الأخ العقيد / احمد مسعد القردعي - بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل الدخول في موضوع الرد عليكم أود ان ابارك لكم مشروعكم القادم وهو اصدار كتابين جديدين واللذين سوف يكونان رافداً جديداً للمكتبة اليمنية والعربية وسوف نرفدكم بالمعلومة المطلوبة التي نعرفها والوثيقة التي نملكها متى ما طلبتم منا ذلك ونظراً للفراغ الذي نعيشه في هذه الأيام وجدت نفسي مرغماً بالرد عليك الذي أدخلت نفسك في موضوع ليس أنت معنياً به وذلك حول ما تم نشره في صحيفة “26سبتمبر” الصفحة (10) بتاريخ 17/ 3/ 2019م العدد (2030) وما لحقه من حلقات 4 متتالية على مقالنا المنشور بتاريخ 3/ 1/ 2019م تحت عنوان ( اللواء علي محمد صلاح تجاهل دور أبناء الجنوب النازحين في مذكراته).. وأنت تعلم أن لا مصلحة لك ولا منفعة من تدخلك وبما كتبته ولا يقلل من الجرائم التي ارتكبت بحق أبناء المناطق الوسطى ولا زالت الألغام التي زرعتها المقاومة تحصد الضحايا من المواطنين الابرياء حتى يومنا هذا ولا يقلل ايضاً من ردة الفعل التي قابلت فيها حكومة صنعاء الأبرياء برد العنف المخالف للقوانين والأعراف وحقوق الانسان وترتقي الى جرائم حرب لا تسقط بالتقادم. ومن منا لا يتذكر رؤوس البشر التي كانت تعلق على باب اليمن في صنعاء والباب الكبير بتعز ومآذن المساجد في إب وذمار بصورة بشعة وهل بعد هذا كله من له رأي حول ماحدث؟ (صحيح الف مرة ان اللي اختشوا ماتوا) وقد ذكر العقيد ديفيد سمايلي قائد جيوش القوات الملكية اليمنية من 1963 – 1968م في كتابه (مهمة في الجزيرة العربية). ان الحروب في اليمن لا تخضع للمعايير والخطط العسكرية المتعارف عليها في حروب البلدان الأخرى. فالحروب في اليمن المنتصر فيها من يدفع اكثر للقبائل، ويحسن توزيع السلاح بينهم وهو ما عجز عن فهمه المصريون عند قدومهم لمساعدة ثورة 26سبتمبر 1962م وهذه القوات معظمها شاركت في تحقيق نصر 6 أكتوبر 1973م وتحطيم الأسطورة (خط بارليف في سيناء) في الحرب التقليدية المتعارف عليها في الخطط والعلوم العسكرية. والمرتزق سيظل هو المرتزق كان قبيلياً او تقدمياً او زيدياً او شافعياً وهذا ما اثبتته الأيام ان الذي يدعي الماركسية والقادم من الشمال الى الجنوب هو مزايد اكثر من الجنوبي المتهم بالماركسية، وتجاوز بذلك القبيلي الذي كان يوصف (بالنهار جمهوري، وبالليل ملكي) وخير دليل على ذلك المثالين التالي ذكرهما: المقدم عبدالرقيب عبدالوهاب احمد نعمان رئيس هيئة الأركان العامة اثناء حصار السبعين يوماً للعاصمة صنعاء من قبل الملكيين يعتبر ثالث ثلاثة من ابطال ملحمة السبعين يوماً الى جانب الاخوين الفريق حسن العمري، والشيخ احمد عبدربه العواضي بعد عودة عبدالرقيب عبدالوهاب من منفاه الاختياري بالجزائر الى عدن التقى الاخوين العقيد حسين عثمان عشال، والمناضل علي ناصر محمد وعرفا من عبدالرقيب انه ينوي العودة الى صنعاء، وان هناك من يسعى للوساطة بينه وبين السلطة في صنعاء فقدما له النصيحة بعدم العودة، ولكن (سبق السيف العذل)، وعاد من عدن عن طريق الحديدة الى صنعاء وجاءت تصفيته بالطريقة التي يعرفها الجميع، وقبض الثمن يمانيون مرتزقة خونة يدعون التقدمية. امين فيصل الجندي في قوات الصاعقة سمعت به مثل غيري من اليمنيين عندما كنت في مدينة تعز بداية العام 1971م، وكانت اعمال التخريب على اشدها في مناطق الأطراف وكان اسم امين فيصل يتردد على السنة المواطنين في المدينة والريف خوفاً وفزعاً وكان المدنيون والعسكريون يتعرضون للسلب والنهب والقتل أحياناً على طريق صنعاءتعز حتى علم به صالح مصلح قاسم المجذوب واستدعاه الى عدن واتفق معه ان لا يتعرض للمواطنين العزل واطلق يده على رجال الدولة في صنعاء والمنتسبين لها من المشايخ مدعوماً عدة وعتاداً من عدن ونفذ ما هو مطلوب منه وبدأت قيادات المقاومة الشمالية تفقد مصداقيتها ومصالحها وبدأت الغيرة عندهم من امين فيصل وبدأوا يصنعون له المكائد والمؤامرات منسقين ومخططين مع حكومة صنعاء مقابل ثمن مدفوع تم استلامه بنفس الطريقة التي تم فيها استلام ثمن تصفية عبدالرقيب عبدالوهاب تم فيها استلام ثمن تصفية امين فيصل ولقد خلدت اسمه محافظة عدن عندما اطلقت اسم امين فيصل على احد وحداتها السكنية في المحافظة. أما عن 5 و6 نوفمبر 1967م فالبعثيون وصلوا الى الحكم في صنعاء بتاريخ 5 نوفمبر 1967م والحركيون وصلوا الى الحكم في عدن بتاريخ 6 نوفمبر 1967م على التوالي وكانت الوسائل مختلقة في وصولهم وقد تحاملتم على قيادة 5 نوفمبر 1967م والكثير من مثلكم على الرغم من ان هذه القيادة ظفرت بدحر الملكيين والانتصار عليهم في حصار السبعين يوماً للعاصمة صنعاء وإقامة السلام مع الداعم الرئيسي للتخريب في اليمن وهي السعودية وإعادة العلاقات مع الولاياتالمتحدة بعد زيارة وزير خارجيتها حينها وليام روجرز لصنعاء وايضاً إعادة العلاقات الدبلوماسية مع المانيا الاتحادية وكان من ثمارها بناء مطار صنعاء الدولي وتجهيزه وزفلتة طريق صنعاءتعز الذي كان عرضةً للتخريب كان أبشعها اللغم الذي وضع لباص مؤسسة النقل البري في 28/ 9/ 1970م والذي راح ضحيته اكثر من 50 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال والعجزة ولم يسمع الناس به لان في ذلك اليوم فقدت الامة العربية قائدها وزعيمها الرئيس جمال عبدالناصر رحمه الله وطغى خبر وفاته على جميع الاخبار الأخرى لعدة أيام. اما في 6/ نوفمبر/ 1967م فقد كان الاستعانة بالمحتل البريطاني لترجيح كفة الجبهة القومية على جبهة التحرير وذلك عندما وجهت القوات البريطانية بقيادة الزعيم (داي) ومعها قوات ما يسمى جيش الجنوب العربي بقيادة العقيد حسين عثمان عشال الذي منحته عضو قيادة جبهة التحرير نيران مدافعها على قوات جبهة التحرير والتنظيم الشعبي في منطقة الشيخ عثمان والمنصورة وتم الاعتراف من قبل بريطانيا بالجبهة القومية ممثل شرعي ووحيد لشعب الجنوب ورحل البريطانيون من عدن في 30 نوفمبر 1967م وظهر الى الوجود في جنوب شبه الجزيرة العربية دولة فقيرة الى حد العدم يحيط بها الأعداء وكنتم في المقاومة تمثلون عبئاً عليها حتى اصبح المواطن الجنوبي اليوم يشمئز من ذكركم ومشاهدتكم في شوارع عدن ليس فقط بسبب حكم مرحلة الرئيس علي عبدالله صالح بل متذكراً لتلك الأيام التي كان فيها محسن الشرجبي على رأس جهاز أمن الدولة في الجنوب والذي كان من دخله لم يخرج منه ومن خرج يعتبر كتب له عمر جديد وكنت انت القادم من الشمال تدخل مبنى امن الدولة تسرح وتمرح مطّلعاً على الاسرار والوثائق وكأنك تتصفح صحيفة مع كأس شاي في قهوة زكو بكريتر بينما نحن أبناء الجنوب النازحين في الشمال عندما نمشي بالشارع نبتعد مسافة 500 متر عن مبنى الامن الوطني خوفاً من محمد خميس واصبح الأرشيف الذي تتفاخر باطلاعك على وثائقه في الجنوب قبل الوحدة قد أصبح بعد نقله إلى صنعاء يماثل من يتاجر بتقويم الأعوام الماضية!! ولا أحد ينكر أن المعارضة الجنوبية في الشمال قد كانت وراء سقوط جزيرة كمران في حرب 1972م بقيادة العقيد عبدالله سالم العوسجي وكيل محافظة أبين حالياً ولقد ذهبت بعيداً يا أخ احمد ولو كانت السيادة تحسب بقرب المكان وجغرافيته لحسبت جزر الفوكلاند لصالح الارجنتين ولكن من عادة اليمنيين اذا فشلوا في حوارهم دعوا الى إعادة (البراميل) واذا فشلوا مع الجيران دعوا الى تحرير جيزان ونجران وعسير واذا فشلوا مع العرب دعوا الى رمي إسرائيل في البحر ومعها الامبريالية الامريكية والدعوة إلى مناصرة حركات التحرر في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية والى آخر الاسطوانة ولست أوافقك الرأي (ان عدو عاقل خير من صديق جاهل) لان فترة 55 عاماً عشتها في الشمال علمتني (ان الجمعة هي الجمعة والخطبة هي الخطبة وعاق والديه هو عاق والديه). واعتذر لعرضكم المقدم لنا بالمشاركة في كتابة الجزء 4 “من مذكراتي” سواء كان هذا العرض مقدم من المؤلف أو منكم وبمشاركة “الكمبونيون” بالكتابة سوف تتجاوز صفحات الجزء أربعة كتاب (رأس المال) لمؤلفه كارل ماركس والذي يشمل جميع نظرياته بما فيها نظريتكم “كلك نظر” وقد سادت ثم بادت والبقاء لله وحده، الذي أنكر وجوده كارل ماركس في أحد نظرياته، وبالمناسبة أقدم تعازي لأسرة الفقيد الدكتور حسن مجلي أحد رواد الفكر الماركسي في اليمن والذي عرفته طالباً بمدرسة الثورة الثانوية بتعز عام 1965م وتوالت اللقاءات بيننا بحضور الندوات التي كان يقيمها النادي الثقافي في تعز وكانت تدور حول المستجدات على الساحة اليمنية مثل اتفاقية جدة ومؤتمر حرض ودمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في 13يناير 1966م وبعد ذلك التقينا بالقاهرة ثم فرقتنا السياسة هو ابن الشمال عاش في الجنوب وأنا ابن الجنوب عشت في الشمال وكنت أتابع أخباره من والده القاضي العلامة علي مجلي عضو محكمة الاستئناف بلواء تعز والذي كنت التقي به في مقر عمله وكنت أشاهده بزي القضاة التقليدي وأفكر بحكمته جل جلاله كيف خرج من صلب القاضي المسلم ومن تحت جبته وتربى في منزله داعية للفكر الماركسي (لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) صدق الله العظيم. وإذا كان هناك بعض سفهاء من جبهة التحرير قد تطاولوا بالكلام على بعض قياداتكم في الحزب الاشتراكي اليمني عليكم تجاوز الكلام لكن نحن كيف نتجاوز عمل السفهاء من حزبكم تجاه المجازر التي ارتكبت بحق قيادات وكوادر جبهة التحرير وشعب الجنوب طوال حكمكم له!! وأرجو أن تفهم أن مكانة العقيد حسين عثمان عشال عند جبهة التحرير هي مكانة الفريق حسن العمري عند الجبهة الوطنية الديمقراطية أو مكانة محمد بن الحسين عند الجمهوريين. العقيد حسين عثمان عشال ظل متمسكاً بالجبهة القومية بعد الإطاحة به وبرئيسه قحطان الشعبي بعد حركة 22 يونيو 1969م ونزح الى الشمال وبمعيته الاخوة توفيق علي عوبلي وأبوبكر علي شفيق وعلي محمد القفيش وقبلهم العقيد عبدالله صالح سبعه ولحق بهم احمد مثنى الشعيبي وقد حضروا محادثات الوحدة بين شطري اليمنبطرابلس الغرب والتي حضرها كل من الرئيس القاضي عبدالرحمن بن يحيى الارياني والرئيس سالم ربيع علي بدعوة كريمة من الزعيم الليبي الرئيس معمر القذافي وكان العقيد حسين عشال يمثل فصيل يسمى يمين الجبهة القومية في لقاء طرابلس 1972م وحضور المعارضة الجنوبية جلسات مؤتمر طرابلس يعني بذلك شرعيتها بينما تم إخراج الأستاذ سلطان احمد عمر من جلسات مؤتمر الكويت في 28/ 3/ 1979م الذي حضر ممثلا عن الجبهة الوطنية الديمقراطية ولعدم شرعيته تم إخراجه كون المحادثات محصورة على رؤساء شطري اليمن الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس عبدالفتاح إسماعيل وذكرت الصحف الكويتية في اليوم التالي للمؤتمر ان وزير خارجية اليمن الشمالي عبدالله الاصنج قد أصر على اخراج سلطان احمد عمر كونه يمثل الجبهة الوطنية المتحدة في الشمال والمحادثات محصورة على دولتين في صنعاءوعدن ولا مكانة للمعارضة بالشطرين في جدول أعمال المؤتمر. ولكونكم تملكون اسرار مرحلة السبعينات كما تدعون اعتقد انه لا يخفى عليكم ذلك. ومطلوب تعريفكم لنا من هو سعيد عشال الذي منحتموه عضوية جبهة التحرير وهو ليس كذلك؟ وهل تقصدون بسعيد عشال الذي سقط شهيداً في معركة سناح عام 1972م؟!! أم هو سعيد عشال الذي توفي وفاة طبيعية؟ وما هي صلة القرابة بينهما من جهة؟ وبين العقيد حسين عشال من جهة ثانية؟ ارجو ان يعذرني القارئ الكريم اذا جاء ردي ناقصاً لان افكاري مشتتة حول الراتب المقطوع والإحساس بالظلم وتوفير متطلبات شهر رمضان. “رحم الله امرئ عرف قدر نفسه” والله من وراء القصد،،،