صيغ المبالغة والتضخيم اللامعقول لإعطاء صورة تهويلية للأوضاع في اليمن من قبل البعض في وسائل الاعلام والفضائيات لا تعبر عن الحقيقة، ولا تعكس المشهد الصحيح سواءً أكان ذلك فيما يتعلق بتنظيم القاعدة بصفة خاصة، وأعمال التمرد والتخريب والارهاب في صعدة، أو الزوابع المفتعلة في بعض مديريات المحافظات الجنوبية بصفة عامة الى حد هو أقرب الى تخيلات وهلوسات لمشاهد سيريالية لم تنتج هوليود بعد مثيلاً لها،. وهي ناجحة أما عن تشويه مقصود لحقيقة ما يجري نابعة من أماني ورغبات لدى أطراف داخلية وخارجية تحولها الى واقع موهوم في وسائل الاعلام، أو ان هؤلاء لا يعرفون حقائق الواقع اليمني، وصلابة شعبه في مواجهة تحديات وأخطار أكبر بما لا يقاس أو يقارن بما نحن عليه اليوم، ومع ذلك صمد أمامها وتصدى لها بعدة وعتاد وإمكانات مادية ومعنوية أقل بكثير مما هو عليه اليوم في مختلف مراحل تاريخه المعاصر سواءً أكان ذلك في معارك الدفاع عن الثورة اليمنية لمواجهة جحافل بقايا الكهنوت الإمامي، أو في مقارعة الاستعمار وركائزه من رموز العهد السلاطيني والتشطيري البغيض والمقيت، أو في معركة ترسيخ وحدته في مواجهة من حاولوا النكوص بالوطن ليس الى ما قبل ال22 مايو 90م، بل والى ما قبل الثورة اليمنية «26سبتمبر و14 أكتوبر» الخالدة.. فاليمنيون بإرثهم الحضاري العريق وتطلعاتهم لبناء غدهم المشرق، وصنع المستقبل الواعد لوطنهم الموحد والديمقراطي الجديد قادرون على أفشال كل المؤامرات والدسائس وما تفرزه احداث تحدياتها من أخطار.. متجاوزين كل صعوباتها بوعي يستوعب مجمل معطياتها ومتطلباتها واستحقاقاتها في الحاضر وعلى المدى المنظور.. فلا داعي للاستغراق في الأوهام وتصديق ما يرسمه البعض من صورة سوداوية عبر شائعات واراجيف واكاذيب مضلله لا أساس لها إلاًّ في اذهان تلك النفسيات المريضة.. فعلى سبيل المثال من المعلومات غير الصحيحة بالمطلق ان اليمن وكر أو مأوى للارهاب من تنظيم القاعدة.. فالوقائع تكذب مثل هذا الطرح ذلك ان اليمن كان من اوائل دول العالم التي تعرضت لشرور هذه الآفة العالمية، ومن أوائل الدول التي حذرت المجتمع الدولي من خطورة الارهاب فواجهته وجابهته بحزم وقوة منذ البداية، وهذه الحقيقية لا يمكن لأي كان دحضها أو انكارها، وبالتالي لا معنى لمحاولة البعض التعمية عليها أو تغييرها وبما يساير اهواءهم. ولعل في هذا السياق الضربات الاستباقية التي وجهت وتوجهها الأجهزة الأمنية والعسكرية ضد عناصر الارهاب من تنظيم القاعدة أكدت وتؤكد بنجاحاتها مدى كفاءة وقدرة مؤسسة الوطن الدفاعية والامنية في التعامل الدقيق والحاسم مع اولئك الظلاميين الارهابيين.. مفشلة مخططاتهم.. مسقطة رهانات من يعول عليهم في الحاق الأذى باليمن والاضرار بأبنائه، ولن تتوقف عملية الرصد والتعقب والمطاردة والملاحقة لعناصر هذا التنظيم الارهابي الذي أرق العالم ودوًّخ استخبارات دولة بعراقتها وامكاناتها وتقنياتها المتطورة- حتى يتم القضاء على وبائه وتجفيف منابعه واجتثاث شجرته الخبيثة من جذورها.. فلا مأوى ولا ملاذ آمن لهم على الارض اليمنية، في هذا الوقت فإن مواصلة أبطال القوات المسلحة والأمن مواجهتهم مع عناصر التمرد والارهاب والتخريب الذين باتت نهايتهم وشيكة، وكذا الزوابع التي تثيرها بعض العناص التخريبية الفوضوية الانفصالية في نطاق محدود من مديريات بعض المحافظات الجنوبية تأكيد على أن اليمن قادر قدرة الواثق على الانتصار ضد هذه التحديات مهما بلغ حجمها، وان الاطراف سواءً تلك التي في الداخل او الخارج المراهنة على التطرف والارهاب والتخريب يجب أن تكون على يقين بأن حساباتها خاطئة، ورهاناتها خاسرة.. فالشعب اليمني شعب صلب وغير قابل للّي والانكسار امام التحديات والاخطار مهما كانت قوة عواصفها، لذا فان ما يقومون به من مبالغة وتضخيم وتهويل وسائل الاعلام ليس إلاًّ حرثاً في البحر وزرعاً في أرض يباب حصاده هشيم سيذهب حتماً أدراج الرياح.