إخواننا وأبناؤنا في حضرموت أنتم السبّاقون دوماً في نشر أفكار الحرية والوطنية دول العدوان والهيمنة والاستكبار وجوه متعددة لعملة واحدة عنوانها إعادة احتلال واستعمار الأوطان العربية في زمن أصبحت فيه محافظة حضرموت وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسلطة الاحتلال الجديد اشبه بغابات لا تصلح لحياة البشر في ظل واقع أصبح الممسك فيه بالقلم جاهل وبالبندقية مجرم وبالسلطة محتل وخائن وبالاعلام منافق.. تبرز أهمية كشف الحقائق المغيبة والوقائع والاحداث المزيفة وما يحيط ويحدق بحياة الانسان من مخاطر وتهديدات ومؤامرات في محافظة حضرموت وفي وطننا اليمني بشكل عام هي انعكاسات وتداعيات طبيعية للعدوان والحصار السعودي الامريكي المستمر على مدى أربعة أعوام وغيرها من القضايا والاشكالات التي تقتضي طبيعة المرحلة التاريخية الصعبة التي يمر بها الوطن كشف حقيقتها للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي وللمتابع والتاريخ وكان ل»26سبتمبر» سبق التوصل إليها من خلال لقائها الصحفي بالهامة التاريخية والثقافية والمرجعية السياسية الحضرمية المتمثلة بشخص الرجل المخضرم المعايش لكل مراحل التاريخ منذ الارهاصات الاولى للثورة ضد الاحتلال البريطاني في خمسينيات القرن المنصرم وحتى اللحظة اللواء لقمان باراس محافظ محافظة حضرموت، فإلى نص الحوار: حوار: طلال الشرعبي ما هي أبرز ملامح الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني الذي تعيشه حضرموت اليوم؟ قبل الدخول في تفاصيل الإجابة على سؤالكم هذا أود أن اشكر صحيفة «26سبتمبر» وكل العاملين فيها على إجراء هذه المقابلة.. كما أود أن أشير وبكل فخر واعتزاز إلى أن أبناء حضرموت هم أهلنا وإخواننا وأبنائنا ونكن لهم كل التقدير والاحترام وبالنسبة للإجابة على سؤالكم يمكنني القول إن الحرب العدوانية السعودية الأمريكيةالإماراتية الظالمة التي شنت على وطننا اليمني في 26مارس 2015م قد ألقت بظلالها السوداوية القاتمة دون شك على واقع الحياة في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فضلاً عن مجالات أخرى مثل الصحة والتعليم.. أي إنها ألقت بظلالها على كل شيء. وكان لتلك الحرب العدوانية الكثير من التداعيات والانعكاسات الكارثية التي لم يقتصر بروزها وتأثيرها في واقع الحياة على محافظة حضرموت فحسب، بل شملت آثارها واقع الحياة على مستوى الوطني بأسره فلا تنمية ولا رعاية صحية كما ينبغي ولا حتى احترام لقوانين الحرب وعلى الرغم من عدم تناسب القوى المتحاربة غير أن الجيش واللجان الشعبية أظهروا كفاءة وثبات وصمود يشهد لهم بذلك العدو قبل الصديق. وما يمكن الحديث عنه في واقع حضرموت من خلال قراءتنا للمشهد السياسي هو سلب حرية المواطن أولاً وقبل كل شيء واعتبار كل ما يحدث هو احتلال بكل ما تعنيه الكلمة –احتلال سعواماراتي- له أهدافه الواضحة من خلال التحكم بالموانئ والمطارات وكمية النفط المنتج وإرسال المبالغ إلى جدة، وليس ذلك فحسب، بل تم من قبل الاحتلال تكميم أفواه الأحرار من أبناء حضرموت والمهرة ومضايقتهم والزج ببعضهم في السجون. أما الجانب الأمني فحدث ولا حرج ففي مديريات الوادي والصحراء حوادث القتل والاغتيالات مستمرة ولا يعرف الجاني بالرغم من وجود القوات العسكرية والأمنية بأكثر من حاجة المنطقة لها ولكي لا استرسل في التفاصيل فأكتفي بالرد على السؤال الأول. هل لما تتعرض له حضرموت من مؤامرات علاقة بما تعرضت له خلال مراحل التاريخي السابقة وما طبيعة وحجم التحديات والتهديدات والمخاطر المحيطة بها اليوم؟ عبر العصور والأزمان المختلفة مثلت حضرموت أشهر واكثر فصول التاريخ اليمني اهمية ومشاركة في صنع احداثه.. تتجسد الرمزية التاريخية الاستثنائية لهذه الحاضرة في قيام أشهر الممالك اليمنية القديمة والحضارات الانسانية على ثراها والتي لا تزال نقوشها حتى اليوم تحكي الكثير من تفاصيل التاريخ اليمني القديم وأكثره تطورا وازدهارا وانجازا حضاريا وفي مدينة شبام ذلك المعلم الاثري التاريخي الذي ضم بين جنباته أقدم ناطحات سحاب في العالم خير دليل على عظمة وأهمية تاريخ حضرموت وما صنعه ابناؤها من انجازات حضارية ريادية ونجاحات علمية وهندسية ومعمارية استلهمتها مختلف شعوب الأرض. هذه الارض اليمنية ذات المساحة الكبيرة التي تقدر ب(61749) كيلومتر مربع والتي اطلق عليها بالامس ارض الاحقاف جعل منها موقعها الاستراتيجي المتميز والمهم مركزاً عسكريا وزراعياً وتجاريا شهيرا في المنطقة وتحت رمالها وفي البحار المحيطة بها اكتنزت الكثير من الثروات. مجمل هذه العوامل جعلت منها محط أنظار الغزاة والطامعين وصوبها تحركت جيوش الغزو الاجنبي بدءا بالبرتغالي ومرورا بالعثماني ووصولا الى البريطاني الذي دام قرابة قرن وربع من الزمن، ولذلك لا اعتقد ان ما تتعرض له حضرموت اليوم من مؤامرات سيطرة واحتلال مفصول عما تعرضت له في الماضي.. ربما تغيرت الوقائع والاحداث وشخوصها لكن الاهداف لم تتغير وما تزال كما كانت في الأمس القريب وفي حقب التاريخ الغابرة والسبب في ذلك هو احتفاظ هذه المحافظة بأهميتها الاستثنائية التي ضاعفها اليوم ما تكتنفه تحت رمالها من مخزون أعظم لثروات البلد النفطية والغازية التي جعلت لعاب أنظمة الاستعمار وشركاته الاحتكارية النفطية يسيل بهدف السيطرة عليها وتلك هي المؤامرة التي رسم الاستعمار استراتيجيتها ووضع خطتها وأسند مهمة تنفيذها الى عملائه ووكلائه السعوديين والإماراتيين الذين نجحوا في احتلال حضرموت ساعيين للتوسع في احتلال أكثر مناطق اليمن وبسط سيطرتهم على حضرموت وسقطرى والمهرة ومن ثم اتباع سياسة الخطوة خطوة كما فعلت بريطانيا سابقاً من حيث وجه التشابه، أما وجه الاختلاف فإن بريطانيا لم تسع لاحتلال اليمن بأسره وطموح السعوديين والإماراتيين يفوق طموح الاستعمار البريطاني بكثير. والمخاطر تزداد يوماً عن يوم من جراء السلوكيات غير الإنسانية والتحكم بمصير أهل الأرض واستحداث المعسكرات وزيادة عدد القوات والمعدات الحربية وأبناء حضرموت ضاقوا من جراء ذلك..وسيكون لهم السبق في القيام بعمل وطني يهدف إلى التحرير ومصير الاحتلال الزوال ومصير الاستعمار الهزيمة ونقيض الظلم هو العدل وذلك ما ينشده أبناء حضرموت خاصة، وأبناء اليمن على وجه العموم، نعم نحن جميعاً ننشد العدل والحرية وبناء وطن غالي خالي من الظلم والاستبداد، وطن كامل السيادة. على مستوى الداخل والخارج اليمني..برأيكم من هو اللاعب الرئيسي والمحرك الفاعل للأحداث والوقائع التي تشهدها المحافظة؟ كل المكونات والأطراف الداخلية التي أيدت وساندت وسهلت مهمة احتلال دول العدوان لحضرموت شريكة فيما تشهده المحافظة من أحداث ووقائع مأساوية وما تتعرض له من آثار وأضرار تدميرية ترتب عنها صنوف وأشكال متعددة للمعاناة التي شملت مختلف جوانب حياة الإنسان على مستوى محافظة حضرموت، بل ومستوى وطننا اليمني بشكل عام، ولكن بنسب متفاوتة وما من شك ان للعامل الخارجي الدور الأكبر في التخطيط والتنفيذ وعلى وجه الخصوص بريطانيا وأمريكا والسعودية والإمارات بالتنسيق مع عملائهم في الداخل عبدت المال على حساب الوطن ودماء أبنائه وجميعهم لم ولكن يغفر لهم التاريخ. ما يحز في نفوسنا هو استغفال بعض العقول واستدراج بعض الشباب وتصديقهم لبعض الدعايات والشائعات الكاذبة بأن الاحتلال جاء ليبني لهم الوطن ويحررهم من الحوثيين ويحارب المجوس الإيرانيين. ما تفسيركم لتناقض مواقف أنظمة دول العدوان والاحتلال فيما يتعلق بإدارة وضع حضرموت بشكل عام وما دلالات وأبعاد تلك المواقف؟ دول العدوان والهيمنة والاستكبار على المستوى الإقليمي والدولي هي في حقيقة الأمر وجوه متعددة لعملة واحدة عنوانها إعادة احتلال واستعمار الأوطان العربية ومنها وطننا اليمني بطرق وأشكال جديدة والعمل على تدمير ه هذه الأوطان ونهب خيراتها وثرواتها والتصرف بمقدرات شعوبها بحسب ما تمليه عليهم سياساتهم القذرة وغير الإنسانية، فالله سبحانه وتعالى قد خلق الناس أحرارا ولا يجوز لأحد استعبادهم أو احتلال أرضهم بالقوة وان وجدت هناك تناقضات من حي إلى آخر في بعض مواقف تلك الدول المنضوية تحت لواء تحالفها الشيطاني التآمري الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني البريطاني فليست تلك المواقف المتناقضة أحيانا سوى دليل على سعي كل منها للاستحواذ أو الحصول على قدر اكبر من الكعكة والمشكلة إن حضرموت تدار اليوم من قبل الإمارات والسعودية والمضمون هو احتلال بتخطيط وتنفيذ من قبل التحالف الاستعماري الامريكي الصهيوني البريطاني. ما هي أبرز إمكانيات ومقومات المحافظة للصمود في وجه مشاريع ومخططات الاحتلال الجديد ودحره؟ المقومات موجودة والإمكانيات لا تحتاج إلى جهد اكبر في ظل دعم ومساندة المكونات السياسية والمنظمات الجماهيرية وكل الأحرار في اليمن والوطن والعالم بأسره. لكن مثل هذا العمل المقاوم للاحتلال الجديد ومشاريعه يحتاج إلى تنظيم دقيق ودراسة واقعية تتلاءم مع نضوج الظرف الموضوعي الذي بدأت ملامحه تتضح من خلال التصريحات والبيانات والوقفات والكتابات التي تندد بالمستعمر الجديد وتفضح زيفه وادعاءاته وستلاحظ قريبا توسعا في الاحتجاجات ومقاومة للاحتلال بمختلف الوسائل وستؤدي بإذن الله إلى النصر. كلمة تودون قولها لأبناء حضرموت في ختام هذا اللقاء؟ نعم أود أن أقول لإخواني أبناء حضرموت الذين كانوا سباقون في نشر أفكار الحرية والوطنية وكانوا يجاهدون بأرواحهم وممتلكاتهم في مختلف بقاع الأرض من أجل التحرر والتقدم والبناء بأن يحافظوا على هذا المكسب وهذه السمعة الحسنة وان ينتظموا في مقاومة الاحتلال الجديد في محافظتهم أولاً وأن يكونوا نموذجاً يحتذى به في الصمود وصولاً إلى الحرية والكرامة وإحقاق الحق والإسهام بفاعلية في بناء الوطن اليمني.