بدأت الأربعاء في فيينا أعمال القمة الأمريكية الأوروبية، حيث يتوقع أن يحث الرئيس الأمريكي جورج بوش القادة الأوروبيين على تقديم المزيد من المساعدات الدولية للحكومة العراقية، والتأكيد على استمرارية التنسيق الأمريكي الأوروبي في مواجهة الطموح النووي الإيراني ومطالبة حكومة طهران بتعليق أنشطة إثراء اليورانيوم أو مواجهة عقوبات محتملة قد يفرضها مجلس الأمن الدولي. وطبقاً لما أوردته وسائل الأعلام النمساوية المختلفة الصادرة اليوم فان الرئيس بوش يسعى إلى التخفيف من الأعباء التي تتحملها واشنطن في العراق، والتعجيل بإيصال 13 مليار دولار إلى العراق وعدت بها الدول الأوروبية، لأنه لم يصل من هذه الأموال ولغاية الآن سوى 3،5 مليار دولار حسبما أعلن أمس مستشار الأمن القومي الأمريكي هادلي. هذا وستتناول القمة الأمريكية الأوروبية إلى جانب العراق والملف النووي الإيراني قضايا أخرى أبرزها توفير إمدادات كافية من الطاقة إلى العالم وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وتحرير العلاقات التجارية وحماية البيئة. وقالت صحيفة (دي برسه) المحلية اليوم إن بوش يسعى إلى تحسين العلاقات الأطلنطية الأوروبية، لكنها أقرت بأن تحقيق هذا الهدف ليس بالأمر السهل بسبب التباين الكبير في المواقف نتيجة الحرب في العراق. أما صحيفة (دير ستاندارد) فنقلت اليوم أيضاً عن المؤرخ البريطاني توني جوديت قوله بأن الأجواء السياسية بين الرئيس بوش وكبار السياسيين الأوروبيين الذين سيلتقيهم في فيينا اليوم الأربعاء قد تكون ودية، لكن العلاقات الأطلنطية الأوروبية لا تزال تعاني مما وصفه بالضرر البالغ الذي لحق بها. وقال هذا المؤرخ، وهو أستاذ في التاريخ الأوروبي في جامعة نيويورك، " إن الأوروبيين لا يثقون بحكومة بوش وهم بانتظار تولي رئيس أمريكي جديد السلطة في البيت الأبيض، لقد أصبح الأمريكيون فجأة يتعاملون بشكل ودي مع الأوروبيين لأنه لم يعد لديهم خيار آخر بعد كارثة الحرب على العراق إذ شعروا بعزلتهم ". وكان المستشار النمساوي فولفغانغ شوسيل وعقيلته على رأس مستقبلي الرئيس بوش وعقيلته لدى نزولهما من الطائرة في مطار فيينا مساء أمس الثلاثاء، وذلك على خلاف العرف الدبلوماسي الذي يقضي بأن يكون الرئيس فيشر وعقيلته على رأس مستقبلي رؤساء الدول في المطار ، لكن الخارجية النمساوية أوضحت بأن ذلك يعود لكون زيارة بوش ليست للنمسا بل لرئاسة الأتحاد الأوروبي. وقبل وصول بوش، أكد المستشار شوسيل أمام أعضاء البرلمان أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي سيناقشون مع بوش موضوعي معتقل غوانتانامو والرحلات السرية للاستخبارات الأمريكية قائلاً " لا يمكننا القبول بوجود مكان لا يطبق فيه القانون" في إشارة إلى ما يجري في هذا المعتقل حيث يقبع 460 شخصا، اوقف معظمهم في خريف 2001 في أفغانستان، دون ان يخضعوا للمحاكمة. وأفادت وكالة الصحافة النمساوية بأن أعلاناً مشتركاً سيتم تبنيه خلال القمة الأمريكية الأوروبية اليوم يتضمن التأكيد على ضرورة أن تطبق التدابير الخاصة بمكافحة الإرهاب وبشكل يتلائم تماماً مع الالتزامات الدولية بما فيها القوانين المتعلقة بحماية حقوق الإنسان واللاجئين. وعلى صعيد آخر قلل مسئولو الأمن النمساويون من أهمية الطرود والحقيبة التي تم تفجيرها عن بعد في وسط فيينا أمس وأعتبروها إنذارات كاذبة . هذا ويتولى الآلاف من عناصر الشرطة والأمن النمساويين والأميركيين في توفير حماية استثنائية للرئيس الأمريكي الزائر، ومن المنتظر أن يغادر بوش مساء اليوم إلى بودابست، للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الخمسين للانتفاضة المناهضة للشيوعية.