خلال شهر رمضان المبارك يعتاد الصائم على نمط تغذية معين يختلف عن الذي سار علية طوال العام بحيث يستقبل جهازه الهضمي الأكل والسوائل ليلاً ويستريح فيه نهاراً لمدة تتجاوز 12ساعة , وهذا السلوك يترك نتائج طيبة على مختلف أجهزة الجسم , خصوصاً الجهاز الهضمي لكن مع اطلالة عيد الفطر السعيد تعود المعدة لتلقي الطعام في النهار , واذا ما احسن الشخص في كيفية ترتيب استقبال الغذاء المناسب إلى بطنة , فان ذلك يجنبه الوقوع في مطب الإرباكات الهضمية الكثيرة. وتحدث الإرباكات الهضمية على أثر التغيرات الطارئة في مواعيد وعادات ومكونات الوجبات , وعندما نحمل جهازنا الهضمي ما لا قدرة له علية تبدأ المشاكل الصحية بالظهور تباعاً أو دفعة واحدة بدءاً بعسر الهضم , مروراً بغازات البطن وألام المعدة والأمعاء وانتهاءً بالإسهال والامساك والتعب والرغبة الكبيرة في النوم. والجدير ذكره بان الناس يتناسون أن المعدة خلال فترة الصيام في رمضان تعودت ان ترتاح فترة لا تقل عن 12ساعة , لكن مع حلول أيام العيد تكثر الولائم ويسارع البعض الى ملء بطونهم بما هب ودب من المأكولات خصوصاً الحلويات والأطعمة الدسمة والأغذية الشعبية التي تعج بالسعرات الحرارية على مدار اليوم دون توقف , وهذا بالطبع تصرف خاطئ ينتهي بالتخمة والإصابة بالاضطرابات الهضمية , وبارتفاع في مستوى السكر والشحوم في الدم , والكثير من الاشخاص تنتهي بهم الامور الى زيارة اقسام الطوارئ في المستشفيات. ولتجنب الوقوع في المشاكل الهضمية , وحتى لا ينتهي الحال الى طوارئ المستشفيات , عليكم بالنصائح الأتية التي مفادها الاعتدال في المأكل والمشرب من أجل ان يستوعب الجهاز الهضمي التبدلات المفاجئة :- العودة تدريجياً إلى نظام الوجبات الرئيسية بحيث تكون اقرب في البداية إلى اوقات الفطور والسحور ومن ثم يتم الانتقال تدريجياً إلى أوقات الوجبات المعتادة من أجل مساعدة الجسم على استعادة نظامه الغذائي العادي. تعويد المعدة على استقبال الطعام تدريجياً , وخير ما يجب فعله في هذا المجال البدء بتناول كميات صغيرة من الطعام من أجل إتاحة الفرصة لعملية هضم كاملة ومريحة وبالتالي الحيلولة دون الوقوع في مطب عسر الهضم. تناول وجبات صغيرة ومتعددة , بهدف إراحة الجهاز الهضمي وحمايته من الوقوع في مأزق التخمة وما يرافقها آلام مزعجة مثل الحرقة المعدية , والغازات البطنية , وسوء الهضم , والمغص . ينصح بشدة في مضغ الطعام جيداً لأنه يلعب دوراً جوهرياً في الوقاية من الاضطرابات الهضمية وفي تهيئة المعدة لطرح مفرزاتها , كما ينصح بالتوقف عن تناول الطعام فور الشعور بالشبع. تفادي التهام الطعام باستمرار على مدار الساعة طوال النهار ؛ لأنه يؤدي إلى التهام كميات هائلة من الطعام من دون ان يشعر الشخص بذلك , وهذا ما يقضي الى عواقب صحية ابرزها زيادة الوزن. تجنب الإفراط في تناول الحلويات والبروتينات والدهون الحيوانية , فموائد العيد تزخم بهذه المواد خصوصاً الحلويات التي تحتوي على نسب عالية من السمن المهدرج , واذا كانت هذه تضر بالناس العاديين فما بالكم بالبدناء , ومرضى السكري , ومرضى الكلى , ومرضى القلب والشرايين؟ تفادي الإفراط في تناول المشروبات الغازية التي تسبب في الدرجة الأولى بالانتفاخات في البطن . وكشفت دراسات سريرية أن غالبية الأشخاص الذين يواظبون على مثل هذه المشروبات يشكون من خلل في نظامهم الغذائي ويقبلون على التهام أغذية أقل ما يقال عنها إنها غير صحية وغير متوازنة , عدا هذا وذاك , فإن تناول المشروبات الغازية خلال الوجبات (وهذه هي العادة المتبعة) يجعل الجسم يشعر بعدم الاكتفاء , ويندفع الى تناول مزيداً من الطعام في الوجبات اللاحقة , وبالتالي يسبب تكدس المزيد من الشحم في الجسم. نصائح لبعض المرضى:- المصابين بالقرحة المعدية : عليهم بتناول وجبات صغيرة متعددة , والتقليل من تناول الحلويات المكثفة والأطعمة المحتوية على الفلافل والصلصات الحارة والمشروبات المنبهة كالقهوة والشاي , وتناول الأدوية وفق إرشادات طبية. الأطفال السكريون : في العيد يسرح الطفال على هواهم في ما يخص الأكل والشرب من دون متابعة ومن دون قيود من الأهل , واذا كان هذا السلوك مقبولاً الى حد ما عند الأطفال الأصحاء , فإنه مرفوض رفضاً قاطعاً للأطفال الذين يعانون الداء السكري , لأن هذا الإهمال في هذا المجال يؤدي إلى تعرض الطفل إلى مضاعفات قد تصل إلى غيبوبة السكر , لذا يجب عدم إجراء تغيرات جوهرية في النظام الغذائي للطفل , ومراقبة سكر الدم لدية بضع مرات في اليوم , واتخاذ التدابير اللازمة إذا دعت الضرورة. مرضى القلب: يجب الحد من تناول الملح والمواد الدهنية , وتجنب تناول وجبات عارمة تشكل عبئاً على القلب كما يجب التقنين في استهلاك المشروبات المنبهة. مرضى ضغط الدم : وعليهم أن يبتعدوا عن الأغذية المملحة والمدهنة خصوصاً اللحوم المدخنة والمخللات التي تعج بالملح , وينصح بالإكثار من السوائل والخضار والفواكه. تقبل الله طاعتنا , وأتم بالعيد فرحتنا , وأقر اعيننا بنصر امتنا. كلية الطب والعلوم الصحية