المعلومات التي أعلنتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاميركية للدفاع عن حقوق الإنسان مؤخراً بان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) أقامت سجونا سرية في أوروبا الشرقية, في بولندا ورومانيا،وهذه المعلومات التي نفتها الدول المعنية أدت إلى موجة انزعاج كبير في أوربا التي أكدت تعارض تلك الممارسات مع ميثاق حقوق الإنسان الذي وقع عليه أعضاء الاتحاد الأوربي، الأمر الذي أدى إلى تحرك عاجل من جانب المعارضة الديموقراطية في الولاياتالمتحدة للمطالبة باعتماد نهائي لنص يحظر صراحة ممارسة التعذيب. وصرح جان بول مارتوز المتحدث باسم المكتب الأوروبي للمنظمة في بروكسل ان "هيومن رايتس ووتش اجرت تحقيقات بشكل مستقل تشير الى وجود سجون سرية في اوروبا الشرقية وتحديدا في بولندا ورومانيا". واضاف ان "الدراسة حتى الان تشير الى ان بولندا ورومانيا تسلمتا سجناء من وكالة الاستخبارات"، ولم يستبعد وجود "سجناء سريين" لاجهزة الاستخبارات الاميركية في دول اخرى من أوروبا الشرقية. وتشير "هيومان رايست ووتش" منذ فترة الى ان السي اي ايه تدير سجونا سرية خارج الولاياتالمتحدة او انها ترسل اشخاصا مشتبه في تورطهم بالارهاب للتحقيق معهم في بلدان تتهمها وزارة الخارجية بممارسة التعذيب. وقد دانت منظمة العفو الدولية في حزيران/يونيو الماضي ما وصفته ب"ارخبيل" السجون ووصفتها بانها "غولاغ العصر الحديث" في اشارة الى معسكرات الاعتقال السياسي في الاتحاد السوفياتي السابق. وكشفت الناطقة باسم المنظمة في بروكسل فانيسا سينان عن أن سجلات الرحلات الجوية التابعة للسي اي ايه, تدل على وجود تلك السجون السرية في بولندا ورومانيا، وقالت: "سجلات الطيران تظهر ان طائرة بوينغ 737 تابعة للسي آي إيه حطت عدة مرات بين أفغانستان والعراق ودولتين شيوعيتين بعد عام 2002".