قال تعالى: (كل نفسٍ ذائقة الموت) واراد سبحانه وتعالى بهذه الآية ان يكون الإنسان على بينة من أنه لا مفر من الموت؟ ولكن تختلف الطريقة ويتنوع السبب، ويكون هناك فرق في اشياء كثيرة، حتى وان كان الموت في أرض المعركة نفسها فما يزال هناك فرق بين شخص يقتل ولا يعرف السبب الذي من أجله يقاتل، فما معنى ان تكون في المقدمة ومن خلفك عدو يدفع بك الى فوهة الموت في سبيل تمكينه من احتلال وطنه، وبين مقاتل وصلت به القناعة الى ان يموت شهيداً في سبيل الله ثم الدفاع عن أرض وطنه من غازٍ يدرك العالم بأسره أهدافه.. على هذا المبدأ الوطني حمل الرفيق المقدم أحمد الزعكري بندقيته متقدماً صفوف الأحرار من ابناء الجيش واللجان الشعبية الذين يصدون زحوفات الشرذمة الباغية وجنود العدوان من المرتزقة ممن باعوا وطنهم وأنفسهم رخيصة مقابل دنس اموال العدوان. الشهيد البطل المقدم احمد الزعكري.. لا اتحدث عنه كزميل الدفعة الدراسية بالكلية الحربية ورفيق العمل الإعلامي والصحفي بدائرة التوجيه المعنوي، صحيفة «26سبتمبر» وحسب بل اتحدث عن رجل وطني رفض مبدأ الصمت أمام تطاولات العدوان السعودي الإماراتي، والذي حاول بكل ما لديه من وسائل وامكانات ان يدمر اليمن الأرض والإنسان، لكنه واجه صخوراً بشرية صلبة.. كان البطل احمد الزعكري- رحمه الله- واحداً ممن أبى الانكسار أمام هذه الشرذمة المتجردة من معاني القيم الإنسانية والولاءات الوطنية يتساقط افرادها كأوراق الخريف لم يعد لها قيمة في الوجود!.. انظروا الى حجم التغيرات الإنسانية التي تطرأ على الفرد كمواكبة لمتغيرات الواقع، فقد كان- رحمه الله- صاحب أكبر ابتسامة وقلب صافٍ بالاخاء والود، لكن نداء الواجب الوطني الذي استدعاه قد حوله الى مقاتل شرس رفض التقوقع في مكانه وهو يشعر بحجم الخطر الذي يداهم وطنه، فما كان منه الا ان اختار طريق المجد الخالد ملحقاً بكوكبة الشهداء الأخيار الذين بفضل دمائهم الزكية بقي وسيبقى الوطن حراً عزيزاً ترفرف رايته خفاقة في عنان السماء. نم أيها الشهيد البطل احمد الزعكري فلك المجد والخلود.. والخزي والعار لاعداء الوطن.. ولا نامت أعين الجبناء..