رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بيان اللجنة الرباعية الراعية لخارطة الطريق واعتبرت أنه يكشف "مدى الابتزاز والتجاهل الحقيقي" لمصالح الشعب الفلسطيني. وقال المتحدث باسم حماس في غزة مشير المصري إن البيان الصادر عقب اجتماع الرباعية في لندن مساء أمس يعكس استمرار سياسة الكيل بمكيالين بالضغط على الفلسطينيين في مقابل الصمت على التنصل الإسرائيلي من الاتفاقات. وشدد في تصريح للجزيرة على ضرورة احترام نتائج الانتخابات واختيار الشعب الفلسطيني، مضيفا أن أي دعم يجب أن يقوم على "قاعدة الحق وليس الابتزاز". وأشار إلى أن لغة التهديد تدفع باتجاه التوتر في المنطقة، مؤكدا أن حماس معنية ببناء جسور الثقة والحوار الحضاري مع أوروبا، ولكن بعيدا عن أي شروط مسبقة. وردا على سؤال بشأن إمكانية وقف معونات المانحين أكد المصري أن الشعب الفلسطيني لديه الموارد التي يسعى لضبطها وتطويرها. وأشار أيضا إلى سعي الحركة للتواصل مع العالمين العربي والإسلامي كعمق إستراتيجي. وقال رباعي الوساطة المؤلف من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا إنه يجب على حماس أن "تنبذ العنف وتعترف بدولة إسرائيل إذا كانت ستشارك في حكومة فلسطينية". وأكد البيان الذي تلاه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن جميع أعضاء الحكومة الفلسطينية يتعين عليهم قبول الاتفاقات والالتزامات السابقة بما في ذلك خارطة الطريق. وأوضح أنان أن الدول المانحة ستعيد النظر في مساعداتها للفلسطينيين في ضوء التزام الحكومة الجديدة التي ستشكلها حماس بهذه المطالب. وأضاف "إذا حولت حماس نفسها من حركة مسلحة إلى حزب سياسي يحترم قواعد اللعبة، فأعتقد أنه سيمكن للمجتمع الدولي العمل معها". وبعد ذلك, أوضح المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أنه أمام حماس شهرين أو ثلاثة كي تقبل مطالب اللجنة الرباعية. وأشار في تصريحات للصحفيين إلى أن الأمر يتوقف على الوقت الذي سيتطلبه تشكيل الحكومة من خلال المشاورات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأغلبية البرلمانية. وأكد سولانا أن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعدا للعمل مع حماس إذا ردت الحركة بالإيجاب على هذه المطالب. وبقبولها تمويل الحاجات الملحة للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس حتى تشكيل الحكومة الجديدة, تكون الولاياتالمتحدة قد اقتربت من الأوروبيين الذين لايريدون اتخاذ قرار متسرع. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس "هناك التزام بالظهور على مستوى التعهدات تجاه الحكومة الانتقالية". من جهته أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أن بلاده لن تدعم أي حكومة فلسطينية تضم حماس ما لم تعترف الحركة ب "حق إسرائيل في الوجود". وطالب بوش في تصريحات للصحفيين -عقب اجتماع بأعضاء إدارته- حماس بإلقاء السلاح ونبذ ما أسماه "الإرهاب". وقال إن "برنامج الحركة الداعي إلى تدمير إسرائيل يجعل من المستحيل أن تكون شريكا في عملية سلام". وأكد أيضا ضرورة وفاء الحركة بوعودها الانتخابية. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أخذت المنحى نفسه وربطت في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب محادثاتهما برام الله أمس استمرار المساعدات الأوروبية بتلبية الشروط الدولية. من جهته أكد عباس استمراره في ولايته الرئاسية حتى نهاية 2009 وجدد التزامه بالتفاوض مع إسرائيل على أساس خارطة الطريق. وشدد على أهمية استمرار المساعدة المالية وغيرها من أشكال الدعم من جانب الدول المانحة للفلسطينيين. وأضاف أن مثل هذه المساعدات حيوية لخطة بناء دولة فلسطينية تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل. وفي بروكسل أعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بيان رسمي استعداد الاتحاد لمواصلة تقديم المساعدات للفلسطينيين إذا التزمت أي حكومة تقودها حماس في المستقبل بالسعي للسلام مع إسرائيل. المصدر: الجزيرة + وكالات