لا يخفي تحالف العدوان أطماعه في اليمن، مع أنه حاول قبل أربع سنوات لفها بثياب المرتزقة أو من يصفها ب»الشرعية» ، لكن اليوم وقد تداعى المجتمع الدولي لوقف أكبر كارثة إنسانية تسبب بها العدوان على اليمن في العصر الحديث، كما تصفها المنظمات الدولية، يكشر التحالف عن أنيابه ويبرز أطماعه الحقيقة والتي تركزت في نهب الأرض وقتل الإنسان. على مدى الأيام الماضية، صعّدت السعودية والإمارات على أكثر من جبهة في المحافظات الجنوبية والشرقية، فالإمارات التواقة للاستغناء عن غاز ونفط قطر، الخصم اللدود، وسعت معاركها في وجه الأهالي في محافظة شبوة، وتخوض منذ 3 أيام عبر ميليشياتها «النخبة» معارك بالمروحيات العسكرية في مرخة السفلى والهدف كسر شوكة القبائل في هذه المحافظة الثرية بالنفط والغاز تحت مسمى «مكافحة الإرهاب» وبما يسمح لها بالمرور إلى آخر حقول النفط والغاز في بيحان وعسيلان والخاضعتين أصلاً لمرتزقة لا يدينون بالولاء لها أكثر من جيوبهم، لكن ليست شبوة وحدها محط اهتمام التحالف، فحضرموت هي الأخرى تشهد تحضيرات سعودية – إماراتية للسيطرة على حقول النفط والغاز في وادي وصحراء حضرموت، حيث أفادت مصادر محلية بأن قرابة 200 شيخ قبلي موالي للسعودية في وادي حضرموت عقدوا اجتماعا في المكلا برئاسة فرج البحسني العائد لتوه من الرياض واتفقوا على بدء نشر «النخبة الحضرمية» في الوادي وطرد بقايا وحدات يمنية ترابط في مواقعها منذ أكثر من عقد من الزمن رغم الهجمات التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية وأبرزها ذبح 14 جندياً خلال تمكين التحالف للقاعدة في حضرموت قبل عامين. النخبة التي يعمل التحالف على تمكينها على الأرض منذ سيطرته على هذه المحافظات في 2015م هي مجموعة فصائل مسلحة تجمع بين عناصر التيار السلفي الجهادي وتنظيمي القاعدة وداعش، بحسب تقارير لصحيفتي واشنطن بوست والجارديان البريطانية، إلى جانب مجموعات انفصالية تدين قياداتها التي كانت مطلوبة بجرائم حرابة وأخرى إرهابية بالولاء التام للعدوان، وهذه الجماعات التي لا تخفي شعارها في مساعي الانفصال يحاول التحالف التلاعب بها كأوراق جديدة بعد أن وعدها بدولة بعيداً عن الجمهورية اليمنية، فمن ناحية يسعى العدوان لجعل هذه المجموعات طرفا في أية مفاوضات مقبلة بشأن الحل النهائي وبما يمكنه من فرض واقع الانفصال في اليمن، ومن ناحية أخرى يعتقد قادة العدوان بأن سيطرة هذه المجموعات التي تطمح للسلطة ولو باليسير قد يحقق أهداف التحالف في اليمن والمتمثلة بشرعنة وجود السعودية في المهرة حيث تعكف على مد أنبوب للنفط وتشييد ميناء في سواحلها لتصدير نفطها عبر بحر العرب بدلاً من مضيق هرمز، ناهيك عن منع التنقيب عن الثروات في المناطق الحدودية والتي فشلت الرياض حتى الآن تمريره عبر نواب موالين لها، كما أن إخلاص هذه الفصائل قد يمكن الإمارات من ضم جزيرة سقطرى كإمارة ثامنة بحسب ما ذكره أحد حكام إمارة عجمان، حمد المطروشي، خلال لقاء جمعه بعدد من مشايخ المحافظة. لم يعد التحالف مهتماً بمرتزقته في «الشرعية» الذين انخرطوا في الفساد وسياسة الابتزاز أكثر من مساعيه لتثبيت وجوده على الأرض في المحافظات الجنوبية والشرقية وبمرتزقة اقل كلفة وأكثر ولاءً يضمن من خلالهم تحقيق أهدافه بعيداً عن خوض حرب جديدة مستقبلا، وقد ضحى بكل ثرواته لأجل الوصول إلى تمزيق الجسد اليمني والتهام بقاياه.