إستضافة عدن للمؤتمر الاستثماري «عدن بوابة اليمن للعالم» والذي بدأ اعماله يوم أمس ويتواصل اليوم يؤكد المكانة الحيوية الجيوستراتيجية الاقتصادية والتجارية لهذه المدينة مجسدة هذه التظاهرة الاستثمارية التي يشارك فيها اكثر من 800 شخصية من رجال المال والأعمال اليمنيين والعرب والأجانب الأهمية الوطنية والاقليمية والدولية لعدن لؤلؤة اليمن على البحرين الأحمر والعربي وخليجها الممتد لتتشاطأ عليه مع اليمن دول القرن الافريقي.. فعدنالمدينة التاريخية والحضارية تشرف على واحد من اهم الممرات المائية للتجارة الدولية مشكلة قديماً وحديثاً جسراً تعبر عليه المصالح والثقافات لشعوب المعمورة بعد ان تكون قد تلاقت وتعانقت وتلاحقت مكتسبة عدن بذلك طابعها الاكسومبلتي لتجعل منها نموذجاً للتعايش والتسامح الانساني، وهذا يعطيها مزايا اضافية كحاضرة يمنية من بوابتها يطل أبناء اليمن على العالم، ومنها يدخل اليهم نتاجات تحولات التطور والتقدم البشري لتكون مصدر إزدهار وثراء مادي وروحي أسهم في احداث التغيرات العميقة التي شهدها الوطن اليمني في تاريخه المعاصر. هذه هي عدن التي حكموا عليها بالجمود والتراجع من تولوا امورها ابان النظام الشمولي التشطيري الانعزالي المتطرف، وجعلوا منها قرية صغيرة وهي التي كانت حاضرة الجزيرة العربية ولم تستعد روحها وحقيقة ما تمثله هذه المدينة لليمنيين والعالم إلاًّ بعد تحقيق المنجز العظيم لشعبنا المتمثل باستعادة وحدته في ال22 من مايو الأغر 1990م بزعامة باني نهضة اليمن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح لتشهد في سنوات الوحدة المباركة نماءً ونهوضاً عمرانياً شاملاً رغم التركة الثقيلة الموروثة من عهد حكم الحزب الواحد ذو البعد الايديولوجي الواحد الذي لم يكتف بحالة الركود المصطنع الذي وضع هذه المدينة بموقع مينائها الحيوي لتعود كأي موقع جغرافي ساحلي وتجمع سكاني أقل من اعتيادي بعد أن كانت تسمى ب«هونج كونج الشرق» كتعبير عن نمائها وازدهارها الاقتصادي المتسارع الى ساحة لدورات العنف في صراعات أجنحة الحزب الاشتراكي على السلطة ولكن ما كان لمدينة كعدن ان تستسلم وأهلها لمذابح وحمامات الدم وهم المسالمون المشبعون بثقافة التعايش والتسامح الذين لا مكانة في عقولهم وقلوبهم لضغائن وثقافة الكراهية التي يحاول بقايا تلك المرحلة عبثاً إشاعتها سعياً منهم لاعادة الفرقة والتمزق بين أبناء الوطن الواحد وجعل عدن مكاناً لافراغ أحقادهم الدموية غير مستوعبين انها قد لملمت جراحها وتجاوزت عهودهم بما تحقق لها من انجازات وتحولات في ظل راية الوحدة المباركة وبات من المستحيل اعادتها الى الخلف.. فقد اصبحت تحث الخطى بحركة متسارعة صوب الغد الواعد بالخير والعطاء الذي لاينضب لليمن كله. ولعل في هذا السياق يأتي المؤتمر الاستثماري ليشكل ملحماً بارزاً وواحداً من المؤشرات التي تضعنا في مسارات التحولات والمتغيرات النوعية التي ستشهدها عدن بما تملكه من خصائص طبيعية ومعطيات موضوعية وبنية تحتية خدمية تفتح فرصاً استثمارية لامتناهية أمام رجال المال والأعمال الذين جاؤوا اليهامن كل بقاع الارض ليرسموا ويحددوا اتجاهات الانطلاق لحركة عدن الجديدة نحو استكمال تحولها الى منطقة حرة تجارية وصناعية وسياحية تعج بحراك حقيقي ومغاير اقتصادي تنموي واستثماري ياخذها الى افاق رحبة من التقدم والرقي والرفاهية التي فيضها سيعم اليمن كله والى فضاءات واسعة من التأثير والحضور في ساحة الاستثمار والاقتصاد والتجارة الدولية مستعيدة مكانتها كلؤلؤة اليمن ودرة الشرق والجوهرة التي يهفو لرؤيتها العالم ومنها نطل عليه وندخل في خضم اعتمالاته مواكبين مجمل ما يشهده من انجازات على مختلف الأصعدة وشتى المجالات العلمية والمعرفية التقنية والتكنولوجية والحياتية..ومن هنا فإن عدن هي رهاننا نحو غد مشرق ومستقبل افضل