اليمن يمر بمرحلة حرجة دقيقة وحساسة، وغير مسبوقة بتحدياتها وأخطارها، التي وضعته على حافة كارثة وشيكة الوقوع اذا لم يتدارك أبناؤه بكافة فئاتهم وشرائحهم وأحزابهم، وفي المقدمة القوى الحية من علماء ومفكرين، ساسة ومثقفين وشخصيات اعتبارية مؤثرة، الوضع وما يحمله من نذر شر ماحق، ستطال الوطن ووحدته وأمنه واستقراره، والنتائج التي ستنجم عنها لا يمكن التنبؤ بها، والى أين ستنتهي، والأكيد هو الدمار والخراب والفوضى والفرقة والتمزق، ولن يسلم أحد من نيران حرائقها التي سوف تلتهم حاضر ومستقبل هذا الوطن. إن هذا الخطاب ليس القصد منه التخويف، بل الدعوة الى تجنب هذا كله مادام لا يزال في الوقت بقية، والاوان لم يفت بعد وطريق الحلول ما زالت مفتوحة، والمعبر عنها بالدعوات المتجددة من فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح وآخرها ما تضمنه خطابه الموجه الى ابناء شعبنا بمناسبة افراح احتفالاته بالعيد ال49 لثورة 26سبتمبر، وكلمته الموجهة الى فضيلة العلماء بمناسبة انعقاد المؤتمر العلمي لجمعية علماء اليمن، التي اكد فيها على اهمية دورهم في قول الكلمة الفصل بهذه الظروف التي يمر فيها الوطن بازمة خطيرة، بسبب اصرار البعض على اشعال نيران الفتنة، والسعي الدائم الى التصعيد نحو التناحر والاقتتال، وعدم الاستجابة لصوت العقل والحكمة، ودعوات الحوار التي حملتها مبادراته المتعددة، الى جانب مبادرة الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي، معلناً الالتزام بها وبما سينتهي اليه الاخ المناضل عبدربه منصور هادي في حواره مع الاطراف الموقعة عليها، بموجب التفويض الممنوح له من رئيس الجمهورية، الذي يعطيه صلاحية التوصل الى آلية تنفيذية للمبادرة يلتزم بها الجميع.. لكن هذا كله ما زال يقابل بالتعنت والتصعيد باتجاه الكارثة، على ذلك النحو الذي عبر عنه نائب رئيس الجمهورية في لقائه يوم أمس مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والاتحاد الاوروبي، وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، بأن موقف احزاب المشترك الرافض لأية حلول خارج مسار اجندته التآمرية الانقلابية، مما جعل الأمور تعود الى المربع الاول، محذراً من ان استمرار احزاب المشترك في عنادهم وتعنتهم سوف يفضي بالأمور الى حرب أهلية مدمرة، وهذا مالايجب ان يكون اذا ما قام الجميع في هذا الوطن بمسؤولياته التي تمليها ضمائرهم وحبهم وحرصهم على اليمن الموحد الديمقراطي التعددي، الذي فيه الطريق الى السلطة يحققها مبدأ التداول السلمي من خلال صناديق الاقتراع بانتخابات تنافسية حرة ونزيهة وشفافة، وتتجسًّد فيها الشرعية الدستورية المحققة للانتقال السلس للسلطة وفقاً لمحتوى ومضمون المبادرة الخليجية. لقد وضع الاخ نائب رئيس الجمهورية سفراء الدول الشقيقة والصديقة في صورة حقيقة الاوضاع والمخاطر التي تواجهها اليمن، والمتسبب فيها، حتى يكونوا على بينة من يسعى الى الحوار الجدي الصادق للخروج من هذه الازمة، من خلال حلول تجنب البلد الصراع والحرب، ومن يسعى الى تعقيد الامور وتعميق هذه الازمة وتحويلها الى فتنة نتائجها لن تقتصر على اليمن وأمنه واستقراره، بل على استقرار المنطقة كلها التي تعني حيويتها واستراتيجيتها الكثير للمصالح العالمية والاضرار بها يهدد السلام الدولي.. وهذا يتطلب من الاشقاء والاصدقاء الضغط على احزاب المشترك للقبول بالحوار على قاعدة المبادرة الخليجية، وهكذا تتحقق المصلحة الوطنية لليمن، وبطبيعة الحال مصلحة تلك الأحزاب في المقدمة، وبذلك تؤتي جهود الأشقاء ثمارها ويبقى الدور الأهم على عقلاء وحكماء اليمن لاخراجنا من هذه المحنة التي طال أمدها وآن لها أن تنتهي بحلول سياسية سلمية من أجل الحاضر وغد الأجيال القادمة..