أرقى معاني الوفاء والعرفان جسَّدها فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في استقباله وإقامته مأدبة افطار يوم أمس الأول الثلاثاء لرموز النضال الوطني الذين انتصروا لارادة شعبهم في الانعتاق والتحرر من ربق النظام الامامي الكهنوتي المتخلف وجور جبروت المستعمر وعسفه بتفجير الثورة اليمنية (26سبتمبر و14اكتوبر).. مسهمين في صنع الاستقلال وترسيخ النظام الجمهوري وتحقيق الاستقرار على طريق استعادة الوطن اليمني لوحدته أرضاً وإنساناً، فكانت اشراقتها يوم ال22 من مايو الأغر عام 1990م بزعامة المناضل الفذ فخامة الاخ رئيس الجمهورية.. وبهذا المنجز التاريخي العظيم تحققت آمال وتطلعات شعبنا وحركته الوطنية النضالية.. معيدة مسار الثورة اليمنية الى سياقها الصحيح.. فاتحة أمام شعبنا طريق الحرية والديمقراطية كأساس لبناء اليمن الجديد. ولقد تحدث الأخ الرئيس لهذه الكوكبة من مناضلي الثورة اليمنية وأبطال ملحمة السبعين يوماً بلغة مؤمنة واثقة مطمئنة ان الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وجدت لتبقى، وأن الشعب الذي واجه جحافل الماضي الامامي الاستعماري وانتصر عليها ليقذف بها مذمومة مدحورة إلى مزبلة التاريخ هو اليوم اكثر من أي وقت مضى قادر على مجابهة التحديات والانتصار عليها وتجاوزها لمواصلة مسيرة الاستقرار والتنمية والبناء لحاضر الوطن ومستقبل أجياله القادمة.. فلا الارهاب ولا من ما زالت تعشعش في أذهانهم خرافة الحق الإلهي ولا أولئك رافعي الدعوات التمزيقية والعصبيات المناطقية والقبلية والعشائرية المرتكزة على الاحقاد وثقافة الكراهية النقيضة والمناهضة لثقافة الثورة والوحدة والديمقراطية، وكل من يدور في فلكهم من اولئك الذين يحاولون تهميش المؤسسات الدستورية والقانونية عبر السعي الى إفتعال الازمات والصراعات.. يمكن ان يحققوا أوهامهم ومخططاتهم الشريرة أو التوهم بان ذلك سيوصلهم إلى السلطة خارج المسار الديمقراطي التعددي ومبدأه الرئيسي المتمثل في التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تعكس عملياً ارادة الشعب وحقه في حكم نفسه بنفسه من خلال المؤسسات المنتخبة التشريعية والشوروية التي كافح وناضل من أجل وجودها ابناء شعبنا عبر مسار ثورته الخالدة.. مقدماً أغلى التضحيات وقوافل الشهداء الأبرار التي اسقطت أسطورة الحق الإلهي وأفشلت كل المحاولات التآمرية التي حاولت عبثاً اجهاض الثورة بافراغها من محتواها الجمهوري الوحدوي الديمقراطي الذي لا مكان فيه للحكم الفردي الاستبدادي ولا لنظام الدولة الشمولية التي قضى عليها الشعب بانتصار ثورته ووحدته ونهجه الديمقراطي لتصبح السلطة تجسيداً لارادته. وهكذا تحدث الاخ الرئيس مع المناضلين بكلمات حازمة وحاسمة تؤكد أن أية اتفاقات خارج إطار مؤسسات الدولة الدستورية مرفوضة جملة وتفصيلاً، فلا مساومات ولا صفقات خارج الدستور والثوابت الوطنية والمؤسسات الدستورية المعني بحمايتها والحفاظ عليها كل أبناء اليمن الشرفاء المخلصين وفي طليعتهم مناضلو «سبتمبر واكتوبر» وحرب السبعين يوماً الذين وقفوا في وجه من حاولوا اعادة عجلة التاريخ إلى الوراء واعادة حركة الزمن إلى الخلف، ليس فقط إلى ما قبل ال22 من مايو 90م، بل وإلى عهود الامامة والاستعمار البائدة. وفي هذا المنحى أكد الاخ الرئيس أن من يهمه قولاً وفعلاً مصلحة هذا الوطن وأمنه واستقراره ونهوضه وتقدمه ونمائه عليه أن يعمل بإتجاه حوار وطني بناء يجمع ولا يفرق عبر تغليب التوافق على الاختلاف والتلاقي على التقاطع وتحت سقف الدستور والثوابت الوطنية، وحوار كهذا يتوجب الرهان على القواسم المشتركة المؤدية الى السير بالوطن الى شواطئ الغد الآمنة المشرقة بعطاءات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية تحقيق نهضة الوطن وازدهاره.