تبادل كل من موقعي إيلاف وأخبار الغد الاتهامات لبعضهما بإتباع أحدهما المعارضة اليمنية والآخر السلطة حيث انضمت صحيفة إيلاف الاليكترونية التي يصدرها الصحفي الكبير عثمان العمير إلى المعارضة اليمنية في اتهاماتها لعدد من الصحف والمواقع الإخبارية بالعمالة للمؤتمر الشعبي العام "الحزب الحاكم في اليمن" من خلال تقرير أعادت نشره الأحد الماضي وتناقلته صحف ووسائل إعلام المعارضة اليمنية وفيه تتهم فيه موقع أخبار الغد الاليكتروني بأنه احد المواقع التي أنشأها الحزب الحاكم لمساندته في الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية والمحلية القادمة "حسب التقرير". وقال التقرير الذي نشرته إيلاف تحت عنوان (اليمن: الحزب الحاكم يستحدث مواقع الكترونية للحملة الانتخابية) يوم الأحد الماضي أن مصادر في المعارضة اليمنية كشفت لها "لإيلاف" أن المؤتمر الشعبي العام "الحزب الحاكم" يعتزم إطلاق عدد من المواقع الإليكترونية في اليمن وبعض الدول الأجنبية تسانده خلال حملته الانتخابية القادمة للانتخابات الرئاسية والمجالس المحلية المقررة في أيلول (سبتمبر) القادم، مشيرة إلى انه تم افتتاح الموقع الأول الذي أعلن عن مقره الرئيس بألمانيا باسم "أخبار الغد" وانه تم تكليف صحفي يمني مقيم في صنعاء ويعمل مراسلا لموقع إخباري عربي شهير "لم يتم تحديده" بإدارة ذلك الموقع الذي بدأ بالفعل بداية قوية من حيث المادة الخبرية الموجهة ضد المعارضة ويتم تناقل أخباره وتقاريره واستطلاعاته في اغلب المواقع والصحف الرسمية منها والحزبية التابعة للحزب الحاكم. أخبار الغد حاولت التواصل مع بعض دوائر المعارضة اليمنية وكواليسها المتعددة لتعرف من هو الشخص المقصود بأنه يدير موقع "أخبار الغد" من صنعاء وعلمت من أكثر من مصدر في المعارضة نفسها أن المقصود هو محمد الخامري نفسه "مراسل إيلاف" الذي نشر الخبر وروّج له بسذاجة عالية ودون أن يعرف انه المقصود بتلك التسريبات. ويُعتبر مراسل إيلاف "محمد الخامري" أحد طبول المعارضة اليمنية وأبواقها في الخارج ، بل وهناك العديد من الوثائق التي يحتفظ بها أخبار الغد والتي تؤكد انه على صلة وثيقة بقادة المعارضة اليمنية وعلى رأسهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر "رئيس حزب الإصلاح والأب الروحي للمعارضة" والذي تربطه بالخامري علاقة أسرية وثيقة من خلال زواج شقيقه الأكبر بكريمة الشيخ الأحمر الذي يُغدق عليه الأموال والأخبار المفبركة التي يقوم بنشرها دون مراعاة لمصلحة وطنه أو سمعته في الخارج ، وليس ببعيد تلك المقابلات النارية التي أجراها "الخامري" مع عدد من المعارضين السياسيين خارج اليمن والتي وجهت انتقادات نارية وشوهت صورة النظام اليمني الذي يرأسه الرئيس علي عبدالله صالح في عيون القراء العرب الذي يتابعون إيلاف. ونتساءل هنا وهو تساؤل يجب على المعارضة اليمنية أن تعمل على الإجابة عنه وهو: كيف يمكن لهذا الشخص "الخامري" أن يدير موقعين متناقضين في وقت واحد الأول "إيلاف" الذي يروج لأخبارها والموجه ضد النظام بشكل مباشر من خلال التقارير والحوارات والاستطلاعات التي ينشرها في الموقع، والآخر "أخبار الغد" المتهم بأنه مع الحزب الحاكم وضد المعارضة لا لشئ إلا لأنه نشر تقريراً لأحد الباحثين المتخصصين في مجال الإعلام فند فيه التزوير والتشويه والفبركة التي لم تتقنها المعارضة اليمنية المشكلة من حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية والناصريين في سبيل سعيها الدؤوب لتشويه صورة الرئيس علي عبدالله صالح ونظامه خارج اليمن. ومن هنا نود أن نرسل برقية عتاب للزميلة إيلاف التي هنأناها مؤخراً بالعيد الخامس لإصدارها ونقول لها الزمالة تقتضي ألا ننشغل ببعضنا البعض وندخل في مهاترات جانبية تشغلنا عن رسالتنا السامية وهي إيصال الحقائق بمهنية صحفية عالية دون الانتماء الحزبي الضيق الذي يكرس طبيعة الاستبداد السياسي وبالتالي انزلاق الصحافة ومنتسبيها في مستنقع العمالة الآسن سواء كان للمعارضة أو للسلطة في أي مكان وزمان. وأخبار الغد إذ تصر على موقفها من ذلك التقرير "المفبرك" والذي أثار ردود أفعال متشنجة وغير عقلانية في أوساط المعارضة اليمنية جعلها تتخبط وتلقي التهم جزافا على كل من ساهم في فضح أساليبها الملتوية أو تعرّض لها بنقد بنّاء بهدف إصلاح اعوجاج خطابها الممجوج ، لتؤكد أنها ستستمر في هذا النهج غير آبهة بما يحاك ضدها أو يشاع عنها أو تواجهه من تهم العمالة لهذا الحزب أو تلك الجهة ممتثلين قول أبي الأحنف "ما ضر السحاب نبح الكلاب" ومدللين على ما ذهبنا إليه بدراسة أكاديمية حديثة وصفت الخطاب الإعلامي لأحزاب المعارضة بأنه يعكس حالة من الإحباط التي تعيشها تلك الأحزاب نتيجة الإخفاقات السياسية المتراكمة. وأضاف الباحث جميل عبدالله مغلس القدسي في رسالته المقدمة إلى جامعة القاهرة لنيل درجة الدكتوراه حول (الإعلام الحزبي في اليمن) بأن صحف (المشترك) تتبنى خطاباً متشنجاً يسوده التهويل، ويعتمد على إنتاج تقارير "مفبركة" يتم نسبها لمنظمات دولية مجهولة، ثم تنشرها بالتناوب صحف خمسة أحزاب، بالإضافة إلى مواقعها الإلكترونية على الإنترنت. وقال الباحث مغلس أن الأحزاب أخفقت في تحقيق الهدف المنشود من فبركة التقارير التي تروج أصلاً لأطروحاتها عن فشل الحكومة في إدارة الأوضاع. وجاء في الرسالة قيام الباحث بإجراء استبيان على عينات مختارة من المواطنين حول التعاطي مع تلك التقارير ودرجة تأثيرها، مبيناً أن النتائج كشفت ردود أفعال تمثلت في الاستهجان والسخرية، مشيراً إلى أن تلك الأحزاب تنتج خطاباً يقوم على تجهيل الجمهور (المتلقي)، مضيفاً: (إلا أن الحقائق الموجودة على الأرض تؤكد غير ذلك). وفي محور آخر أسماه الباحث (الرصيد المفلس) قال بأن أحزاب المعارضة تلجأ إلى إطلاق خطابات مشحونة، لاسيما في المناسبات الوطنية، فيما يتم تدعيم ذلك الخطاب الذي وصفه بالمأزوم، بإعادة نشر ذات التقارير التي تقول عنها الأحزاب بأنها دولية والتي سبق نشرها مراراً. ونسب لمختصين تفسير الدوافع إلى الرغبة في تكدير نفوس الجماهير، وتشكيكهم في الإصلاحات التي نفذتها الحكومة بالتعاون مع مؤسسات النقد الدولية. نقلا عن أخبار الغد