النظام السعودي فخخ محافظة حضرموت بعناصر القاعدة التابعة له للتنگيل بمن يراه خطراً على الرياض في المستقبل الجارديان كشفت صفقة تمت بين القاعدة وتحالف العدوان للتحكم بمفاصل مؤسسات حكومة الفار هادي في المحافظات الجنوبية المحتلة ثروات حضرموت والتحكم بمنافذ البحر العربي هما السر في صراع الإمارات والسعودية الأخير والسبب الأول لشنهما العدوان على اليمن تقرير: حميد الشرعبي بنشرها لواء عسكرياً بكافة عتاده، الثلاثاء، تكون السعودية قد استكملت فعليا احتلال حضرموت وبدون قتال هذه المرة، هي الآن في طريقها لتعزيز تلك القوات التي وصلت مساء الاثنين الماضي براً عبر منفذ الوديعة وسلكت طريقاً فرعياً في منطقة الخشعة وصولاً إلى المكلا حيث استقر بها المطاف، هذه التحركات التي تأتي تحت مسمى ترتيبات أمنية ل»حماية نواب هادي» هي في الاساس امتداد لعملية احتلال مكتملة الاركان بدأتها السعودية في 2015م بشن الحرب على اليمن وصولا إلى هذا اليوم الذي ترتب فيه السعودية وضعها في أهم مناطق ثرواته قبيل اية اتفاق سلام في اليمن، البلد الذي عمدت السعودية لإرهاقه بالحرب والحصار وتمزيقه اجتماعيا وطائفيا وحتى مناطقياً.. قبضة «القاعدة» في ابريل من العام 2015، سيطر تنظيم القاعدة على مدينة المكلا وبضوء أخضر من العدوان السعودي الذي كان يواصل حربه على اليمن للشهر الثاني على التوالي، كانت السعودية تخشى انتقال المعارك إلى حضرموت الواقعة عند الطرف الآخر من الحدود فحركت ورقته التي ظلت تتلاعب بها لفرض هيمنتها على اليمن على مدى العقود الماضية، نجحت القاعدة التي يقودها عناصرها ضباط في الاستخبارات السعودية- كما تتحدث تقارير غربية- في الانتشار واعلان المكلا «ولاية اسلامية» وذلك بعد عمليات تنكيل طالت وحدات الجيش هناك وابرزها قيام تلك العناصر بذبح 14 جندياً بعد انزالهم من حافلة ركاب بينما كانوا في طريقهم للمغادرة، لم تكتف القاعدة بذلك بل بسطت نفوذها، حيث ظهر ابرز قاداتها الحاصلين على الجنسية السعودية، خالد باطرفي، وهو يدوس علم اليمن بالقصر الجمهوري.. كما نكل التنظيم بكل من يراه مستقبل خطر على الرياض فاختطفت صحفيين وناشطين ولا يزال مصير بعضهم مجهولاً ابرزهم الصحفي علي المقري. تسليم واستلام لم يدم وجود القاعدة طويلا. في ابريل من العام 2016 سلمت القاعدة مدينة المكلا لقوات اماراتية قدمت تحت مسمى «مكافحة الارهاب» ومع أن المكلا لم تشهد اية مواجهات الا أن تقارير غربية نشرتها لاحقا صحف كالجارديان والواشنطن بوست كشف عن صفقة بين التنظيم وتحالف العدوان ضمن فيه الاخير للتنظيم وجوده في كافة مؤسسات حكومة هادي وقواته وابرزها ضم نحو 200 من عناصره في المكلا إلى صفوف قوات مدعومة من الامارات عرفت لاحقا ب»النخبة الحضرمية» وهي لا تزال القوة الفعلية على ارض مدن الساحل الحضرمي إلى اليوم، لم يخف ضباط إماراتيين هذه الصفقة رغم احتفاظهم بأسمائهم خلال تصاريح نقلتها الجارديان في العام 2017م، واعتبروا هذه الخطوة نجاحاً لهم في محاصرة التنظيم من التغلغل الاجتماعي. بداية الصراع مع تثبيت الإمارات وجودها العسكري في المكلا بتحويل مطار الريان قاعدة عسكرية وسيطرتها على ساحل المحافظة بدأت أطماعها تتجه نحو السيطرة على الهضبة النفطية التي يقدر انتاجها بنصف مليون برميل نفط يوميا وتقع في وادي وصحراء حضرموت عند اقصى الحدود السعودية- اليمنية، غير ان السعودية التي تدير هذه الهضبة عبر مشايخ قبائل ونافذين مجنسين سعودياً إلى جانب ابقائها لوحدات يمنية قديمة محاصرة في مواقعها بحجة انها تتبع هادي صعدت في مواجهة التتار الاماراتي وفعلت كافة اوراقها لمجابهته بما فيها جناحها في تنظيم القاعدة والقبائل والقوى الاجتماعية الحضرمية إلى جانب القوات الحضرمية التي انشأتها الرياض حديثاً باسم «كتيبة الحضارم» وهي قوة صغيرة تضم نحو 3 آلاف عنصر من ابناء قبائل وادي وصحراء حضرموت يتسلم افرادها مرتبات من الجيش السعودي مباشرة، لم تكتف السعودية بوقف تقدم الفصائل الموالية لأبوظبي في مناطق عمقها الاستراتيجي, بل شرعت أيضاً بقتل طموح ابوظبي بالحضور في حضرموت التي تسعى الرياض لفصلها إمارة مستقلة عن اليمن، وعززت وجودها في حضرموت في العام 2018م عندما اصطحب السفير السعودية محمد آل جابر نظيره الامريكي إلى المكلا واقامة حفل تسليم خفر السواحل لقوات تتبع السعودية بدلاً عن اتباع الامارات الذين عمدت الرياض في وقت لاحق إلى تفكيكهم وتحويلهم مجرد وحدة أمنية في داخلية الفار هادي لتضم ولائهم لها. طموح العودة فعليا لم تعد الامارات تملك الكثير من الاوراق في حضرموت.. يؤكد ذلك مساعيها مؤخرا لعقد اجتماع بين ابرز وكلاء السعودية في وادي حضرموت، عمر بن حبريش، بقائد المجلس الذي شكلته في عدن ويعرف ب»المجلس الانتقالي» وقد افضى هذا اللقاء الذي عقد الاسبوع الماضي في عدن إلى اعلان بن حبريش وقوفه مع الامارات ومهاجمة السعودية رسميا إضافة إلى التصعيد في وجهها بإخراج مظاهرات الاسبوع في المكلا تطالب بالكهرباء وتندد بفساد «شركة بترومسيلة النفطية التي باعت لتوها مليوني برميل من النفط بمزاد رعته السعودية في الرياض وشحنته من ميناء الضبة في حضرموت.. لم يمر طويلا على التصعيد حتى تعرض احد المقربين لابن حبريش للاغتيال في وادي حضرموت وهي رسالة واضحة ب»التصفية». خفت صوت حبريش وتلاشت معه مطالب التصعيد الذي تطور إلى مواجهات بين النخبة والمواطنين في شوارع المكلا. خطوات فرض الهيمنة ارسال السعودية قواتها إلى المكلا، ليس لحماية «نواب هادي» الذين يتوزعون حاليا في عواصم دول عربية واجنبية وترفض الرياض منحهم اقامة دائمة على اراضيها أو حتى مؤقته، فهذا السيناريو سبق للرياض وان طبقته مطلع العام الجاري في مناطق وادي وصحراء حضرموت حيث نشرت قوات عسكرية كبيرة معززة بمنظومات دفاعية «باتريوت».. كان العنوان البارز «حماية جلسة لنواب هادي» لم تدم اسبوعا، لكن الحقيقة انها كانت معركة كسر عظم بين الإمارات والسعودية تجلت بصورة اكثر وضوحا مع اعلان ناطق تحالف العدوان، تركي المالكي، صد قوات بلاده هجوم ب11 طائرة مسيرة ، كانت الإمارات زودت بها الفصائل التابعة لها .. الان وقد نجحت السعودية في هزم الامارات تحاول تكرار السيناريو ذاته ولكن هذه المرة في المكلا، حيث تتأهب المدينة لحرب حقيقية مع اعلان الفصائل المدعومة اماراتيا تحت مسمى «مقاومة جنوبية» استعدادها لرد عسكري ليس في المكلا بل في وادي وصحراء حضرموت، العمق الاستراتيجي للسعودية.. قالت هذه الفصائل في بيان لها، الثلاثاء، ان قواتها المتخصصة بالاقتحامات الليلية والقناصة مستعدة في المكلا لأي تصعيد مؤكدة انها تلقت معلومات بترتيبات سعودية للانتشار تحت مسمى «حماية نواب هادي».. كما توعدت نواب هادي بالتصفية.. هذه التهديدات كان دافعا للسفير السعودي محمد آل جابر لأمر السلطة الموالية له في حضرموت بتشديد الأمن عند النقاط المحيطة بالمكلا ومنع أي توافد جماهيري من المحافظات الجنوبية.. البحث عن موطئ قدم الفرق بين الأمس عندما اعلن تحالف العدوان حربه على اليمن واليوم وقد اوشك على الهزيمة الكثير من المفارقات، فما اعلنه عن سيطرته على 85% من الاراضي اليمنية تكشف زيفه بحثه الآن عن موطئ قدم لعقد جلسة آمنة لنوابه، والاهداف العسكرية التي تحدث عن تدميرها صدم بأقوى منها، وحتى «الشرعية» التي كان يتغنى بإعادتها لم يعد يأبه لها وكل الاهداف الحقيقية لهذه الحرب تكشفت مع طفو الصراع الاماراتي- السعودي إلى السطح بمساعي كل منهما للاستئثار بمناطق النفط والغاز.. يتضح جليا مع اعلان الامارات سحب قواتها وذكر تقارير اعلامية غربية عن عودة إماراتية إلى اليمن عبر فصائلها لتنفيذ اجندتها وهي التي ضحت بالغالي والنفيس في سبيل وجود دائم في ثاني اهم الممرات البحرية مضيق باب المندب الذي يمر من خلاله نحو40% من حجم التجارة العالمية، وفقا لما ذكره تقرير لمركز دراسات فرنسي في وقت سابق هذا العام.