عاد الشأن العراقي ليحتل الصدارة في تغطية بعض الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء الثالث عشر من ديسمبر. صحيفة الاندبندنت منحت الوضع العراقي كامل صفحتها الاولى التي حملت عنوانا رئيسيا من أربع كلمات وأربع صور لخصت مراحل غزو العراق حتى الوقت الراهن. وجاء العنوان كالتالي: ألف يوم من الحرب، وتحته جاءت أربع صور إحداها للقصف الذي مهد للغزو والثانية الصورة الشهيرة لاسقاط تمثال صدام من بغداد والثالثة لاحدى عمليات تفجير السيارات المفخخة والرابعة لمصاب عراقي عجوز في المستشفى. وجاءت الصفحات الاربع التالية في الصحيفة لتغطية قضية الوضع العراقي سياسيا وميدانيا وإنسانيا. وبدأت الصحيفة التغطية الشاملة للوضع العراقي بالقول إن الحرب على العراق تعد من أكثر الحروب غرابة حيث أنه بعد مرور 1000 يوم على بدايتها بدأت الولاياتالمتحدة وبريطانيا تدركان أنها لم تنته بعد. بل هي بدأت لتوها في واقع الامر، بحسب الصحيفة التي أضافت أنه من بين القتلى والمصابين ال 18 ألفا من القوات الامريكية في هذه الحرب، 94 بالمئة منهم قتلوا أو أصيبوا منذ سقوط بغداد. وأضافت الصحيفة أنه ما من دلائل على أن الانتخابات البرلمانية التي تجرى هذا الاسبوع ستنهي العنف في البلاد. في الصفحة الثانية نشرت الصحيفة تسلسلا زمنيا لكيفية "تحول غزو ناجح إلى احتلال كارثي" وذلك تحت عنوان "شعب يلتهمه العنف". وشملت الاحصاءات معاناة ثمانية بالمئة من الاطفال العراقيين من سوء تغذية حاد، وتقدير البنك الدولي لتكاليف إعادة الاعمار بما يقدر ب 35,819 مليار دولار، ومقتل 53,470 ألف متمرد، وشعور 67 بالمئة من العراقيين بعدم الامان بسبب الاحتلال، ومقتل ما يقدر ب 30 ألف مدني عراقي، وإنفاق واشنطن 204.4 مليار دولار على الحرب حتى الان، ومقتل 2339 من القوات المتحالفة، وتعرض العراق ل 90 هجوما يوميا على يد المسلحين، ومعارضة 82 بالمئة من العراقيين بشدة لوجود قوات التحالف، والعثور على صفر من أسلحة الدمار الشامل. صحيفة التايمز نشرت تقريرا على صدر صفحتها الاولى تحت عنوان "انسحاب القوات من العراق يبدأ خلال شهور". وقالت الصحيفة إن القوات الامريكية والبريطانية تخطط لانسحاب تدريجي من العراق بمجرد تشكيل حكومة دائمة في بغداد بعد انتخابات هذا الاسبوع. وأوضحت الصحيفة أنه في خطوة سببت فزعا لدى الحكومة العراقية المؤقتة أعلن المسؤولون الامريكيون والبريطانيون بوضوح أنهم يعتبرون انتهاء فترة العامين والنصف الانتقالية في العراق بداية الضوء الاخضر لسحب بعض قواتهما البالغ عددها حوالي 170 ألف جندي مع حلول شهر مارس/آذار المقبل. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي رفيع المستوى في العراق قوله "أحد أوائل الاشياء التي سنتحدث بشأنها (مع الحكومة العراقية الجديدة) هو النقل التدريجي للامن، وخاصة في المدن والمحافظات، وسيحدث هذا بشكل متلاحق خلال العام المقبل". وفي الشأن العراقي أيضا نشرت صحيفة الديلي تلجراف تقريرا حول عمليات تعذيب السجناء في العراق. وقالت الصحيفة في التقرير الذي حمل عنوان "القوات تعثر على مزيد من السجناء الذين تعرضوا للتعذيب في العراق"، إن القوات الامريكية والعراقية عثرت على مئات من السجناء الذين "حشروا" في مركز اعتقال في بغداد حتى أنه "من الصعب عليهم الاستلقاء للنوم" وإن بعضهم تعرض للتعذيب. وقالت الصحيفة إنه من بين السجناء ال 625 الذين عثر عليهم تم نقل 13 منهم إلى المستشفى لعلاجهم من كسور في العظام أو آثار الصدمات الكهربائية. في نفس الصفحة نشرت الديلي تلجراف مقالا تحت عنوان "بوش يعترف بمقتل 30 ألف شخص منذ الغزو".