في هذا العصر المتقدم لم تعد المخططات خافية على أحد مخطط (برنار لويس) السري الذي تقدم به إلى الكونغرس في اجتماع سري بقي طي الكتمان إلى أن تقدمت الوسائل المعلوماتية مع تطور الكومبيوتر حتى صار في متناول الجميع. الوثائق السرية كانت تخفي على الشعوب حتى يفرج عنها بعد ثلاثة عقود.. وان شاءت دولة ذات نفوذ مثل إسرائيل تأجيل الكشف عن الوثائق السرية لعقود أخرى كان لها ذلك ، كما حدث مع بريطانيا عندما شرعت في نشر وثائق الأربعينيات لما حل موعدها في السبعينيات حيث طلبت إسرائيل تجديد طويها.. الآن معظم الوثائق في متناول الباحثين بينما في السابق بقيت بروتوكولات حكماء صهيون ي خزائن الدولة القيصرية الروسية لعقود من الزمن. وعندما افلت الإمبراطورية العثمانية وضعت إنجلترا وفرنسا خطة للاستيلاء على مواطن نفوذها مع تقسم المناطق العربية ، عندها كلفت بريطانيا سفيرها (سايكس) ليتفاوض باسم حكومته مع زميله الفرنسي (بيكو) على أعداد نص معاهدة سرية يتفق فيها الطرفان المتعاقدان على تقسيم العراق وسورية ولبنان والأردن ، واتفق الطرفان على اسم المعاهدة (سايكس – بيكو) في شهر مايو 1916، ولم يعرف شيء عن هذه المعاهدة السرية إلا بعد أن كشفت الثورة البلشفية النقاب عنها وأعلنت عن نصوصها سنة 1917، كما أعلنت الثورة البلشفية من قبل عن بروتوكولات حكماء صهيون. وكما يكون في الصفقات التجارية بائع ومشتر وثمن ، باعت بريطانيا ما لم تملكه ، واشترى الصهاينة بضاعة يعلمون مسبقا أنها أرض منهوبة ليست ملكا لها، فتمت المبايعة بعهود سرية، وبقيت المعاهدات القديمة طي الكتمان مدة من الزمن.. الآن وبعد انفتاح الأجواء العالمية كيف يرتضي العرب على أنفسهم تقسيم بلادهم باسم الخلافات الطائفية.. انهم ينفذون مخطط التقسيم الذي رسمه (برنار لويس) وقدمه إلى الكونغرس الأمريكي في جلسة سرية في عام 1983، الخرائط التي رسمها انفتحت للجميع في أجهزة الإنترنت ومراكز البحوث العلمية في القاهرة وفي غيرها مثل مركز ابن خلدون وأطلق على مشروع التقسيم خريطة الشرق الأوسط الجديد.. وبعد سبتمبر 2001 صار هذا المخطط جزءاً من التفاوض مع العرب في قضية فلسطين ، ومخطط التقسيم يشمل شبه الجزيرة العربية ومصر وسورية ولبنان والعراق والسودان والصومال وتركيا وإيران.. مصر كانت طوال تاريخها تقف كسد مانع للتقسيم حتى ظهر فيها التطرف الإسلامي الذي يهدم ويحرق الكنائس وسوف تنال المساجد كما عمل في العراق كل طائفة تعتدي على محرمات الأخرى ومن بعد ذلك يكون التقسيم.. بن غورون عندما قال إن إسرائيل الكبرى ستقوم على أنقاض خمسين دولة عربية وهو يعلم حيينها أن الدول العربية أقل من نصف هذا العدد ولكن بالتقسيم الطائفي الذي تهلل له الطائفتان (السنة والشيعة) يتم التقسيم وان تم لها ذلك فالفتنة سوف تنتقل من التقسيم بين الطائفتين إلى تفتيت مذهب السنة إلى مذاهب كما كان في الأزهر في القرن التاسع عشر والحوزات العلمية والشيعة إلى مذاهب عديدة لتكون أولاً العراق إلى ثلاث دول وربما تطلب الموصل غايتها القديمة لتكون العراق في أربع دول وسورية بمخططها القديم إلى أربع دول حتى تصدى لهذا المخطط القوميون والبعثيون.. وسوف تنقسم مصر أولاً ما لم يحسم أهل الرأي الوضع ويتصدون لمؤامرة التقسيم والسودان إلى ثلاث دول والصومال إلى ثلاث والمشكلة أن التقسيم تعمل له بعض الحكومات بتأجيج الطائفية في دول خليجية، استقال وزير للإسكان اعتراضاً على إتاحة مواطن راقية لهذا المذهب وأخرى وهي الأدنى للطائفة الأخرى.. غفلة سياسية تنفذ خطة (برنار لويس) المستشرق اليهودي ، والشعوب العربية تهرول بغفلة ليتم التقسيم بل تفتيت الدول العربية وسوف تتبعها إيران. أزمة ليبيا مع تعنت القذافي دفعت الحلفاء لضرب قواته ، ما يجري الآن في دول المشرق والمغرب العربي قد يكون الضوء الأخضر لتقسيم اليمن وسورية وليبيا ومصر وإذا أشعلها الأصوليون المسلمون شملت دول الخليج الشرقية لتنفيذ خطة (برنار لويس) بإقامة دولة الحجاز (الأشراف) ودولة نجد السنية ودولة الأحساء الشيعية تكون النبوة قد تحققت حسب مخطط (برنار لويس والكونغرس الأمريكي). الدكتور عبد الله النفيسي