قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أنّ بلادها اعتقلت واحتجزت إرهابيين من خلال "عمليات التسليم" وأنّ حكومات، بما فيها أوروبية، تعاونت في هذا الجهد.وأضافت رايس لوسائل الأعلام الأمريكية ان الولاياتالمتحدة "لا تنقل ولم تنقل معتقلين من أي بلد إلى آخر من أجل الاستجواب والتعذيب". وجاءت تصريحات رايس فيما تستعدّ لجولة تشمل عدة عواصم أوروبية وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية أنّ مشتبهين بالإرهاب قد نقلوا بطائرات فعلا، وأن الولاياتالمتحدة سوف تستخدم " كافة الوسائل القانونية لهزيمة أولئك الإرهابيين" على حد تعبيرها وأن ما قامت به المخابرات المركزية يأتي في هذا السياق، ولكنها رفضت الإفصاح عما إذا كانت المخابرات الأمريكية تستخدم سجونا سرية في الخارج.وقالت رايس إن تسليم المتهمين في قضايا الإرهاب كان معمولا به بين الولاياتالمتحدة وحلفائها منذ عقود، وأضافت أن ذلك ينقذ أرواحا في كل من أمريكا وأوروبا لكونه يعيق أعمال الإرهابيين، "كما أن القانون الدولي يسمح بذلك." وأشارت إلى أنّ فرنسا أيضا عملت بهذا المفهوم الذي يعني "تسليم أو نقل مشتبهين".وأضافت وزيرة الخارجية أن البلدان الأوروبية كثيرا ما استفادت من تلك الاعتقالات، بل وساعدت الولاياتالمتحدة في جمع المعلومات الاستخباراتية.وكانت المخابرات المركزية الأمريكية قد اتهمت بإدارة سجون سرية في دول أوروبية شرقية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 جرى فيها التحقيق مع مشتبهين دون مراعاة القوانين والأعراف الدولية التي تحكم عمليات التحقيق. ورفضت رايس التعليق بشكل مباشر على الموضوع، وقالت " لا نستطيع مناقشة معلومات قد تضر بعمل الاستخبارات وعمليات تطبيق القانون والعمليات العسكرية، ونتوقع من الدول الأخرى ان تشاركنا هذه النظرة. من ناحية أخرى أعلنت منظمة العفو الدولية امس الاثنين في لندن ان 800 رحلة تقريبا قامت بها طائرات استأجرتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لنقل سجناء يشتبه بضلوعهم بالإرهاب، شهدتها المطارات الأوروبية بين 2001 و2005 ، وحسب ارقام هذه المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان، فان وثائق الرحلات تتعلق بست طائرات استعملتها الوكالة الاميركية بين(سبتمبر) 2001 و(سبتمبر) 2005. وأوضحت ان هذه الطائرات حطت او اقلعت في ومن مطارات أوروبية حولى 800 مرة خلال تلك الفترة. وأوضحت المنظمة نقلا عن وثائق حصلت عليها من ادارة الطيران الفدرالية الاميركية، ان هذه الطائرات حطت خصوصا خمسين مرة في مطار شانون الايرلندي.ومساء امس الاثنين، قال كلاوديو كوردوني، مدير البرامج الاقليمية في المنظمة ان "نقل معتقلين الى دول حيث يخشى ان يتعرضوا للتعذيب او لسوء المعاملة يتعارض بشكل مباشر وواضح مع القوانين الدولية بدون او مع ضمانات دبلوماسية مفترضة" من قبل الدول التي تستضيف هؤلاء السجناء. واكد ان "هذه الضمانات ليس لها اي قيمة لان الدول التي تعرف بانها تمارس بشكل متواصل التعذيب تنفي باستمرار حتى وجود هذه الممارسات" على اراضيها. وحسب معلومات منظمة العفو الدولية، فان احدى هذه الطائرات الست التابعة لوكالة المخابرات المركزية الاميركية نقلت سجينين مصريين هما احمد عجيزة ومحمد الزاري من السويد الى مصر. وأوضحت المنظمة ان طائرة اخرى توجهت من مطارات أوروبية الى مطارات في دول مثل أفغانستان والمغرب ودبي والأردن او ايضا أذربيجان.