرغم من الانتصار الذي حققته الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي بقتل احد اهم ناشطي القاعدة في الجزيرة العربية ومنظريها الجهاديين، انور العولقي، وما قاله الرئيس علي عبدالله صالح من دور اضطلعت فيه حكومته الا ان العلاقات بين امريكا واليمن تعيش حالة من التوتر حول الطريقة التي يتم بها التعاون الامني ومواجهة ناشطي القاعدة. فمقتل العولقي الذي قالت اليمن انه لم يكن ليتم لولا المعلومات الامنية التي قدمتها للقوات الخاصة الامريكية لما تمت ملاحقة العولقي وقتله، واعتبرت اليمن الاخيرة دليلا على التعاون الامني الوثيق بين البلدين في الحرب ضد القاعدة. لكن صحيفة 'واشنطن بوست' نقلت عن كبار من المسؤولين اليمنيين ان حكومتهم ليست راضية عن الولاياتالمتحدة لان الاخيرة لا تقدم العون لها من اجل مكافحة معارضيها التي قالت ان لدى معظم احزابها علاقات من القاعدة. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح العائد من السعودية التي كان يتلقى فيها العلاج قد صرح لنفس الصحيفة، ومجلة 'تايم' ان الاخوان المسلمين على صلة بالقاعدة. ويرى مسؤولون امريكيون ان امريكا ليست مهتمة بالمقاومة ضد النظام ويرون ان نشاطاتهم في مكافحة الارهاب متركزة على اقلية من الجماعات المرتبطة بالقاعدة التي تخططة لمهاجمة امريكا. ويعتقد المسؤولون ان امريكا لا تريد الدخول في دوامة اليمن والفوضى التي يعيشها الان، واكدوا ان الحكومة الامريكية مصممة على ان لا تجر لمطالب صالح لمواجهة المقاومة المسلحة ضد نظام حكمه. وتشير المقابلات التي اجرتها الى بعض ملامح من العلاقة بين الطرفين في مكافحة الارهاب ورؤية كل طرف لها. ونقلت عن الجنرال يحيى صالح، من عائلة الرئيس والذي يقود الوحدة الخاصة لمكافحة الارهاب المدربة امريكيا ويدير قوات الامن المركزي ان 'الدعم الامريكي محدود جدا'. واشار ان الامريكيين في يهتمون كثيرا بالوضع السياسي اكثر من اهتمامهم بمكافحة الارهاب. ورفض مسؤول بارز في ادارة اوباما الاتهامات اليمنية، وفرق بين مكافحة الارهاب من خلال استهداف اشخاص يهددون امن امريكا، والدعم من اجل مكافحة جيوب القوى المسلحة المعارضة للنظام. وفرق بين العمليات التي تقوم بها القوات اليمنية ضد القاعدة وبين عناصر المسلحة التابعة للقبائل ومن المقاتلين المتطوعين الذي يجمعهم هدف واحد وهو التخلص من نظام صالح. وبحسب مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الارهاب جون برينان فان اعداد المقاتلين التابعين للقاعدة لا يتجاوز المئات. واشار المسؤول انه يعرف ان هناك عدم رضى من عائلة صالح حول طبيعة الدعم العسكري لها لتواجه المعارضة المسلحة، مشيران صالح وعائلته تريد من الامريكيين القيام بمهمات اخرى لقمع المعارضة، خاصة في ابين وفي اي مكان يمثل تهديدا لمصالح صالح.. وكانت ادارة اوباما قد اعتبرت منطقة اليمن والقرن الافريقي من اكثر مناطق نشاط القاعدة وعززت من وجودها في المنطقة عبر انشاء عدد من القواعد العسكرية في دول الجوار وجزر سيشل اضافة لقواعدها في اليمن وجيبوتي واثيوبيا كما اقامت مهبط للطائرات بدون طيار في عمان والسعودية. وكجزء من ملاحقة الارهاب كثفت من طلعات الطائرات الموجهة وبدو طيار. ونقلت عن صالح قوله انه مع زيادة العنف نتيجة للانتفاضة التي مر عليها اكثر من ثمانية اشهر فقد سحبت امريكا بهدوء المستشارين في مجال الحرب على الارهاب والمدربين والخبراء الذين كانوا يعملون مع القوات اليمنية، واشار الجنرال صالح ان التدريب قد توقف وهناك نقص في الذخائر والمعدات، واكد ان الدعم الامريكي بشكل يقل شيئا فشيئا. وكمثال عن هذا التراجع في الدعم قال ان القوات اليمنية طلبت منهم المساعدة في التخطيط لمواجهة التوتر في منطقة ابين، ومع انهم وعدوا الا ان شيئا لم يحدث. ويرد الامريكيون انهم قدموا دعما انسانيا للجنود الذين حوصروا في ملعب رياضي كما زودوا الجيش بمعلومات امنية. وفي الاونة الاخيرة وجدت ادارة اوباما تواجه وضعا محرجا حيث لاحظت ان نظام صالح بدأ يطلق النار على المتظاهرين والمعارضة التي تتهم الجنرال صالح بنشر القوات الخاصة المدربة امريكيا لقمع اتباعهم. وهو ما ينفيه صالح ونقلت في هذا السياق عن دبلوماسي غربي في العاصمة صنعاء قوله انه لا توجد ادلة عن استخدام القوات الخاصة التي دربها الامريكيون في الشوارع. ولكنه قال ان ادلة موجودة تظهر استخدام هذه القوات لمواجهة القبائل المسلحة. وقال المسؤول البارز في ادارة اوباما ان الامريكيين اشترطوا على اليمنيين انه في حالة استخدام القوات المدربة والاجهزة في اهداف اخرى فهذا يعني قطع التعاون، مشيرا ان اليمن لم يقم حتى الان بخرق الاتفاق. ويبدو ان القلق اليمني وشكوى المسؤولين من قلة الدعم الامريكي مرتبط بالموقف السياسي للادارة الامريكية من مسألة تنحي صالح حيث اكد مسؤولون بعد قتل العولقي ان هذا لا يعني تخفيفا لمطالبها بتسليم السلطة سلميا وتطبيق المبادرة الخليجية. كما ان اعتماد ادارة اوباما على الغارات يعني عدم حاجتها للتعاون الكبير لملاحقة القاعدة لكن المسؤولين اليمنيين يخشون ان تؤدي العمليات المتكررة لاثار عكسية واثارة مشاعر معادية لامريكا كما هو الحال في الباكستان. وبدا عدم التعاون اوغيابه في ملاحقة العولقي التي قالت مصادر ان سي اي ايه اخفت تفاصيلها عن المسؤولين اليمنيين خاصة الجنرال صالح وقواته المدربة امريكيا.