بكل هستيريا، كثف تحالف العدوان غاراته على كشر بمحافظة حجة، وبكل حقد هد المنازل على رؤوس ساكنيها وأحرق المزارع بمواشيها، وكأن هذه المديرية التي أفشلت قوات الأمن وأبطال الجيش واللجان الشعبية وبمساندة رجال القبائل في حجور لتوها مخططاته، قد خلطت اوراقه التي فشل في لملمتها خلال أربع سنوات من العدوان، وأسقطت آخر رهاناته في إحداث خرق للجبهة الداخلية. على مدى الأيام الماضية شنت طائرات العدوان عشرات الغارات، وفقا لمصادر رسمية، جميعها استهدفت مركز مديرية كشر في محافظة حجة، ومنطقتي العبيسة وطلان, لم تستثن هذه الغارات التي وصفتها المصادر ب»الهستيرية» المنازل مخلفة 23 شهيدا من الأطفال والنساء وإصابة 18 آخرين من النساء والأطفال، ومثلها المزارع والأسواق والمدارس والمراكز الصحية والطرقات، لكن وبين فوضى العدوان هذه التي أرادها كعقاب جماعي لأهالي وقبائل المديرية، حاول عبر إعلامه وحكومة مرتزقته حرف مسار جرائمه التي يرتكبها بحق اليمنيين هناك. تكثيف العدوان لغاراته، بدا بنظر مراقبين، انعكاسا طبيعيا لروحه الانهزامية، فكشر التي كان يخطط لتوجيه طعنة عبرها في خاصرة اليمن، كسرت خنجره المسموم في الجسد اليمني وقد تداعت قبائل حجور وحجة لتطهير هذه المديرية من مرتزقته، ونجحت بمساندة الجيش والأمن واللجان، بحسب بيان وزارة الداخلية، من تأمين كافة مناطق هذه المديرية المطلة على الساحل الشمالي الغربي لليمن وفتح الطرقات وأعادت السكينة لأهلها، بعد أيام على محاولة «عصابات اجرامية» تعطيل الحياة فيها وتحويلها إلى بؤرة لاستهداف الآمنيين واختطافهم من الطرقات بحسب ما ذكره رئيس لجنة الأسرى بالوفد الوطني عبدالقادر المرتضى والذي كشف عن تحرير 24 أسيرا لدى تلك العناصر، التي كرس لها تحالف العدوان جهودا جبارة بدأت، وفقا لمصادر عسكرية، قبل أربع سنوات بدس عناصره في مناطق متفرقة من المديرية عبر عناصر محلية استقطبهم تحت مسمى «العمرة «، وكان الهدف من تفجير الفوضى في هذه المديرية محاولة تخفيف الضغط على الجيش السعودي الذي بات يتلقى يوميا ضربات موجعة ومتصاعدة في عقر داره. العدوان الذي فشل في استعادة مواقع قواته في جيزان ونجران وعسير، نفذ أكثر من 8 عمليات انزال جوي للأسلحة في كشر، وحاول تصوير المواجهة على أنها مع قبائل حجور التي تنتشر في أكثر من 4 مديريات في المحافظة ويتولى أبناؤها مناصب مرموقة في الدولة في محاولة لجر القبائل إلى مربعه، لكن الرد جاء من حجة حيث عقدت قبائل المحافظة على رأسهم مشايخ حجور اجتماعا في المدينة الأسبوع الماضي للوقوف على آخر تصرفات «الفئة الضالة» من عناصر التخريب وجددوا مطالبتهم لهذه العناصر بوقف جرائمها بحق المدنيين والاستجابة لدعوات الصلح التي قادها محافظ حجة هلال الصوفي ومشائخ آخرون وأجهضتها تلك العناصر اكثر من مرة، لكن تحالف العدوان الذي رسم ناطقه آمالا كبيرة على هذه العناصر في تحقيق مالم تستطع آلته العسكرية بتقنياتها الحديثة وخبرات أكثر من 17 دولة، كان له مآرب أخرى وعندما تحطمت رهاناته على صخرة حجور باشر بصب جم غضبه على المدنيين وبطائراته التي أنفق المليارات في سبيل تطويرها وتسليحها. كشر تم تأمينها اخيرا، وفقا لتأكيد وزارة الداخلية، وأثبتت قوات الأمن وأبطال الجيش واللجان بمساندة القبائل جاهزيتهم للتصدي لجميع المؤامرات التي يحيكها العدوان، وفقا لما ذكره وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الذي حذر العدوان من مغبة الالتفاف على اتفاق السويد. لم يعد للعدوان من رهانات في ظل تحصين الجبهة الداخلية وتطوير القدرات العسكرية كما يقول متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، ولا خيار أمامه كما يؤكد المسؤولون في حكومة الانقاذ سوى الانصياع لاتفاق السويد أو مواجهة قدرات تفوق توقعاته في الميدان وتتجاوز دفاعاته في عمق أراضيه.